يقول الله تبارك وتعالي في سورة الأعلي ( سنقرئك فلا تنسي )
هل النبي صلي الله عليه وآله يسهو وينسي؟ إن كان الجواب بالإيجاب فهل يتعارض ذلك مع عصمة النبي؟ و هل الأئمة المعصومون وجميع الأنبياء والمرسلين معرضون للسهو و النسيان؟
مسألة سهو النبي (ص) من المسائل التي وقع البحث فيها بين الشيعة و السنة حيث ذهب من اهل السنة الي جواز ذلك، بل وقوعه. و اما الشيعة فقد انقسموا الي قسمين:
الشيخ الصدوق و استاذه ابن الوليد ذهبا الي جواز السهو، ولكنهم فسروا السهو (بالاسهاء) اي ان هذه العملية تصدر من فعل الله تعالي لكي لايغالي الناس في النبي، و ليست العملية نابعة من هيمنة الشيطان علي مشاعر النبي و احاسيسه،. و توجد في هذا المجالات روايات، و ممن ايد هذه الفكرة الشيخ التستري في رسالة خاصة ذكرها في كتابه قاموس الرجال.
ولكن الغالبية العظمي من زمن الشيخ المفيد - الذي هو تلميذ للصدوق- و الي علمائنا المعاصرين ينكرون ذلك ولايقولون بالسهو.
قال الشيخ المفيد: ان الائمة القائمين مقام الانبياء في تنفيذ الاحكام و اقامة الحدود و حفظ الشرائع و تأديب الأنام معصومون كعصمة الانبياء، و انه لايجوز منهم سهو في شيء في الدين ولا ينسون شيئاً من الاحكام، و علي هذا مذهب سائر الامامية الا من شذ منهم و تعلق بظاهر روايات لها تأويلات علي خلاف ظنه، و المعتزلة باسرها تخالف في ذلك و يجوزون من الائمة وقوع الكبائر و الردة عن الاسلام“ [1]
و قال المحقق الطوسي: و تجب في النبي العصمة ليحصل الوثوق ... المزید و عدم السهو.
و قال العلامة الحلي: و ان لايصح عليه السهو، لئلا يسهو عن بعض ما أمر بتبليغه [2]و قال المحق الحلي: و الحق رفع منصب الامامة عن السهو في العبادة [3]