هل مشيئة الله سبحانه وتعالي هي إرادته؟ وهل اهل البيت هم مشيئة الله التي خلق بها كل شيء ؟وماهو الفرق بين مشيئة الله سبحانه وتعالي وإرادته بالتفصيل إن أمكن؟
قبل الاجابة نود الاشارة الي نكتة مهمة جداً و هي ان اهل البيت عليهم السلام لهم مقام سام و كرامات كثيرة قد من الله بها عليهم بعضها خاص بهم عليهم السلام و لذلك يقول امير المؤمنين عليه السلام ( لايقاس بآل محمد احد ) فهم فرع من فروع الدوحه النبوية و ختام سلسلة الاوصاء و الاولياء ولذلك يقع البحث عن ذواتهم و منزلتهم تارة، و اخري يقع البحث عن رسالتهم و منهجهم في الحياة و كيفية معالجة الامور و وضع الحلول الصحيحة النافعة، و نحن في الواقع ملزمون بالتأسي بهم و الاقتداء بهم في المرحلة الثانية التي هي المهمة جداً و هي المسألة التي تأخذ بايدينا إلي الصلاح و الفلاح حيث قال تعالي ( لَقَدْ كانَ لَكُمْ في رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَة )[1] فنحن بحاجة الي معرفة منهج اهل البيت في السياسة و الاقتصاد و الاجتماع و الاخلاق و ... المزید، و اما انهم من اي نوع او جنس او ما شابه ذلك فهو من العلوم التي لايضر جهلها ولسنا ملزمين بمعرفتها.
وقد سؤل العلامة الطباطبائي عن معني ( نحن مشية الله ) فقال: الصحيح ان الرواية هي( قلوبنا وكر مشيته الله ) وسؤل مرة اخري السؤال التالي: فهذا يعني ان الرواية الاولي غير صحيحة؟
فقال قدس:
انا لم اعثر علي هذه الرواية، و علي فرض وجودها فهي غير معتبرة، لانها تستلزم التسلسل [2]
و اما الفرق بين الارادة و المشيئة، فقد جاء في كتاب الفروق اللغوية نقلاً عن كليات ابي البقاء و التعريفات للجرجاني: قيل: الارادة هي العزم علي الفعل او الترك بعد تصور الغاية المترتبة عليه من خير او نفع او لذة و نحو ذلك، و هي اخص من المشيئة لان المشيئة ابتداء العزم علي الفعل، فنسبتها الي الارادة نسبة الضعف الي القوة، و الظن الي الجزم، فانك ربما شئت شيئاً ولاتريده لمانع عقلي او شرعي، واما الارادة فمتي حصلت صدر الفعل لامحالة.
و قد يطلق كل منها علي الآخر توسعاً، و ارادته عز و جل للشيء نفس ايجاده له، و يشهد لذلك الاخبار، منها: ماروي عن صفوان قال: قلت لابي الحسن اخبرني عن الارادة من الله، و من الخلق؟
فقال:" الارادة من الخلق: الضمير و مايبدو لهم بعد ذلك من الفعل. و اما من الله تعالي فإرادته احداثه لاغير ذلك؛ لانه لايروي، ولايهم، ولايتفكر “ [3] فهذه الصفات منفية عنه تعالي و هي صفات الخلق، فإرادة الله الفعل لاغير، يقول له: كن فيكون، بلا لفظ ولا قول، ولا نطق بلسان، ولا همة و لاتفكر ولاكيف لذلك، كما أنه لاكيف له.
وقال بعض المحققين: الارادة في الحيوان شوق متأكد الي حصول المراد.
و قيل إنها مغايرة للشوق فإن الارادة هي الاجماع و تصميم العزم، و قد يشتهي الانسان مالا يريده كالاطعمة اللذيذة بالنسبة الي العاقل الذي يعلم ما في اكلها من الضرر. و قد يريد: مالا يشتهيه كالادوية الشنيعة النافعة التي يريد الانسان تناولها لما فيها من النفع.
و فرق بينهما بان الارادة ميل اختياري، والشوق: ميل جبلي طبيعي، ولذا يعاقب الانسان المكلف بارادة المعاصي، ولايعاقب باشتهائها [4]