منذ سنتين

ما سبب الخلاف الذي وقع بين ابناء بعض الائمة إذا كان النص علي الائمة ثابتا باسمائهم

لدي سؤال في الإمامة اطمع في الإجابة عليه بالادلة الكافية الموضوعية وهو : اذا كان النص علي الائمة الاثني عشرع ثابتا باسمائهم؛ فما سبب الخلاف الذي وقع بين ابناء بعض الائمة كما روا لنا التاريخ؟


نحن اذا اعتمدنا الفكرة القرآنية في النظر للامور نظرة موضوعية، نجد ان القرآن الكريم قد تحدث بصورة موضوعية غاية في الاتقان و الصحة، و المتانة، فيري مثلاً من الطبيعي ان يكون ابن نوح عليه السلام النبي الذي بذل اقصي جهده في التبليغ حيث لبث في قومه 950 سنة يدعوهم الي عبادة الله، ولكن مع ذلك كله يكون ابنه من الهالكين، وهكذا الأمر بالنسبة إلي الرسول (ص) فان الشخصية الوحيدة الذي نزلت سورة في ذمه بالاسم هو عمه ابولهب، و من المعلوم ان العم هو من اقرب المقربين للانسان، وهكذا الكلام في آذر عم النبي ابراهيم عليهم السلام. ولكن في الوقت نفسه يتحدث عن امرأة فرعون ذلك الطاغية العتيد وما وصلت اليه من الايمان و التقوي. اذن القرابة و النسب ليس هو العلة التامة لعدم انحراف الانسان و استقامته، علماً اننا لانؤمن بعصمة كل ابناء الائمه عليهم السلام فمن الممكن ان يصدر منهم الخطأ و الانحراف، هذا كله علي التسليم بصحة مفروض السؤال وهو ان ابناء الائمه قد وقع فيما بينهم الاختلاف. و نحن اذا راجعنا تاريخ ابناء الائمه نجد ان العدد الاكبر منهم ساندوا ائمتهم وتولوهم وساروا علي نهجهم نعم التاريخ حدثنا عن بعض الموارد التي منها: 1. اسماعيل ابن الامام الصادق (ع). 2.عبدالله الافطح. 3. زيد النار ابن الامام الكاظم. 4. جعفر التواب ابن الامام الهادي عليه السلام. اما بالنسبة الي الرابع منهم: صحيح انه ادعي الامامة لكنه تاب و تراجع عن موقعه ولذلك نعبر عنه بجعفر التواب. و اما بالنسبةالي الثالث: زيد بن الامام الكاظم عليه السلام، فهذا لم يدع الامامة لفسه و انما ثار في البصرة ولكنه في ثورثه ارتكب خطاً في التعامل مع الخصوم حيث احرقهم أو احرق دورهم، ولذلك انتقده اخوه الامام الرضا عليه السلام علي هذا الموقف منه، ولم يحدثنا التاريخ انه ادعي لنفسه الامامة و القيادة. و اما اسماعيل ابن الامام الصادق عليه السلام: فقد كان اكبر اخوانه و كان والده شديد المحبة له و البر به ولا شفاق عليه، مات في حياه ابيه ((بالعريض)) و حمل علي رقاب الرجال الي ابيه بالمدينة، حتي دفن بالبقيع [1] و قال المفيد: لما توفي اسماعيل جزع ابو عبدالله عليه جزعاً شديداً، و حزن عليه حزناً عظيماً ... و كان يكشف عن وجهه و ينظر اليه [2] و من علامات حب الامام لولده اسماعيل انه استأجر من يحج نيابة عن اسماعيل، و قد عقد الشيخ السبحاني في موسوعة المعروفة ”الملل و النحل ج 8 بحثاً مفصلاً في هذا المجال و خلص فيه الي النتيجة التالية: ان الرجل كان ثقة، محبوباً للوالد، و توفي في حياة والده و هو عنه راض، ولم تكن له اي دعوة للامامة ولم تظهر اي دعوة باسمه ايام خلافة المهدي العباسي الذي توفي عام 169ه، و قد مضي علي وفاة الامام الصادق عليه السلام احدي و عشرون سنه [3] فما ذنب اسماعيل الذي ادعي بعد وفاته جماعة من الناس امامته، و نسبوا الفرقة اليه؟! و اما الكلام عن عبدالله الافطح و الفرقة الفطحية فهنا يوجد قولان: الاول: يذهب الي ان عبد الله الافطح هو الذي ادعا الامامة بعد ابيه الصادق عليه السلام وبقي بعد والده حدود 70 يوماً فقط. الثاني: ان الفرقة تنسب الي رجل من اهل الكوفه يقال له: عبدالله بن فطيح“[4] فاذا ذهبنا الي الفرض الاول فالأمر طبيعي جداً كما قدمنا لك ذلك في المقدمة اذ من الطبيعي ان يولد من المعصوم رجل كاذب او غير مستقيم الطريقة كما في ابن نوح. و علي الفرض الثاني: فلا ذنب لعبدالله ابن الامام الصادق، و انما الرجل الذي قاد الفرقة هو رجل من اهل الكوفه.