موقف الشيعة من الخلفاء

الحقيقة ان الكثير من الاخوة يطرحون مثل هذه الاسئلة بين الحين والاخر واقعين تحت تاثير ما ينقل هنا وهناك عبر الفضائيات او شبكات الانترنيت، والحقيقة ان هذه منهجية نعتقد انها لاتوصل الي نتيجة واضحة وصحيحة سواء اعتمدها المحاورون السنة او الشيعة، لانها وحسب اعتقادنا انها تنطلق من المراحل المتأخرة، والمفروض ان الحوار ينطلق من المرحلة رقم واحد . وبعبارة اوضح : ان الحوار لابد ان يبدا من السؤال التالي: هل الحكومة ضرورة ام لا؟ والجواب: ان الحكومة ضرورة وهذا مايقر به الجميع من السنة والشيعة. وهنا ياتي دور السؤال الثاني : هل فكر الرسول الاكرم بهذه الحكومة من بعدة ام لا؟ او هل ان هذه الحكومة هي من المهام الالهية، يعني ان الله هو الذي يتولي تنصيب الامام كما ينصب الرسول – مع الفارق ان الثاني يوحي له دون الامام-  ام ان الامامة من مهام الامة، وان الرسول قد ترك هذا  الامر الي الامة هي التي تختار ؟ فعلي الراي الاول : تكون الامامة والخلافة من المسائل العقائدية، وعلي  الثاني تكون من المسائل الفقهية؟ هنا انقسم المسلمون الي مدرستين : المدرسة الاولي هي مدرسة اهل البيت، والتي ذهبت - واعتمادا علي الادلة – الي ان المسالة ليست من مهام الامة، بل الله تعالي هو الذي يعين الخليفة (الامام) علي لسان نبيه، وقد استدلوا بادلة كثيرة، ليس هما محل ذكرها . اما المدرسة الثانية : فهي مدرسة الخلفاء، حيث ذهبت الي ان الامر قد ترك الي الامة هي التي تختار لنفسها الوالي او الخليفة، وقد ذكروا لذلك مجموعة من الحلول : 1-     مبدا الشوري، وفي هذا المبدأ  اختلفت كلمتهم الي عدة ﺁراء . 2-     مبدأ العهد . 3-     مبدأ الغلبة، اي ان الحكم لمن غلب 4-     واخيرا لما وجدوا  ان جميع هذا الاراء لاتقوم علي دليل، رجعوا الي نظرية النص التي تقول بها الشيعة،وقالوا ان الرسول نص علي خلافة ابي بكر حيث قدمة للصلاة، وهي اشارة – كما يدعون – الي تقديمة في القيادة ولكن الناقد البعيد عن التعصب يري ان الادلة التي سيقت لم تكن بالادلة الناهضة اوالقوية التي يمكن الركون اليها. اذا ايها الاخ العزيز ان الخلاف نشأ من هذه النقطة، هل هناك خليفة منصوب من قبل الرسول الاكرم ام لا ؟ حيث ذهبت الشيعة الي الاجابة بنعم وان هذا الامام المنصوب هو علي بن ابي طالب عليه السلام. ولهم في ذلك ادلة كثيرة من القرﺁن والسنة . الا ان الاخون من اهل السنة يحاولون الالتفاف حول هذه المنهجية، النقاش في الجزئيات، والحال ان  الانصاف يقتضي البحث في الكليات والاساسيات لا في الامور الجزئية . من هنا ننقل لكم رأينا بشكل مختصر لاريب فيه ولامجاملة: اننا نعتقد – وبحق – ان الخليفة الشرعي هو علي بن ابي طالب وهو الحجة بيننا وبين ربنا بعد الرسول الاكرم صلي الله عليه وﺁله، وان من خرج عليه فهو باغ . اما الصحابة فنعتقد ان هناك قيم ومعايير عرضها القرﺁن والسنة، فهناك من التزم بها من الصحابة وهناك من ابتعد عنها او اخطا في فهمها، ولذلك نري  انه ليس من الصحيح ان نضع الصحابة تحت  خيمة واحدة، فهل هناك عاقل يسوي بين الحق والباطل،وهل هناك يري انه من الممكن الجمع بين علي بن ابي طالب وبين معاوية، ويري ان كليهما علي الحق !!! وهل يمكن المساواة بين عمار بن ياسر رضي الله- الذي قال الرسول بحقه :" ياعمار تقتلك الفئية الباغية" وقول صلي الله عليه وﺁله وسلم :" قاتل عمار وسالبه في النار"- وبين قاتله ابي الغادية ؟!!! الحقيقة ان هذا المنهج تسفيه للاسلام وللمبادئ العليا التي جاء بها . وهل يمكن المساواة بين مالك بن نويرة وبين قاتله خالد بن الوليد، وهل وهل وهل ؟!!! الخلاصة : تعتقد الشيعة ان الخلافة امر الهي وان الخليفة الشرعي هو علي بن ابي طالب عليه السلام، وام غيره من الصحابة، فنحفظ لهم حرمتهم ومنزلتهم ما داموا باقين علي الخط الرسالي، الا اننا لانعتقد بشرعيتهم، واما ام المؤمنين عائشة(رض) فنعتقد انها ام المؤمنين كسائر زوجات الرسول الاكرم صلي الله عليه وﺁله وسلم، الا اننا نعتقد انها ارتكبت خطا كبيرا جدا حينما خرجت الي امام زمانها والخليفة الشرعي علي بن ابي طالب (ع) تقود الجيوش في معركة الجمل التي قتل فيها الالاف من الفريقين . ثهم هناك سؤال يوجه الي الاخون من اهل السنة، وهو: لماذا الخارج علي عثمان او معاوية يكون كافرا ويستحق القتل والابادة ووو، ولكن الخارج علي علي بن ابي طالب عليه السلام مثاب لانه اجتهد فاخطا!!!! اهكذا عدل الاسلام ؟!!! وفي الختام ايها الفاضل : نقول اذا اردت ان تدرس التاريخ وتخرج بنتيجة واضحة عليك ان تبدأ من المرحلة الاولي كما قلنا، فان كان الامر بيد الله هو الذي اختار عليا للخلافة، فعلينا ان نطيع ونسلم، ولاتصل حينئذ النوبة الي الاسئلة الاخري، وان كان الامر كما يقول اخواننا اهل السنة بان الامر ترك الي الامة هي التي تختار لنفسها، حينئذ نري ان البحث ينتقل الي الاسئلة الاخري بصورة منطقية . اذا كنت راغبا في المزيد من المواصلة في هذا الموضوع فاكتب لنا، وان شاء الله سنرد علي جميع استفساراتك، او نرشدك الي مطالعة الكتب المناسبة لهذا الموضوع . ودمتم موفقين