منذ سنتين

ابن رشد وعلاقته مع الفلاسفة الاخرين

ابن رشد وعلاقته مع الفلاسفة الاخرين


بالرغم من ان السؤال لم يكن واضحا ، لانه لم يحدد لنا  جهة العلاقة ، الا ان ذلك لايمنع من الاجابة المختصرة والعابرة ،عسي ان يكون فيها نفع . كان ابن رشد المولود 1126 ينتمي الي اسرة من اعرق الاسر الاندلسية ، وقد كانت ثقافته من  النوع التقليدي الذي خاصة علي علوم اللغة والفقه والاصول، الا ان براعته تجلت باكرا كما يبين اتصاله بابن زهر، وهو من اعلام الطب ،ومن تاليفه لكتاب الكليات ،وهو احد المؤلفات الكبري في الطب. اما ثقافته الفلسفية فما ورد عنها في المصادر قليل ، الا ان استاذيه الرئيسيين كانا ابن باجه  وابن الطفيل ، بل ان ابن رشد مدين لابن طفيل حيث قدمه سنة 1169 للخليفة ابي يعقوب يوسف الذي توفر علي رعاية الفلسفة والعلم.           ثم انتقل ابن رشد الي بلاط الموحدين ليمارس هناك عملين هما: شرح كتب ارسطو وتفسيرها باشارة من الخليفة ، وتعيينه قاضيا علي اشبيلية، الا ان ابن رشد عاد الي قرطبة بعد سنتين حيث تولي منصب قاضي القضاة، وفي عام  1184 الحق بالبلاط المراكشي خلفا لابن طفيل كطبيب الخليفة الخاص.   انتاج ابن رشد كان انتاج ابن رشد الفلسفي من الضخامة والتنوع بمنزلة انتاج كبار فلاسفة المشرق، الا ان انتاجه هذا يتميز بامرين عن انتاج العلمين المشرقيَين ، الفارابي وابن سينا ، وهو دقته في تفسير نصوص ارسطو ،وامانته  في معالجة موضوع الصلة بين الفلسفة والشريعة.           وضع ابن رشد ثلاثة انواع من الشروح علي كتب ارسطو،تعرف بالكبري والوسطي والصغري. كما تعرض في كثير من  هذه الشروح لبيان مدي اصابة كل من الفارابي وابن سينا لاراء ارسطو طاليس الاصيل. والواقع انه يمكن قسمة مؤلفات ابن رشد الي ثلاثة اقسام: الف: شروحه لمؤلفات ارسطو وتفاسيره لارائه. ب : نقده للفارابي وابن سينا باسم الارسطوطاليسية الصحيحة. ج : تدليله علي الاتفاق الجوهري بين الفلسفة اذا فهمت علي وجهها الصحيح ، والشريعة اذا اؤَلت تاؤيلا قويمَا.   دوره الفاعل في الفكر الفلسفي           لقد درج مؤرَخو الفلسفة علي دراسة ابن رشد " كشارح " وبالتالي علي ابراز دوره في تفسير فلسفة اسطوطاليس،  الا ان مكانة هذا الفيلسوف في تاريخ الفكر الاسلامي مختلفة اختلافا جذريا .   اهم مصادر فلسفته ويمكن القول ان شروح ابن رشد باتت جزءا من التراث الارسطوطاليسي في اوربا الغربية ، اما العالم الاسلامي فقلَما كان لابن رشد تلامذة واتباع ونقاد من ذوي الشأن الكبير، فلم يكن ناقدا بمستوي ناقد فلسفة ابن سينا وهو الامام الغزالي ، نعم نقاده واتباعه في الغرب يؤلفون رهطا بارزا، منهم : موسي بن ميمون ، وسيجر دي برابان، وموسي ابن طبون ، ولاوي بن جرسون ، والبير الكبير ، والقديس توما الاكويني . ثم من اهل نتاجات ابن رشد الفلسفية التي تعكس ﺁرائه الفلسفية وافكاره هو كتابه " تهافت التهافت " الذي يمثل احد اهم مصنفاته الفلسفية الكلامية العظمي، فكان خلاصة تفكيره الفلسفي في اعمق صوره، وقد اشتمل علي نقض منظَم لماخذ الغزالي علي الفلسفة اليونانية العربية، وهو فضلا عن ذلك عرض فذَ لاعمق افكار مؤلفه. وكان الغزالي قد ساق حملته الشعواء علي الفارابي وابن سينا. وقد ناقش ابن رشد كلا من الغزالي وابن سينا في مجالات كثيرة، تعرض لها الدكتور ماجد فخري في كتابه " تاريخ الفلسفة الاسلامية  منذ القرن الثامن حتي يومنا هذا" ، والذي اخذنا هذه الاجابة منه.(1)