منذ 3 سنوات

بشارة السيد المسيح بالنبي الاكرم( ص)

هنالك قصة قرأتها عن شخص مسيحي تحول من راهب نصراني الي شيخ شيعي بعد معرفته الحقيقة من حيث تفسير كلمة (فارقليطا) باللغة السريانية و (بيركلوطوس) باللغة اليونانية في الانجيل بأنها تعني محمد صلي الله عليه وآله. جري حوار ديني بيني وبين صاحبي أمريكي مسيحي وهو علي علم وبينه بدينه فأخبرته بهذه القصة فاندهش فأراد مني اخباره ماهذا الاسم لكي يطلع علي ذلك فكنت عاجز علي اخباره بالاسم كون كتابه الانجيل بالانجليزيه ولاأعرف ماهذا الاسم في الانجيل باللغة الانجليزية. وعدته بالانتظار لاحضار الاسم وبعد ذلك سوف يقوم بالبحث عن ذلك.


ان البحث في هذ ه  المسالة من البحوث التي دار الجدل فيها بين الكتاب المسلمين والكتاب المسيحيين،ونحن نرسل لكم ما جاء في تفسير نفحات القرآن (المجلد 8) للشيخ ناصر مكارم الشيرازي والذي يمكنكم ان تراجعونه بالتفصيل علي الرابط التالي: http://www.al-shia.com/html/ara/books/nafahat/8/naf8_014.htm قال الشيخ في الجزء الثامن من تفسيره: التبشير بظهور النبي (ص ) في الكتب السماوية اننا نجد في كتب اليهود والنصاري الموجودة اليوم علامات ذلك النبي العظيم , ولـكن قبل ظهوره كانت توجد يقينا مسائل كثيرة طمست في ظلمات الكتمان علي اثر عدم انسجامها مع التعصبات العميا الصما او متطلبات مصالح زعمائهم . وحول (بشارات العهدين ) كتبت مؤلفات متعددة , او خصصت لها اقسام من بعض الكتب , وتناولها كلها ليس من شان هذا التلخيص , ونكتفي ببعض النماذج البارزة : 1 ـ تـم الـتاكيد في ثلاث موارد من ((انجيل يوحنا)) علي لفظة (فارقليط) او(فارقليطا) والتي تعني في العربية بـ(المعز ي ). ونـقـرا فـي مـورد مـنها : (وساطلب من الاب ان يعطيكم معزيا اخر(فارقليطا) , يبقي معكم الي الابد)[1]. وجا في مورد اخر : (ومتي جا المعزي الذي ارسله اليكم الاب , روح الحق المنبثق من الاب , فهو يشهد لي )[2] . وفـي الباب التالي له : (صدقوني , من الخير لكم ان اذهب , فان كنت لااذهب لايجييئكم المعزي اما اذا ذهبت فارسله اليكم )[3] . مـمـا يجلب الانتباه ان الفخر الرازي ينقل في الجز (29) من تفسيره صفحة (313) عن الاناجيل الـموجودة في عصره (انجيل يوحنا ـ الباب 14) : (وانااطلب لكم الي ابي حتي يمنحكم ويؤيتكم الـفارقليط حتي يكون معكم الي الابد) وهذا عين ماذكرناه اعلاه ولكن بالتصريح بلفظة (فارقليط) ويذكر نفس المعني بالتصريح بلفظة (فارقليط) ايضا عن الباب 15 و 16 منه . ان (فـارقـلـيـط) الـتـي تـلـفظ باللغة اليونانية (بريكلتوس ) او (براقليتوس ) فسرهاالكثير من الـمـسيحيين بمعني (المعز ي ) او (روح القدس ) , ولكن جمعا منهم ذكر ان معناها (كثير الحمد) وهو مايتطابق تماما مع اسم احمد ومع الاية /6 من سورة الصف التي تقول : (ومبشرا برسول ياتي من بعدي اسمه احمد). وان مـايـتضح من المطالعة الدقيقة لجذور هذه الكلمة هو ان (فارقليط) كلمة يونانية الاصل , وان جذرها (بريقلتوس ) ومعناه (كثير الحمد) التبس عليهم مع (براقليتوس ) التي تعني (المعز ي ). ينقل السيد حسينيان مؤلف كتاب (السراج )[4] في بداية كراسه الصغيروالملي بالمضامين , عين المتن اللاتيني لانجيل يوحنا عن كتاب باسم (الاناجيل ) من تاليف ((لامينيه )) ـ طبع باريس ـ والموجود حاليا في مكتبة مجلس الشوري الاسلامي . مـايـدلـل جـيـدا علي ان كلمة (فارقليط) وردت هناك علي صورة (بركليت )التي تعني بالعربية (احـمـد) وبـالـفـارسـيـة (كـثير الحمد) وليس بصورة بركليت (باراكليت ) التي تعني (المعز ي )[5] , ولـكـن للاسف ازيح التعبير الاول فيمابعد من متون الاناجيل وحل محله التعبير الثاني . ويـضـيـف ايـضـا : (ان قـدما النصاري فهموا من لفظ ((براكليت )) اسما خاصالشخص , لان في التراجم السريانية جا عين اللفظ ((اي فارقليط)) , وفي التراجم العبرانية الموجودة لدي ورايتها شـخصيا ((قرقليط)) ولانهم يعتبرونه اسم انسان ((معين )) , والترجمات العبرانية والسريانية عند المسيحيين لها كمال الاهمية والاعتبار)[6] . وفـي الـواقـع فان مفردات من قبيل (محمد) و(علي ) و(حسن ) و(حسين )وامثالها لايمكن مطلقا تـرجـمتها عند ترجمة العبارات , فمثلا : بدل جملة (جاعلي ) لايقول الفارسي ابدا : (بلند مرتبه آمد) بل يقول (علي آمد) , ولكن المؤسف ان العلما المسيحيين في الازمان المتاخرة , ومن اجل محو علامة نبوة نبي الاسلام (ص ) هذه ابدلوا اولا لفظة (بركليت ) ب(باراكليت ). وثانيا اخرجوها من صورتها كاسم علم الي معني وصفي وقالوا بدلها((المعز ي )) فتامل . يـتضح من هذا الكلام ان اللفظة الاصلية اذا كانت (بريقليتوس ) فان معناها(كثير الحمد) ومن غير المستبعد التباسها مع (براقليتوس ) , وطبعا ان احتمالات التعمد في هذا التفسير كثيرة جدا. يـقـول الـمـرحـوم (العلامة الشعراني ) في كتابه ((نثر طوبي )) : (رايت في احدقواميس اللغة اليوناينة ان ((فارقليط)) ترجم معناها ب((كثير الحمد)) اي من تتناقله الالسن ويذكر بالخير) ثم يـضـيـف :ان قـواميس اللغة اليونانية باللغة الانجليزية ,والقواميس الفرنسية موجودة في كل مكان و(يـمكنكم مراجعتها ولكن ) يعتبرهاالمسيحيون مصحفة ومحرفة ويترجمونها بمعني (المعزي ) وقد كتبنا نحن رسالة مستقلة في هذا الباب )[7] . ونـطـالـع فـي كـتاب قاموس مفردات القرآن [8]تاليف الدكتور قريب : ((ان المستفاد من الروايات هو ان الانبيا العظام ـ كل بنوبته قد بشروا في كتبهم بحضرته نبي الاسلام (ص ) ثم ينقل عـن الـكـثـيـر مـن الـمـصادر الاسلامية ان اسمه في الانجيل ((الفارقليطا)) التي يكون معناها ((احمد)))[9] . وفـيـما عدا ذلك ففي تعبيرات الانجيل نفسه توجد جمل تشير الي ان هذه الكلمة وباي تعبير تكون فهي تتحدث عن نبي يظهر ويبقي دينه خالدا. فجملة (وساطلب من الاب ان يعطيكم معزيا آخر يبقي معكم الي الابد)[10] دليل واضح علي ان المقصود من (المعزي ) هو نبي دينه ابدي وخالد. ويـقول هناك : (ومتي جا المعزي الذي ارسله اليكم الاب , روح الحق المنبثق من الاب , فهو يشهد لي )[11] . وواضـح ان هـذا الـمـعزي هو نبي وليس روح القدس وتكمن في تعاليمه كل الحقائق ولن يبق شي يستحق القول . وعلي كل حال لا مجال لاي شك او ترديد بان كلمة (احمد) او مفردات من قبيلها كانت موجودة في الانـاجيل المتوفرة في زمن النبي (ص ) , والا فان الاية السادسة من سورة الصف ستكون في مظان الاعـتـراض الـشـديد من قبلهم ولاصبحت حجة قوية لهم في محاربة الاسلام في حين لم ينقل لنا التاريخ الاسلامي مثل هذا الشي . وبـنـا عـلي ذلك يبدو ان البعض من علما المسيحية حينما راوا ان مواقعهم معرضة للخطر اتخذوا قـرارهـم بـتـحريف وتبديل تلك المعاني الي معاني اخري وحتي يمكن مشاهدة نفس الاسم المقدس لـلـنـبـي (ص ) فـي بـعض كتب المسيحيين التي كانت موجودة لقرون بعد ظهوره (ص ) في زوايا العالم المختلفة . ملاحظة:                          من هنا يبدأ الشيخ مكارم الشيرازي للحديث عن قصة الشخص الذي ذكرتموه في متن السؤال، فقال: والـشـاهد علي هذا الكلام بيان مثير لاحد العلما المسيحيين الذين اعلنوااسلامهم في كتابه (انيس الاعلام ) وهو كتاب تحقيقي فريد ازاح الستار عن هذاالجانب . وباعتباره كان بنفسه احد القساوسة المسيحيين المعروفين وانهي دراسته عند كبار علما المسيحية ووصل الي مقام كبير في نظرهم , يشرح في مقدمة كتابه المذكور قصة اسلامه العجيبة بهذا الشكل , يـقـول : ((بـعد تنقيب كثيروجهود خارقة وجولات في المدن المختلفة وصلت الي قسيس رفيع الـمـسـتـوي كـان مـمتازا من ناحية الزهد والتقوي ويعود اليه ابنا الطائفة (الكاثوليكية ) من ملوك وغـيـرهـم بـاسئلتهم الدينية وقد درست عنده فترة مذاهب النصاري المختلفة وكان عنده تلامذة كثيرون ولكن كان له تعلق خاص بي من دونهم وكانت مفاتيح المنزل كلها بيدي الا مفتاح واحد لاحد الخزائن كان يحتفظ به عنده . في تلك الاثنا احس القسيس المذكور يوما بوعكة صحية , فقال لي : قل للتلاميذ انني لاطاقة لي علي الـتـدريـس وعـنـدمـا جـئت لـلطلبة وجدتهم مشغولين بالبحث والنقاش الذي انجر الي معني لفظة (فـارقليطا) في السريانية و(بريكلتوس ) باللغة اليونانية وقد امتد جدالهم وطال , وبدا لكل واحد مـنـهم رايا بعد ان عدت الي الاستاذ سالني : ما بحثتم اليوم ؟ فقدمت له تقريرا عن اختلافهم في لفظ (فارقليطا) قال : وانت اي الاقوال انتخبت ؟ قلت : انتخبت ما اختاره فلان مفسر. فـقـال الـقـس : مـاقـصرت ولكن الحق والواقع يخالف كل هذه الاقوال , لان الحقيقة لايعلمها (الا الراسخون في العلم ) وقليل من هؤلا ايضا من يعرفها ,فالححت عليه ان يقول لي معناها , فبكي بشدة وقـال : انـنـي لا ابـخـل عـليك باي شي ان في تعلم معني الاسم اثرا عظيما ولكن بمجرد شيوعه سـيقتلوننا انا وانت واذا عاهدتني بان لا تقول لاحد سابين لك المعني فاقسمت له بكل المقدسات ان لا ابوح باسمه , عندئذ قال : ان هذا الاسم هو من اسما (نبي المسلمين ) ومعناه (احمد) و(محمد) : ثـم اعـطاني مفتاح تلك الغرفة الصغيرة وقال : افتح باب الصندوق الفلاني وآتني بكذا وكذا كتاب , فجلبت الكتابين له وكانا مكتوبين بالخط اليوناني والسرياني قبل ظهور نبي الاسلام علي الجلد. وقد ترجم لفظ (فارقليطا) في كلا الكتابين بمعني (احمد) و(محمد) , ثم اضاف الاستاذ قائلا : لم يـكن عند علما النصاري اي اختلاف قبل ظهور نبي الاسلام بان (فارقليطا) تعني (احمد ومحمد) ولـكـن بـعـد ان ظـهـر محمد اولوااللفظة واخترعوا لها معني آخر من اجل الابقا علي رئاستهم ومنافعهم المادية وقطعا ان هذا المعني لم يقصده صاحب الانجيل . فـسـالـته : ماتقول عن (دين النصاري ) ؟ قال : نسخ بمجي الدين الاسلامي وكرر هذا اللفظ ثلاث مـرات , فقلت : في هذا الزمان ماهو طريق النجاة والصراط المستقيم ؟ قال : انه منحصر في اتباع محمد(ص ). قلت : وهل ان تابعيه من اهل النجاة ؟ قال : اي واللّه (كررها ثلاثا). ثم بكي الاستاذ وبكيت انا ايضا وقال : اذا كنت تريد الاخرة والنجاة فيجب ان تقبل دين الحق وسوف ادعـو لـك دائمـا , بـشـرط ان تـشهد لي يوم القيامة بانني كنت مسلما في الباطن ومن اتباع حضرة محمد(ص ) وليس من شك اليوم ان ((دين الاسلام )) هو دين اللّه علي وجه الارض )[12] . وكما تلاحظون فان علما اهل الكتاب ـ وفق هذا السند ـ فسروا وبرروا اسم وعلامات النبي (ص ) بعد ظهوره بشكل آخر من اجل مصالحهم الشخصية . هذا مقطع من كلام الشيخ مكارم في تفسيره ، يمكنكم الرجوع الي التفاصيل من خلال الرابط المذكور اعلاة،ولكن لابد من ملاحظة مهمة وهي : نحن المسلمين لاتتوقف ادلتنا علي اثنبات احقية رسالة النبي الاكرم محمد صلي الله عليه واله وسلم علي هذه القضية ، بل ان ادلتنا كثيرة جدا وثابتة سواء وجدت هذه البشارة في الكتب المحرفة ام لم توجد ، ومن حسن الحظ ان البشارة موجودة وان حاول الكتاب المسيحيون التلاعب بها او تاويلها ، او حرفها عن واقعها كم رأيت في مطاوي البحث المذكور اعلاه.