logo-img
السیاسات و الشروط
منذ 3 سنوات

ثورة زيد بن علي (رحمه الله)

نبذة عن ثورة زيد بن علي( رحمه الله) وموقف الامام الصادق(ع) منها؟


أهداف ثورة زيد: إنّ دراسة ما نقل عنه يوقفنا علي أهداف ثورته، فقد أجهر بها في غير موضع من المواضع حتّي أنّ الحاكم الأُموي هشام بن عبد الملك اتّهمه بالوقوف ضد النظام، وهذا يعرب عن أنّه كان يبوح بأهدافه بين آونة وأُخري، وإليك هذه الكلمات: 1 ـ انّما خرجت علي الذين أغاروا علي المدينة يوم الحرة ثم رموا بيت الله بحجر المنجنيق والنار. [1] ويشير ثائرنا بكلامه هذا إلي ما ارتكبه الحجاج قائد الجيش الأُموي ـ يوم التجأ ابن الزبير إلي البيت ـ فحصبه بالحجارة مستعيناً بالمنجنيق الّذي نصبه الجيش علي جبل أبي قبيس المشرف علي الكعبة . 2 ـ انّما خرجت علي الذين قاتلوا جدي الحسين (عليه السلام) . [2] 3 ـ روي عبد الله بن مسلم بن بابك، قال: خرجنا مع زيد بن علي إلي مكة فلمّا كان نصف الليل واستوت الثريا، فقال: يا بابكي ماتري هذه الثريا؟ أتري انّ أحداً ينالها؟ قلت: لا، قال: والله لوددت انّ يدي ملصقة بها فأقع إلي الأرض، أو حيث أقع، فأتقطع قطعة قطعة وان الله أصلح بين أُمّة محمد (ص) . [3] إنّ هذه الكلمة إشراقة من كلام الحسين ووصيته إلي أخيه محمد بن الحنفية : «إنّي ما خرجت أشراً ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وانّما خرجت لطلب الإصلاح في أُمّة جدي (صلي الله عليه وآله وسلم) ، أُريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولي بالحق، ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتّي يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين». [4] نري أنّ بين الكلمتين تقارناً بل توافقاً، وهذا ما يدفعنا إلي القول بأنّ ثورته كانت امتداداً لثورة الحسين (عليه السلام) . 4 ـ أقام زيد الثائر بالكوفة وبايعه أصحابه وكانت بيعته الّتي يبايع عليها الناس: إنّا ندعوكم إلي كتاب الله وسنّة نبيّه، وجهاد الظالمين، والدفع عن المستضعفين، وإعطاء المحرومين وقسم هذا الفيء بين أهله بالسواء، وردّ الظالمين، وإقفال المجمر، ونصرنا أهل البيت علي من نصب لنا، وجهل حقّنا. أتبايعون علي ذلك؟ فإذا قالوا نعم، وضع يده علي يده، ثم يقول: عليك عهد الله وميثاقه وذمّته وذمّة رسوله لتفينّ ببيعتي ولتقاتلنّ عدوي، ولتنصحنّ لي في السر والعلانية، فاذا قال: نعم، مسح يده علي يده، ثم قال: اللهم اشهد. [5] 5 ـ ومن كلامه: انّا ندعوكم إلي كتاب الله وسنّة نبيه، وإلي السنن ان تحيا وإلي البدع ان تدفع، فإن أنتم أجبتمونا سعدتم، وإن أنتم أبيتم فلست عليكم بوكيل. [6]     موقف الامام الصادق(ع) من الثورة: يقول مهزم الأسدي دخلت علي الإمام الصادق (ع) فقال: يا مهزم مافعل زيد؟ قال: قلت: صلب، قال: أين؟ قلت: في كناسة بني أسد. قال: أنت رأيته مصلوباً في كناسة بني أسد؟ قال: قلت: نعم، فبكي حتَّي بكت النساء خلف الستور[7]. نجد الإمام الصادق (عليه السلام) في مواقف متعدّدة يتبنّي الدفاع عن عمه زيد ويتَرحّم عليه ويوضح منطلقاته وأهدافه ويرسّخ في النفوس مفهوماً اسلامياً عن ثورته حيث يعتبر هذه الثورة جزءاً من حركة الإمام (ع) وليس حدثاً خارجاً عنها، كما نجده يردّ علي الإعلام المضادّ للثورة ضمن عدة مواقف وتصريحات : 1 ـ يقول الفضيل بن يسار: بعد قتل زيد ذهبت إلي المدينة لألتقي بالإمام الصادق (ع) وأخبره بنتائج الثورة، وبعد أن التقيته وسمع منّي مادار في المعركة قال: يا فضيل شهدت مع عمّي قتال أهل الشام؟ قلت: نعم. قال: فكم قتلتَ منهم؟ قلتُ: ستّة. قال: فلعلّك شاكٌّ في دمائهم؟ قال: فقلت: لو كنت شاكّاً ما قتلتهم. ثمّ قال: سمعته يقول: أشركني الله في تلك الدماء، مضي واللهِ زيدٌ عمّي وأصحابه شهداء، مثل ما مضي عليه عليٌّ بن أبي طالب وأصحابه» [8] 2 ـ يقول عبد الرحمن بن سيّابه: دفع إليَّ أبو عبد الله الصادق (عليه السلام) ألف دينار وأمرني أن أقسّمها في عيال مَن أصيب مع زيد بن علي بن الحسين(ع)، فقسّمتها فأصاب عبد الله أخا الفضيل الرسّان أربعة دنانير [9] هكذا كان الإمام (ع) يتابع ثورة عمّه زيد ويتحمّل نتائجها وأعباءها. وتكشف لنا الروايتان عن مستوي العلاقة القائمة بين الإمام (ع) والشيعة الثائرين عندما يأمر أحدهم بإحصاء عوائل الشهداء وتوزيع المال عليهم. 3 ـ أمر الإمام (ع) شيعته بدفن زيد، لأنّ الاُمويين كانوا قد علّقوه علي أعواد المشانق، قال سليمان بن خالد: سألني الإمام الصادق (ع) فقال: ما دعاكم إلي الموضع الذي وضعتم فيه زيداً؟ قلت: خصال ثلاثة: أما إحداهنّ فقلّة من تخلّف معنا [10] إنّما كنا ثمانية نفر، أمّا الاُخري فالذي تخوّفنا من الصبح أن يفضحنا، وأما الثالثة فإنّه كان مضجعه الذي كان سبق إليه فقال: كم إلي الفرات من الموضع الذي وضعتموه فيه؟ قلت: قذفة حجر. فقال: سبحان الله أفلا كنتم أو قرتموه حديداً وقذفتموه في الفرات وكان أفضل؟ ... المزید [11] و [12]

2