الفرق بين السيرة و السنة

يتضح الفرق بين السنة و السيرة من خلال بيان معانيهما: السنة لغة: الطريقة المسلوكة، و أصلها من قولهم سننت الشي‏ء بالمسن إذا أمررته عليه حتي يؤثر فيه سنا أي طريقا[1]. وفي الاصطلاح : قد تطلق في الشرع علي ما كان من العبادات نافلة منقولة عن النبي (ص). وفي الاصول يراد بها ما صدر عن النبي (ص) من قول او فعل او تقرير. و لمزيد التوضيح نقول: السنة عند الاصوليين: اما الامامية فيرون انها: السنة و هي قول المعصوم أو فعله أو تقريره و الأحاديث تكون حاكية عنها.[2] والمعصوم عندنا هو الرسول الاكرم و اهل بيته علي و فاطمة و الحسن و الحسين و التسعة المعصومين من ابناء الامام الحسين (عليهم السلام ). السنة عند الفقهاء و الكلاميين: و تطلق في عرف الفقهاء علي ما يقابل البدعة، و يراد بها كل حكم يستند إلي أصول الشريعة في مقابل البدعة فإنها تطلق علي «ما خالف أصول الشريعة و لم يوافق السنة»[3] و ربما استعملها الكلاميون بهذا الاصطلاح، كما تطلق في اصطلاح آخر لهم علي «ما يرجح جانب وجوده علي جانب عدمه ترجيحا ليس معه المنع من النقيض»[4] و هي بذلك ترادف كلمة المستحب، و ربما كان إطلاقها علي النافلة في العبادات من باب إطلاق العام علي الخاصّ، و كذلك إطلاقها علي خصوص «ما واظب علي فعله النبي صلّي اللّه عليه و آله و سلّم مع ترك ما بلا عذر» [5] و هي كما قلنا تقسم الي: 1.السنة التقريرية: و هي اقرار المعصوم لما يصدر امامه من فعل فيسكت عنه و لايردع عنه؛و هنا لابد من ان يكون المعصوم في موضع يقدر معه علي الانكار فان لم ينكر كشف ذلك عن رضاه عن الفعل. كذلك لايشمل سكوته عن افعال اهل الذمة مثل الذهاب الي الكنيسة فلا يستفاد من ذلك ان سكوته فيه اجازة للمسلمين في الذهاب اليها والتعبد فيها. 2. السنة الفعلية: و هي مجمل الافعال و الاعمال التي تصدر عن النبي (ص)[6] مما يكون له دلالة علي الحكم الشرعي. 3. السنة القولية: هي الاحاديث التي نطق بها النبي الاكرم.[7] اما النسبة السيرة النبوية فهي اصطلاح يراد به تاريخ الرسول الاكرم (ص) منذ الولادة وحتي رحيله صلوات الله عليه وعلي آل بيته الطاهرين. و السيرة إذ تتصل بالنبي (ص) و يقوم درسها علي صحيح الثقة، تباين منهج التاريخ كذلك تخالفه من جهة اعمال العلماء الدقة في بحثها و توفير أسباب الحيطة و التوثيق فيها‏.[8] و بعضهم يفصل هذا التاريخ فيفرد للحروب تاريخا خاصا يطلق عليه عنوان "المغازي" ولباقي حياة الرسول (ص) عنوان السيرة ولكن الغالب يجمعون بين الاثنين تحت عنوا السيرة النبوية.[9]