منذ سنتين

لو علم الحسين الغيب لكان منتحراً . .

الحسين « رضي الله عنه » (في دين الشيعة) يعلم الغيب كاملاً ، فهل خرج منتحراً وأخذ معه أهله ؟! إن قلت : نعم ، طعنت بالحسين واتهمته بقتل نفسه وأولاده . وإن قلت : لا ، نسفت عصمته وأسقطت إمامته .    


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . . فإننا نجيب على هذا السؤال بما يلي : أولاً : إن الإمام الحسين « عليه السلام » معصوم بنص آية التطهير ، و حديث الكساء ، وغيرها من الأدلة ، ولا تقبل عصمته هذه النسف بأقاويل أيٍّ كان من النّاس . . فإذا لم يستطع السائل فهم الأحوال والأمور التي يشاهدها في أفعال المعصوم ، سواء أكان نبياً أم إماماً ، فليس له نقض مفهوم العصمة استناداً إلى عدم قدرته على الفهم . بل عليه أن يتمسك بما أثبته له الدليل الصريح ، ويتجنب الشبهات ويرد أمرها إلى أهل العلم والبصيرة في الدين . ثانياً : إن إمامة الحسين « عليه السلام » ثابتة أيضاً بقوله « صلى الله عليه وآله » : الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا . . ولا يمكن لأحد نسف قول رسول الله « صلى الله عليه وآله » . ثالثاً : لا يقول الشيعة : إن الأئمة يعلمون الغيب كاملاً ، بل هم يقولون : إن الله قد أعطى الأئمة « عليهم السلام » وأبلغهم رسول الله « صلى الله عليه وآله » كل ما يحتاجون إليه في إمامتهم العامة للأمة ، وفي حفظ الدين ، وفي ما يعينهم ، وكل ما له دخلٌ في مسؤولياتهم الكبيرة والخطيرة . . وأيضاً في كل ماله مساس بتربية نفوسهم وفي كمالهم ، وفي سيرهم إلى الله سبحانه . وما عدا ذلك ـ مثل عدد رمال الربع الخالي مثلاً ـ فإنه إن شاء علمه ، ولا يشاء ذلك إلا إذا كان له أثر ، أو مساس بما ذكرناه . رابعاً : إن إسماعيل الذبيح كان نبياً وكان أبوه إبراهيم الخليل « عليه السلام » نبياً أيضاً ، فحين استسلم إسماعيل لأبيه ، وطلب من أبيه أن يذبحه هل أقدم على الانتحار أم لا ؟! فإن قلت : نعم . طعنت بإسماعيل . واتهمته بالإقدام مختاراً على قتل نفسه بيد أبيه . . وإن قلت : لا . نسفت عصمته ، وأسقطت نبوته . . خامساً : هل أغرى رسول الله « صلى الله عليه وآله » حمزة وجعفر بن أبي طالب ، وجميع شهداء الإسلام بالانتحار ، حين أمرهم بقتال المشركين ، إذا كان يقدر أن يطلع على الغيب ، ويعرف ما يجري لهم ؟! سادساً : قلنا : إن الإمام الحسين « عليه السلام » لم يأت للحرب ، وإنما خرج من مكة صوناً لها ، وحفظاً لحرمتها ، لكي لا يغتاله بنو أمية فيها ، وتهتك حرمتها ، وإذ بهم يحاصرونه ، ويجمعون الجيوش لقتله . . والحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد وآله . . 1 . لمزيد من المعلومات يمكنكم مراجعة الروابط التالية: يموت الحسين عطشاناً، وهو يعلم الغيب؟! الولاية التكوينية للحسين تجعله منتحرا . . الايمان بالقضاء ينافي الحزن على الحسين . . السجل الجامع لشهر محرم و يوم عاشوراء     1. ميزان الحق . . ( شبهات . . وردود ) ، السيد جعفر مرتضى العاملي ، المركز الإسلامي للدراسات ، الطبعة الأولى ، 1431 هـ . ـ 2010 م ، الجزء الرابع ، الأسئلة الملحقة ، السؤال رقم (195) .