logo-img
السیاسات و الشروط
منذ 3 سنوات

ثأر الإمام الحسين(عليه السلام)

١- من مهمّات الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه) هو الأخذ بثأر جده الإمام الحسين (عليه السلام)، فمن أين يأخذ الثار والقتلة قد ماتوا؟ ٢- إن الإمام(عجل الله تعالى فرجه) يأتي إلى كربلاء، ويزور قبر جده، ويستخرج عبد الله الرضيع من القبر، فهل سيعيد الحياة إليه، أو أنها مراسيم عرض لمظلومية أهل البيت (عليهم السلام) ؟


١- المعروفُ أن الإِمامَ المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) يأخذُ ثأرَ الإِمام الحُسين(عليه السلام) عند الظهور المبارك، وبما أَن القتلة غائبون في أَجداثِهم، فإنه يقتصُّ لجده(عليه السلام) بقتل ذراري هؤلاء القتلة الذين يعاصرون الإمام المهدي(عليه السلام)، ومن هنا يَسألُ البعض، ويقول: إِن الذراري لم يكن لهم أَيُّ جُرْمٍ في قتل الإِمام الحسين(عليه السلام)، فكيف يقتلهم، والقرآن يقول: (أَلَّا تَزِرُ وَازِرَة وِزرَ أُخرَىٰ)[1]؟! وفي الجواب نقول: إِنّ الإِمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه الشريف) يقتصُّ من ذراري قتلة الإمام الحسين(عليه السلام) لا لكونِهم ذراري القَتَلة، فهذا من الظُّلم القبيح طبعاً، لكنه يفعل ذلك معهم لكونهم مؤيدينَ وراضينَ بقتلِ الإِمام الحسين(عليه السلام)، فهم الامتداد النسبي والفكري لقتلةِ الإِمام الحسين(عليه السلام)، لأنهم ممن يتبنون نهجهم، ولو كانوا مكانهم لفعلوا فعلهم، ورأوا رأيهم، بل يوجد الآن من يترضّى على يزيد وقتلةِ الإِمام الحسين(عليه السلام)، لأَنه يَرى أَن يزيد خليفةٌ شَرعيٌّ للنبي(صلى الله عليه وآله)! فقد جاء في زيارة وارث للإمام الحسين (عليه السلام): «فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ». إذن: نستطيع أن نقسّم قتلة الإِمام الحسين (عليه السلام) إِلى طوائِف: الطائِفةُ الأُولى: وهم الذين أقدموا على قتل الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته (عليهم السلام) وأصحابه (رض) بمحض إرادتهم، وقد ذكرهم التأريخ بالأسماء والصفات. الطائفة الثانية: وهي التي كان ظلمها وقتلها لأَهلِ البيت (عليهم السلام) بالإِعلام أَو بالتظليل، فإِنّها وإِن لم تُشارك فعلاً في عمليةِ القتل، لكنها شاركت بالقتل بطريق الإِعلام الكاذب والتأييد الصريح للقتلة الفعليين. الطائفة الثالثة: وهي التي رضيت بمقتل الإِمام الحسين وأَهل بيته الطاهرين(عليهم السلام)، فحكمهم حكم الشريك في مقتل الإِمام الحسين (عليه السلام)، وهم ملعونون بنص الأَئِمة (عليهم السلام). ويُمكننا شمول الطوائف الثلاثة بما ورد عنهم (عليهم السلام) في إِحدى زياراتهم (عليهم السلام): «لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكُمْ، ولَعَنَ اللهُ مَنْ أَمَرَ بِه، ولَعَنَ اللهُ مَنْ بَلَغَه ذَلِكَ مِنْهُمْ فَرَضِيَ بِه»[3]، وورد أَيضاً في زيارة أَبي الفضل العباس (عليه السلام): «قَتَلَ اللهُ أُمّةً قَتَلَتْكُمْ بِالأَيْدِي وَالأَلْسُنِ»[4]. وبالنتيجة: أَن الإِمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) لا يَقتلُ هؤلاءِ بلا حُجّة وبيّنة، بلْ سوف يقيم الحجة عليهم بما تقدم من رضاهم بقتل الحسين (عليه السلام) وقتل أَهل بيته (عليهم السلام) وأَصحابهم المنتجبين(رض)، لأَنهم سوف يحاربونه ويقاتلونه، ويكونون في صفِّ أَعدائه. ٢- لم نجد في المصادرِ الحديثيّةِ المُعتبرة روايةٍ تنصُّ على أنَّ الإمامَ المهديّ (عجّلَ اللهُ فرجَه) سيُخرِجُ عبدَ اللهِ الرّضيع (عليهِ السلام) مِن قبرِه عندَ ظهورِه، إلّا أنه قد ورد في بعض الكتب أن كربلاء سيكون لها شأن عظيم قبل الظهور، ويكون لها صدىً عالمياً كبيراً، وهو (عجل الله تعالى فَرجه) سوف يُظهر معجزاته في كربلاء، ومن معجزاته أنه يستخرج الطفل المذبوح ذو الستة أشهر، ويريه للعالم، فيهزُّ بها العالم، ومن الممكن أنه سيكون النقل للعالم بالوسائل المتاحة حيث يراه كل العالم ، ولكنه يُرجعه إلى مكانه ولايوجد عندنا خبر أنه يحيه (عليه السلام ).

6