بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين .
سماحة آية الله المحقق الجليل السيد جعفر مرتضى العاملي . . دام ظله . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .
إذا كانت الروح من أمر ربي ، وإذا كانت الروح هي نفخة الله سبحانه وهو الكمال المطلق الذي لا شر فيه ، فكيف نتصور صدور الذنب من هذه الروح التي بين جنبينا ؟ كيف يصدر الذنب الأول والحال هذه ؟
ودمتم موفقين وللموالين ذخراً . .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
فإن المراد بالروح الذي تحدثت عنه الآية كما دلت عليه الروايات الشريفة الواردة ، في تفسير قوله تعالى : ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ... المزید ﴾ 1 هو جبرئيل عليه السلام . . وهذا هو المنسجم مع السياق ، من حيث إنهم إنما يسألون عن موضوع الوحي ، وعن حقيقة الروح الذي يأتيه صلى الله عليه وآله . .
وأما الروح في قوله تعالى : ﴿ ... وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي ... ﴾ 2 فقد روي عن الإمام أبي جعفر عليه السلام أنه قال : إنما أضافه إلى نفسه لأنه اصطفاه على سائر الأرواح ، كما اصطفى بيتاً من البيوت ، فقال بيتي ، وقال لرسول من الرسل ، خليلي ، وأشباه ذلك . وكل ذلك مخلوق مصنوع محدث ، مربوب مدبرَّ . . 3 .
ومعنى النفخ في الآية الكريمة هو إطلاق الروح في الجسد لكي تدبره ، وتهيمن عليه . . وإضافتها إلى الله حيث قال : ﴿ ... مِن رُّوحِي ... ﴾ 2 من جهة أنه خالقها ، وصانعها ، ومالكها ، كقوله تعالى : ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ ... ﴾ 4 . . أو يا أرضي ، ويا سمائي . . ونحو ذلك . .
فإذا كانت إضافة الروح إليه تعالى على هذا النحو ، فلا تكون هذه الإضافة مانعة من صدور الذنب ، كما هو ظاهر لا يخفى . .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 5 .