منذ سنتين

دور المهدي مع وجود الخضر

إذا كان الخضر حياً في هذه الأيام ، فلا يبقى دور للإمام المهدي [عجل الله تعالى فرجه] لأنه مع وجود النبي ، فليس للإمام أن يتقدم عليه . .


بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . . وبعد . . فإن الأحاديث الشريفة قد دلت على أن الخضر [عليه السلام] لا يموت حتى ينفخ في الصور ، أو حتى الصيحة ، وعن الإمام الرضا [عليه السلام] في حديث : « وسيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته ، ويصل به وحدته » 1 . وبعض الروايات المروية من طرق العامة تقول : إنه قد نسئ له في أجله لكي يكذب الدجال 2 . وفي الدر المنثور ج 4 ص 239 أيضاً : أن الخضر في البحر ، وإلياس في البر . ورواية أخرى عن كعب : أن دواب البحر قد أمرت أن تسمع له وتطيع ، وتعرض عليه الأرواح غدوة وعشية 3 . وروي : أن الخضر قال للنبي موسى [عليه السلام] : إني وكلتُ بأمر لا تطيقه ، ووكلتَ بأمر لا أطيقه 4 . وأنه قال له : إن لي علماً لا ينبغي أن تعلمه ، وإن لك علماً لا ينبغي أن أعلمه 5 . وذلك كله يدل على أن للخضر [عليه السلام] دوراً يختلف عن دور النبي موسى [عليه السلام] . . وله دور أيضاً في إيناس وحشة الإمام [عجل الله تعالى فرجه] في غيبته ، بالإضافة إلى شؤون أخرى يمارسها ، دلت بعض الروايات على بعض منها . . فلا مجال لادعاء أن دور الإمام المهدي المنتظر [عجل الله تعالى فرجه] يبطل دور الخضر ، ولا لادعاء عكس ذلك أيضاً . . ولو صح هذا الإشكال لأبطل إمامة أمير المؤمنين [عليه السلام] ، وباقي الأئمة صلوات الله وسلامه عليهم ، لأن الخضر كان حياً في أيام إمامتهم [عليهم السلام] . . كما أن ذلك لو صح لم يكن مجال لنزول النبي عيسى [عليه السلام] في آخر الزمان ، حيث سيصلّي خلف الإمام المهدي [عجل الله تعالى فرجه] أيضاً . . والحمد لله ، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطاهرين 6 . .