روى الصدوق عن أبي جعفر عليه السلام قال : «لهو المؤمن في ثلاثة أشياء: التمتع بالنساء ، ومفاكهة الإخوان ، والصلاة بالليل . .». إن إطلاق ذلك على الأوليين واضح، ولكن ما هو وجه إطلاقه على صلاة الليل؟! . .
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . .
فإن المراد باللهو ليس هو تضييع الوقت والعمر فيما ليس له هدف عقلائي صحيح ، إذ من المعلوم :
أنه ليس في الإسلام مكان للهو الذي هو من هذا القبيل ، بل المراد باللهو في هذه الرواية وأمثالها ، هو صرف الوقت فيما ترتاح له النفس ، ويخف على الروح ، ويكون فيه نفع وصلاح ، ويسهم في تجديد النشاط ، وإثارة الرغبة ، والتهيؤ من جديد لممارسة الأعمال الشاقة ، والمرهقة بحسب طبعها ، والتي لا بد للإنسان من مواجهتها بالعمل الجاد ، والحازم والحاسم . .
وعلى هذا الأساس جاء عنهم صلوات الله وسلامه عليهم : نِعم اللهو المغزل للمرأة الصالحة 1 .
وروي أيضاً عن أمير المؤمنين عليه السلام ، أنه قال : إن هذه القلوب تمل كما تمل الأبدان ، فابتغوا لها طرائف الحكم 2 .
والإنسان المؤمن إنما يأنس بالله تعالى ، ويرى أن لقاءه فوز له ، ويرى أن الصلاة تصله بمصدر سعادته ، وفوزه وفلاحه هذا . . ولذلك فإن حصوله على هذا الفوز سوف يبعث النشوة والنشاط ، في قلبه وفي روحه . .
ويؤكد هذا المعنى . . أنه لما ضرب ابن ملجم لعنه الله الإمام علياً عليه السلام ، بالسيف على رأسه ، قال ( عليه السلام ) : « فزت ورب الكعبة » . .
والشواهد التي تدخل في هذا السياق كثيرة 3 . .