منذ سنتين

ما هو راي الشريعة الاسلامية في عمل المراة ؟

ما هو راي الشريعة الاسلامية في عمل المراة ؟


إن الإجابة على هذا السؤال تحتاج إلى تأليف مستقل . . ولكننا نشير في هذه العجالة إلى النقاط التالية : 1 ـ إن من يراجع النصوص القرآنية والحديثية ، يخرج بحقيقة أن الإسلام يسعى إلى أن يعفي المرأة من أمر العمل خارج بيتها ، فإن تربية أطفالها كما يريد الله سبحانه تحتاج إلى إعداد لها ، واستعداد منها ، على المستوى النفسي ، والفكري ، والثقافي ، والإيماني ، والأخلاقي ، والسلوكي . وإلى بذل جهد كبير جداً لن تجد معه المرأة فرصة لأي عمل آخر سوى أن تأخذ قسطاً من الراحة يمكنها من الصمود والصبر ثم متابعة إنجاز هذه المهمة الجليلة . ولأن هذا هو التوجه العام نلاحظ : أن الشارع قد أعفاها من أي إنفاق ، حيث إن نفقتها إنما تجب على غيرها ، حتى لو كانت تملك أموالاً طائلة ، وكان زوجها فقيراً وأعطاها حق الحضانة لأولادها ، ونحو ذلك من التشريعات الأخرى التي تنسجم مع هذا الجو الرعائي الحميم . . 2 ـ إن النصوص تشير أيضاً إلى أن الشارع يرغب في صون المرأة وحفظها من التعرض للرجال ، والدخول معهم ، والإختلاط بهم . وهو حين يرجح لها أن تعيش في أجواء الصون ، والعفاف ، فإنه لا يهمل حالات الضرورة ، فيسمح لها ، بما من شأنه أن يلبي حاجاتها ، ويرفع ضروراتها . فإذا توقفت حياتها على العمل ، فإنه يرجح لها أن تختار عملاً ينسجم مع أهدافه تلك ، ولا يجعلها في معرض الفتنة والإفتتان . ولا يرضى لها أن تكون في الواجهات ، والصالات لتجلب بأنوثيتها الزبائن . بل تجد في القرآن إشارة صريحة إلى لزوم حفظ حالة الصون ، والإبتعاد عن أجواء التعامل المباشر والإختلاط ، كقوله تعالى:  ﴿ ... وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ... ﴾ 1  . وعنهم [عليهم السلام] : «المرأة ريحانة ، وليست بقهرمانة» . وقد روى السندي بن محمد ، عن أبي البختري ، عن الإمام الصادق [عليه السلام] : « أن رسول الله [صلى الله عليه وآله] قضى على فاطمة [عليها السلام] بخدمة ما دون الباب ، وقضى على علي [عليه السلام] بما خلفه » . قال : « فقالت فاطمة [عليها السلام] : فلا يعلم ما داخلني من السرور إلا الله بإكفائي رسول الله [صلى الله عليه وآله] تحمل رقاب الرجال » 2 . والأخبار التي يمكن الإستشهاد بها كثيرة 3 .

5