logo-img
السیاسات و الشروط
منذ 3 سنوات

عالمة غير معلمة

ما هو معنى قول الإمام السجاد عليه السلام للسيد زينب عليها السلام «عالمة غير معلمة» ؟ وكيف يصف الإمام عليه السلام عمته بصفة هي لله عز وجل ؟ وعليه كيف نفرق بين علم الله عز وجل وعلم السيدة زينب عليها السلام من حيث إنهما من غير معلم ؟


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . . وأما بالنسبة لقول الإمام السجاد للسيدة زينب عليهما السلام : « أنت بحمد الله عالمة غير معلمة » . . فهو يحتمل أحد معنيين : الأول : أنها عالمة بالله تعالى وبآياته الظاهرة ، من خلال فطرتها الصافية ، وعقلها الراجح ، وتدبرها في آيات الله تعالى ، فلا تحتاج إلى من يعرفها بما يتوجب عليها في مثل هذه المواقع الحساسة ما يجب عليها من التحلي بالصبر ، وجميل العزاء ، والكون في مواقع القرب من الله تعالى ، راضية بقضائه صابرة على نزول بلائه . . ولعل هذا المعنى هو المناسب لواقع الأمور التي تواجهها عليها . . والتي دعت الإمام السجاد عليه السلام لأن يقول لها ذلك . . الثاني : أن يكون مراده عليه السلام : أنها قد بلغت مراتب عالية جعلتها أهلاً لتلقي الإلهامات الإلهية الهادية ، ومحلاً لنور العلم الذي يقذفه الله في قلب من يشاء ، على قاعدة  ﴿  وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ  ﴾ 1 . وأما بالنسبة للسؤال حول وصف الإمام عليه السلام عمته بصفة هي لله تعالى ، نقول : إن المراد بقول الإمام زين العابدين عليه السلام : إن السيدة زينب عالمة بتعليم الله تعالى لها . عن طريق إلهامها للحقائق ، وفتح باب فهمها . . ويقظة فطرتها ، وتدبرها في آيات الله تعالى . . فهي عالمة غير معلمة من أحد من الناس . وإن كانت معلمة بتعليم الله ، وتوفيقه ، وهداياته ، وشتان ما بين علم الله تعالى وعلمها عليها السلام ، فإنه تعالى عالم بالذات ، وأما زينب عليها السلام فهي عالمة بتعليمه تعالى ، تماماً ككون الله غنياً بالذات ، وفلان من الناس غني بالله تعالى . . والله قادر بالذات وغيره قادر بإقداره تبارك وتعالى . . وهكذا . . والله هو العالم بالحقائق . . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 2 . . لمزيد من المعلومات يمكنكم مراجعة الروابط التالية: المراة المسلمة في مواجهة الطاغوت عقل العباس و زينب الكرامات في المشاهد السجل الجامع لما يخص السيدة زينب بنت الامام علي 1. القران الكريم : سورة محمد (47)، الآية: 17، الصفحة: 508 . 2. مختصر مفيد . . ( أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة ) ، السيد جعفر مرتضى العاملي ، « المجموعة التاسعة » ، المركز الإسلامي للدراسات ، الطبعة الأولى ، 1424 هـ ـ 2004 م ، السؤال (529) .

4