منذ سنتين

إنكار نسب رقية وأم كلثوم ومحبة العترة . .

يدعي الشيعة محبة آل البيت وعترة النبي (ص) ، ولكننا نجد عندهم ما يناقض هذه المحبة ؛ حيث أنكروا نسب بعض العترة ؛ كرقية وأم كلثوم ابنتي رسول الله (ص) ! وأخرجوا العباس عم رسول الله (ص) وجميع أولاده ، والزبير ابن صفية عمة رسول الله (ص) . وهم لا يوالون كثيراً من أولاد فاطمة « رضي الله عنها » ؛ كزيد بن علي ، وابنه يحيى ، وإبراهيم وجعفر ابني موسى الكاظم ، ويسبون جعفر بن علي أخي إمامهم الحسن العسكري . ويعتقدون أن الحسن بن الحسن « المثنى » ، وابنه عبد الله « المحض » ، وابنه محمد « النفس الزكية » ارتدوا ! وهكذا اعتقدوا في إبراهيم بن عبد الله ، وزكريا بن محمد الباقر ، ومحمد بن عبد الله بن الحسين بن الحسن ، ومحمد بن القاسم بن الحسين ، ويحيى بن عمر . . الخ . فأين ادعاء محبة آل البيت ؟! ويشهد لذلك مقولة أحدهم : « إن سائر بني الحسن بن علي كانت لهم أفعال شنيعة ، ولا تحمل على التقية » (تنقيح المقال : 3 / 142 .) ! بل أعظم من هذا وأدهى .


بسم الله الرحمن الرحيم وله الحمد ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . . فإننا نجيب بما يلي : أولاً : إن الشيعة يقولون : إن المقصود بكلمة « أهل البيت » في آية التطهير هم خصوص أصحاب الكساء ، وهم : علي وفاطمة والحسنان ، ورسول الله « صلى الله عليه وآله » سيدهم . وهؤلاء بالإضافة إلى الأئمة التسعة من ذرية الإمام الحسين « عليه السلام » ، وهم بقية الأئمة الاثني عشر هم عترته « صلى الله عليه وآله » ، الذين هم عدل القرآن في حديث الثقلين . وجميع من عدا هؤلاء لا تشملهم الآيات ولا الوصايا التي وردت على لسان رسول الله « صلى الله عليه وآله » . . ولا يصدق عليهم اسم العترة ، ولا ينطبق عليهم اسم الأئمة الاثنا عشر ، ولا أحد الثقلين ، ولا أهل البيت « عليهم السلام » . فسائر الذرية معظمُّون ومكرمُّون عند الشيعة ، إكراماً لله سبحانه ، ولرسول الله « صلى الله عليه وآله » ، ولكن ليس لهم مقام العترة وأهل البيت « عليهم السلام » ، وإنما ينظر إلى أعمالهم ، فإن كانوا من أهل الصلاح والخير والفلاح ، فإن إكرامهم يزيد بمقدار ما يظهر لهم من صلاح وسداد ، وإن ظهر منهم خلاف ذلك ، فلا بد من اتخاذ الموقف المناسب لأعمالهم . . مع المحافظة على حدٍّ أدنى من الإكرام إعظاماً لرسول الله « صلى الله عليه وآله » ما لم يخرجوا من الإيمان بارتداد أو شبهة . ثانياً : بالنسبة لرقية وأم كلثوم هناك بحوث علمية تثبت أنهن لسن بنات لرسول الله « صلى الله عليه وآله » على الحقيقة ، بل بناته بالكفالة والتربية . وقد ألفت في ذلك كتب كثيرة ، ونشرت بحوث عديدة . فراجع : كتاب بنات النبي « صلى الله عليه وآله » أم ربائبه . . وكتاب : القول الصائب في إثبات الربائب . . وكتاب : البنات ربائب . . وغير ذلك . وحتى لو كنّ بناته « صلى الله عليه وآله » على الحقيقة ، فليس لهن مقام فاطمة الزهراء « عليها السلام » ، كما تظهره النصوص المتواترة والمتفق عليها . ولسن من أهل البيت « عليهم السلام » الذين نزلت فيهم آية التطهير . ثالثاً : لم يخرج الشيعة العباس وأولاده من أهل البيت « عليهم السلام » ، بل رسول الله « صلى الله عليه وآله » هو الذي أخرجهم ، كما أخرج جميع زوجاته بمقتضى حديث الكساء . كما أن العباس وأبناءه ليسوا من ذرية الرسول « صلى الله عليه وآله » . أما الزبير ، فليس داخلاً فيهم من الأساس ، مضافاً إلى ما صدر منه من عظائم ، فقد نكث بيعة إمامه ، وخرج عليه وحاربه وقتل بسببه عشرات الألوف . وليس هو من أهل البيت « عليهم السلام » الذين حدَّدهم حديث الكساء أيضاً الذين طهّرهم الله تطهيراً . . ولا من ذريّة رسول الله « صلى الله عليه وآله » . . رابعاً : لقد ذكر السائل عدداً من أولاد فاطمة الزهراء « عليها السلام » وقال : إن الشيعة يبغضونهم . ونقول : ألف : إن الشيعة لا يبغضون الأشخاص ، وإنما يبغضون أعمالهم . ب : لا يجد الشيعة في بعض من ذكرهم أي مغمزٍ ، لا في شخصه ولا في أعماله ، فزيد بن علي مثلاً يُعتبر عندهم من الأخيار الأبرار ، ومن العلماء المجاهدين بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله تعالى . . خامساً : لا يعتقد الشيعة أن محمد بن عبد الله بن الحسن هو النفس الزكية . . بل النفس الزكية رجل يقتل في الكوفة قُبيل ظهور الإمام الحجة « عليه السلام » . أو هو رجل هاشمي يقتل بين الركن والمقام 1 . وليس بين قتل النفس الزكية والظهور أكثر من خمس عشرة ليلة 2 . ومحمد بن عبد الله بن الحسن إنما قتل في الحجاز في سنة 145 هـ . . لا أنه سيقتل قبيل ظهور الإمام « عليه السلام » . سادساً : أين ذكر الشيعة : أن من جملة عقائدهم ارتداد الحسن بن الحسن « المثنى » وابنه عبد الله المحض ، وابنه محمد « النفس الزكية » وأخيه إبراهيم وزكريا . . الخ . . ؟! والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله . . 3 .

2