منذ سنتين

من هم اولو الامر ؟

سؤالٌ دائم التكرر من قبل المخالفين ، وهو لماذا عند الاختلاف نرد الأمر إلى الله والرسول صلوات الله عليه وعلى آله ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ . أين ذهب أولو الأمر . . ؟؟ أوليسوا معصومين . . ؟؟ وماذا بشأن هذه الآية الكريمة : ﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ . . .


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . . فإن المراد بأولي الأمر في الآيات المباركات ، هو الأئمة الطاهرون المعصومون ، المنصوص عليهم من الله ورسوله ، صلوات الله وسلامه عليهم . . وقد دلت على ذلك الروايات الكثيرة ـ وقد أورد في كتاب تفسير البرهان ، وكتاب تفسير نور الثقلين 1 ، طائفة من الروايات التي صرحت بذلك . . بل إن كتب أهل السنة ، قد صرحت بأوصاف أولي الأمر أيضاً . فعن عطاء : أن أولي الأمر هم أولو الفقه والعلم 2 . وعن ابن عباس : أهل الفقه والدين ، وأهل طاعة الله ، الذين يعلّمون الناس معاني دينهم ، ويأمرونهم بالمعروف ، وينهونهم عن المنكر ، فأوجب الله طاعتهم على العباد 3 . وعن مكحول في قوله : ﴿ ... وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ... ﴾ 4 ، قال : هم أهل الآية التي قبلها : ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا ... ﴾ 5 6 . وعن جابر بن عبد الله في قوله : ﴿ ... وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ... ﴾ 4 ، قال : أولي الفقه ، وأولي الخير 7 . وعن ابن عباس : أهل العلم 8 . وعن مجاهد هم الفقهاء والعلماء 9 ، وعنه : أصحاب محمد أهل العلم ، والفقه ، والدين 10 . وعن أبي العالية ، قال : هم أهل العلم . ألا ترى أنه يقول : ﴿ ... وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ... ﴾ 11 ؟ 12 . وعن الضحاك : هم الدعاة الرواة 13 . وأتم وأعلى مصاديق كل هذه الأوصاف إنما هو في الأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين . وأما الروايات التي رواها أهل السنة ، والتي فيها الأمر بالسمع والطاعة ، ولو أُمِّر عليهم عبد مجدع ، فإن المراد منها إلزام الناس بالأئمة الاثني عشر عليهم السلام ، وإفهامهم أنه لا يحق لهم الاعتراض على إمامتهم بحجة ، أن الخلافة والنبوة لا تجتمعان ، أو أن الناس لا يرضون بخلافة علي عليه السلام ، لأنه قاتل آبائهم وإخوانهم على الشرك ، ونحو ذلك . . فتكون هذه الروايات جارية مجرى قوله تعالى : ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ... ﴾ 14 . وقوله تعالى : ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ... ﴾ 15 . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 16 . .

1