السیاسات و الشروط
منذ سنتين

ما منا الا مقتول او مسموم

ما مدى صحة الحديث الذي يقول ما معناه : إنه ليس أحد من أهل البيت [عليهم السلام] ، إلا وقد مات شهيداً ، إما بالسم أو بالسيف ؟! . .


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . . فقد وردت عدة روايات تفيد هذا المعنى ، وبعض هذه الروايات معتبر من حيث السند ، ونذكر منها ما يلي : 1 ـ عن تميم القرشي ، عن أبيه ، عن أحمد بن علي الأنصاري ، عن أبي الصلت الهروي ، عن الإمام الرضا [عليه السلام] في نفي قول من قال : إن الإمام الحسين [عليه السلام] لم يقتل ، ولكن شبِّه لهم ، قال [عليه السلام] : والله ، لقد قتل الحسين [عليه السلام] ، وقتل من كان خيراً من الحسين ، أمير المؤمنين ، والحسن بن علي ، وما منا إلا مقتول ، وإني ـ والله ـ لمقتول بالسم الخ 1 . . 2 ـ محمد بن موسى بن المتوكل ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أبي الصلت الهروي ، قال : سمعت الإمام الرضا [عليه السلام] يقول : « والله ، ما منا إلا مقتول شهيد » . وليس في سند هذه الرواية إشكال 2 . 3 ـ روى محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمد ، عن علي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله [عليه السلام] ، قال : « سم رسول الله [صلى الله عليه وآله] يوم خيبر ، فتكلم اللحم ، فقال : يا رسول الله [صلى الله عليه وآله] ، إني مسموم . قال : فقال النبي [صلى الله عليه وآله] عند موته : اليوم قطعت مطاياي الأكلة التي أكلت بخيبر ، وما من نبي ، ولا وصي إلا شهيد » 3 . 4 ـ قال الصدوق [رحمه الله] : وفي حديث آخر : « . . وجميع الأئمة الأحد عشر بعد النبي [صلى الله عليه وآله] قتلوا ، منهم بالسيف ، وهو أمير المؤمنين ، والحسين [عليهما السلام] . والباقون قتلوا بالسم ، قتل كل واحد منهم طاغية زمانه ، وجرى ذلك عليهم على الحقيقة والصحة الخ . . » 4 . 5 ـ روى الخزاز القمي : عن محمد بن وهبان البصري ، عن داود بن الهيثم ، عن إسحاق بن البهلول ، عن طلحة بن زيد ، عن الزبير بن باطا ، عن عمير بن هاني ، عن جنادة بن أميد : أن الإمام الحسن بن علي [عليهما السلام] قال في مرضه الذي توفي فيه : « والله ، إنه لعهد عهده إلينا رسول الله [صلى الله عليه وآله] : أن هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من ولد علي [عليه السلام] وفاطمة [عليها السلام] ، ما منا إلا مسموم ، أو مقتول الخ . . » 5 . 6 ـ قال الطبرسي [رحمه الله] ، وكذلك الإربلي [رحمه الله] ، وهما يتحدثان عن الإمام العسكري [عليه السلام] : « ذهب كثير من أصحابنا إلى أنه [عليه السلام] مضى مسموماً ، وكذلك أبوه وجده ، وجميع الأئمة [عليهم السلام] ، خرجوا من الدنيا بالشهادة » . واستدل القائلون بذلك بما روي عن الإمام الصادق [عليه السلام] : والله ، ما منا إلا مقتول أو شهيد 6 . 7 ـ وروى الحسين بن محمد بن سعيد الخزاعي ، عن عبد العزيز بن يحيى الجلودي ، عن الجوهري ، عن عتبة بن الضحاك ، عن هشام بن محمد ، عن أبيه ، قال : خطب الإمام الحسن بن علي [عليهما السلام] بعد قتل أبيه ، فقال في خطبته : « لقد حدثني حبيبي جدي رسول الله [صلى الله عليه وآله] : أن الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من أهل بيته وصفوته ، ما منا إلا مقتول أو مسموم » 7 . . يضاف إلى ما تقدم : وجود نصوص روائية ، وتاريخية ، تتحدث عن كل إمام ، وأنه قد مات بالسم أو القتل على يد طاغية زمانه ، مع وجود محاذير كبيرة ، وأخطار جسيمة تتهدد من يعلن هذا الأمر ، لأن إظهاره ليس في مصلحة أولئك الحكام . . وبعد هذا . . فلا يصح نفي حصول هذا الأمر ، أو استبعاده . . وقد ذكرنا بعض ما يتصل بهذا الأمر في إجابة لنا على سؤال سابق ، فراجع كتاب مختصر مفيد ج3 ص98 . والحمد لله رب العالمين 8 .