logo-img
السیاسات و الشروط
منذ 3 سنوات

ولدني أبو بكر مرتين . . لا يصح!!

يروي الشيعة عن الإمام جعفر الصادق ـ مؤسس المذهب الجعفري حسب اعتقادهم ـ قوله مفتخراً (أولدني أبو بكر مرتين) (كشف الغمة ، للأربلي ، (2 / 374) . ) لأن نسبه ينتهي إلى أبي بكر من طريقين : الأول : عن طريق والدته فاطمة بنت قاسم بن أبي بكر . والثاني : عن طريق جدته لأمه أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر التي هي أم فاطمة بنت قاسم بن محمد بن أبي بكر . ثم نجد الشيعة يروون عن الصادق روايات كاذبة في ذم جده أبي بكر « رضي الله عنه »! والسؤال : كيف يفتخر الصادق بجده من جهة ثم يطعن فيه من جهة أخرى ؟! إن هذا الكلام قد يصدر من السوقي الجاهل ، ولكن ليس من إمام يعتبره الشيعة أفقه وأتقى أهل عصره وزمانه . ولم يُلزمه أحد قط لا بمدحٍ ولا بقدحٍ .


بسم الله الرحمن الرحيم وله الحمد ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . . فإننا نجيب بما يلي : الإمام الصادق عليه السلام لم يكن سباباً إن الإمام الصادق « عليه السلام » لم يكن سبَّاباً ولا لعَّاناً ، ولا طعَّاناً : ألف : لأن شر الناس المتفحش اللعَّان 1 . بل كان جده رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، وكذلك آباؤه الأئمة الطاهرون أسوته وقدوته ، وكان الشرع والدين طريقته ونهجه ، فكل ما ينسب إليه مما يخرج ه عن هذا السياق ، لا بد من التوقف عنده ، ووضع علامة استفهام حول صحته . ب : لو أغمضنا النظر عما تقدم ، فإننا نقول : إن أهل البيت « عليهم السلام » هم الذين قالوا لنا ـ كما عن الإمام الباقر « عليه السلام » ـ : « لا تسبّوا الناس فتكتسبوا العداوة بينهم » 2 . وعنه « عليه السلام » : « قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم ، فإن الله عز وجل يبغض اللعَّان السبَّاب الطعَّان على المؤمنين ، الفاحش المتفحش ، السائل الملحف ، ويحب الحيي الحليم ، العفيف المتعفّف » 3 . وعن النبي « صلى الله عليه وآله » : « ولا تسبنَّ أحداً ، وإن امرؤ سبَّك بأمر لا يعلم فيك ، فلا تسبَّه بأمر تعلمه فيه ، فيكون لك الأجر وعليه الوزر » 4 . والأحاديث في ذلك كثيرة . . ولدني أبو بكر إن كلمة : ولدني أبو بكر مرتين موضع ريب لما يلي : أولاً : لم يروها الشيعة ، بل هي من مرويات أهل السنة ، ولا يكفي هذا للإحتجاج . ثانياً : حتى لو كان الشيعة هم الذين رووها ، فإنها لا تتضمن افتخاراً ، ولا تصويباً لأبي بكر فيما فعل ، بل هي تقرير لأمر واقع ، لا يفيد مدحاً ولا ذماً . . فإن قولك : فلان ابن فلان ، أو عمه ، أو ابنه ، أو فلانة زوجة فلان ، أو فلان زوج فلانة لا يفيد ذماً ولا مدحاً لأي من الطرفين . . وقد وردت الإشارة إلى أمثال هذه الأمور في القرآن الكريم ، فراجع سورة التحريم وغيرها . ثالثاً : إن من ينتسب إلى رسول الله « صلى الله عليه وآله » لا يحتاج إلى الإفتخار بالإنتساب إلى أحد سواه . . لا سيما مع ما صدر من أبي بكر تجاه جدته الزهراء « عليها السلام » ، وجده علي « عليه السلام » مما لا يج هله أحد . رابعاً : في صحة حديث : ولدني أبو بكر مرتين 5 نقاش ، وذلك لما يلي : 1 ـ ذكر القرماني : أن أم الإمام الصادق « عليه السلام » هي « أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي سمرة » 6 . وعدم ورود القاسم بن محمد بن أبي سمرة في كتب الرجال لا يعني أنه شخصية موهومة ، إذ ما أكثر الشخصيات الحقيقية التي أهمل التاريخ ذكرها لأكثر من سبب . . ولعل هذا هو السبب في أن الشهيد قد اكتفى بالقول : « أم فروة بنت القاسم بن محمد » 7 . 2 ـ هناك جماعة ـ ومنهم الجنابذي ـ تقول : إن أم فروة هي جدة الإمام الباقر « عليه السلام » لأمه ، وليست زوجته ، ولا هي أم الإمام الصادق « عليه السلام » 8 . 3 ـ ولعل شهرة القاسم بن محمد بن أبي بكر تجعل اسمه دون سواه يسبق إلى ذهن الرواة ، فإذا كتبوا القاسم بن محمد ، فإنهم يضيفون كلمة « ابن أبي بكر » ، جرياً على الإلفة والعادة ، أو الميل والهوى القلبي . أضف إلى ذلك : أن القاسم بن محمد أكثر من رجل ، كما يعلم من مراجعة كتب التاريخ والتراجم . . 4 ـ إن الرواية لم يذكر لها سند يمكن البحث فيه ، كما أنها ـ كما قلنا ـ لم ترو من طرق شيعة أهل البيت « عليهم السلام » ، فكيف صح لهذا البعض أن ينسب هذا القول إلى الإمام « عليه السلام » دون أن يَتثبَّت من صحة الرواية ؟! وكيف صح له الإحتجاج على الشيعة بما لم يرو عندهم ، بل روي عند من يحبون تسجيل نقاط عليهم . هذا . . ولو تنزلنا وقلنا بأن الإمام الصادق « عليه السلام » قد قال هذه العبارة ، فلعله « عليه السلام » أراد بها ـ لو صح أن أبا بكر ولده مرتين ـ أن يدفع الأذى عن المستضعفين من شيعته . والحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد وآله . . 9 .

1