منذ سنتين

هل يعذب الانسان مرتين ؟

إذا أذنب إنسان ، وكان يستحق أن يقام عليه الحد في الدنيا ، فهل إذا أقيم عليه هذا الحد ، لا يعذب في الآخرة ؟ وهل هناك فرق بين الذنوب ، بحيث يعذب على بعضها في الدنيا والآخرة ، وعلى بعضها الآخر في الدنيا فقط ؟


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . . فإن القرآن الكريم يصرح بأن : ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا ... ﴾ 1 غير أن هناك آيات تقول : ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ... ﴾ 2 . وقال سبحانه : ﴿ ... إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ... ﴾ 3 . وللجمع بين الآيات لا بد من النظر إلى عنصر التوبة والشفاعة . . حيث إن بعض الذنوب إذا عوقب عليها في الدنيا ، فإن تاب منها ، فإنه لا يعاقب في الآخرة أيضاً . . كما أنه قد تناله الشفاعة ، لأجل بعض الأسباب ، فيتخلص من العذاب . . فتكون آية : ﴿ ... فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا ... ﴾ 1 . . مقيدة بقوله تعالى : ﴿ ... إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ... ﴾ 3 . . وبآية : ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ... ﴾ 2 . . أي إذا تاب ، أو إذا نالته الشفاعة بأن كان ممن يستحقها . . وفيما عدا ذلك ، فإنه قد روي عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله : ما عاقب الله عبداً مؤمناً في هذه الدنيا إلا كان أجود ، وأمجد من أن يعود في عقابه يوم القيامة ، ولا ستر الله على عبد مؤمن في هذه الدنيا ، إلا كان أجود ، وأمجد من أن يعود في عفوه يوم القيامة ، الخ . . » 4 . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 5 . .