منذ سنتين

الامام المهدي لم يرث الامام العسكري

السلام عليكم . . في إشكال وُجِّه من أحد النواصب ، ومفاده : أن إرث الإمام الحسن العسكري قد أخذته زوجته وأخوه . . وعليه فلا حجة بقول الشيعة بوجود المهدي ، حيث لو كان موجوداً لكان أولى بالإرث . . فما الجواب سيدي ؟! . . وفي أي من المصادر أجد ذلك بالخصوص ؟! . .


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين . . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد . . أولاً : إن حيازة الميراث إذا كانت بالقوة ، وبالتوسل بالسلطان الجائر ، والمعادي ، والذي يسعى لإنكار وطمس أمر الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) ، فإن ذلك لا يكون دليلاً على عدم وجود الإمام (عليه السلام) . . خصوصاً ، مع سعي هذا المستولي لتنصيب نفسه في مقام الإمامة ، وتوسله لأجل ذلك بمختلف الأساليب غير المشروعة ، وقد جرى على مخلَّفي الإمام العسكري (عليه السلام) بسبب ذلك كل عظيم ، من اعتقال ، وحبس ، وتهديد ، وتصغير واستخفاف وذل . . ويتأكد ذلك إذا عرفنا من سيرة هذا المتغلب القاهر : أنه شريب خمر ، ويقامر ، ويلعب بالطنبور ، وأنه ماجن ، معلن بالفسق ، وقد كان عيناً للسلطات . . وما إلى ذلك . . وكل ما ذكرناه قد صرحت به الروايات 1 . . ثانياً : قد روي في كمال الدين : أن أم الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) قدمت من المدينة إلى سرَّ من رأى « فكانت لها أقاصيص يطول شرحها مع أخيه جعفر ، من مطالبته إياها بميراثه ، وسعايته بها إلى السلطان ، وكشف ما أمر الله عز وجل بستره ، وادعت عند ذلك صقيل أنها حامل ، فحملت إلى دار المعتمد الخ . . » 2 . ثالثاً : قد ورد : أن جعفر بن علي تقدم للصلاة على أخيه « فلما هم بالتكبير خرج صبي بوجهه سمرة ، بشعره قطط ، بأسنانه تفليج ، فجبذ رداء جعفر بن علي ، وقال : تأخر يا عم ، فأنا أحق بالصلاة على أبي ، فتأخر جعفر ، وقد اربد وجهه ، وتقدم الصبي فصلى عليه ، ودفن إلى جانب قبر أبيه » 3 . . رابعاً : قال المفيد : « وحاز جعفر على ظاهر تركة أبي محمد ، واجتهد في القيام على الشيعة مقامه ، فلم يقبل أحد منهم ذلك ، ولا اعتقدوه فيه ، فصار إلى سلطان الوقت يلتمس مرتبة أخيه ، وبذل مالاً جليلاً ، وتقرب بكل ما ظن أنه يتقرب به ، فلم ينتفع بشيء من ذلك » 4 . . ويوضح قوله : « حاز جعفر على ظاهر تركة أبي محمد » ما ورد في عيون المعجزات ، حيث قال : « ثم أمر أبو محمد والدته بالحج في سنة تسع وخمسين وماءتين ، وعرفها ما يناله سنة ستين ، ثم سلم الاسم الأعظم ، والمواريث ، والسلاح ، إلى القائم الصاحب (عليه السلام) » 5 . وذلك يشير إلى أن جعفر بن علي قد استولى على المال . . وقد تقدم أن ذلك كان منه بالتوسل بالسلطان الجائر . . أما مواريث الإمامة فقد سلمها الإمام إلى ولده القائم بعده . . والحمد لله رب العالمين 6 .