كيف قاتل الصحابة المرتدون المرتدين عن الاسلام؟!
إذا كان الصحابة ارتدوا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ـ كما تزعمون ـ فكيف قاتلوا المرتدين من أصحاب مسيلمة وأصحاب طليحة بن خويلد وأصحاب الأسود العنسي، وأصحاب سجاح وغيرهم وأرجعوهم إلى الإسلام؟! فهلا كانوا مناصرين لهم، أو تاركين، ماداموا مثلهم مرتدين ـ كما تدعون ـ ؟! وفي صياغة أخرى: كيف للصحابة المرتدين أن يقاتلوا أهل الردة كمسيلمة الكذاب وأصحابه، والأسود العنسي وأصحابه، وطليحة الكذاب وأعوانه، وأرغموهم على الرجوع إلى الإسلام، فلماذا لم ينصروهم ويقيموا دعوتهم طالما أن الردة قاسم مشترك عند الفريقين؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين.. وبعد..
أولاً: لقد بينَّا في الجواب على السؤال رقم 18 وفي غيره: أن الشيعة لا يكفرون الصحابة، فلا مورد لهذا السؤال من الأساس. بل هم يقولون: إنهم عصوا الله والرسول وخالفوه في موضوع الخلافة وفي الأحداث التي حصلت بسبب ذلك بعده..
ثانياً: إن ما بنى عليه السائل استدلاله غير سليم ولا قويم، لأن القرآن ينقض كلامه، فإن المؤمنين قد يتقاتلون مع المؤمنين كما صرحت به آية: ﴿ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ