منذ سنتين

عبد الله بن عثمان

فإنهم يقولون: إن عبد الله بن عثمان بن عفان، سبط رسول الله، حيث إن أمه هي رقية بنت النبي «صلى الله عليه وآله» (الإصابة ج3 ص67 و راجع: تاريخ الخميس ج1 ص464، وأسد الغابة ج3 ص244 والبداية والنهاية ج4 ص89 وأنساب الأشراف ج1 ص401 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص172 والكامل لابن الأثير ج2 ص176 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص555)، قد توفي في جمادى الأولى، من السنة الرابعة (تاريخ الخميس ج1 ص464 وأسد الغابة ج5 ص456 والإستيعاب بهامش الإصابة ج4 ص300 والبداية والنهاية ج4 ص89 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص172 وراجع: تاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ص206 والكامل في التاريخ ج2 ص176). وكان قد ولد في الإسلام في الحبشة؛ فبلغ ست سنين؛ فنقره ديك في عينه؛ فمرض فمات (تاريخ الخميس ج1 ص464 و275 وأسد الغابة ج5 ص456 والإصابة ج4 ص304 والإستيعاب بهامشه ج4 ص300 وبهجة المحافل ج1 ص231.). وحين دفن دخل رسول الله «صلى الله عليه وآله» قبره (أسد الغابة ج3 ص224 عن ابن مندة وأبي نعيم).


ونحن نشك في أكثر ما تقدم، ونذكر ذلك ضمن النقاط التالية: محتويات   عبد الله بن عثمان سبط الرسول صلى الله عليه وآله!! سماه النبي صلى الله عليه وآله! وفاة عبد الله ابن عثمان حقيقة أم خيال؟ التناقض والاختلاف عبد الله بن عثمان سبط الرسول صلى الله عليه وآله!! في قولهم: إن عبد الله بن عثمان كان سبط رسول الله «صلى الله عليه وآله». نقول: قد تقدم في الجزء الثاني من هذا الكتاب شكنا في كون زوجتي عثمان كانتا بنتي رسول الله «صلى الله عليه وآله» وقلنا: إن الظاهر هو أنهما كانتا ربيبتيه؛ فراجع. سماه النبي صلى الله عليه وآله! إننا لا ننكر أن يكون النبي «صلى الله عليه وآله» كان يؤتى بأولاد الصحابة يسميهم، ويبرّك عليهم حين ولادتهم، وقد حفظ التاريخ لنا وقائع كثيرة من هذا القبيل 1 . ولكن قولهم: إن النبي «صلى الله عليه وآله» هو الذي سمى ابن عثمان ب‍ «عبد الله» 2 غير ظاهر الوجه، بعد أن كان قد ولد في الحبشة، فهل يعقل أن يبقى طفل هذه المدة الطويلة، التي تصل إلى سنوات من دون تسمية!! أضف إلى ذلك: أن ظاهر بل صريح كلام مصعب الزبيري، والزهري، وأم عباس «أو عياش» التي يقال: إنها مولاة رقية هو: أن عثمان نفسه هو الذي سمى ولده 3 . إلا أن يدَّعى: أنهم قد سموه أولاً، ثم لما قدموا المدينة، ورآه رسول الله «صلى الله عليه وآله» جدد له التسمية. ولكن ذلك يبقى مجرد احتمال لا دليل عليه، وليس ثمة ما يؤيده. ولعل الهدف هو جعله في مستوى سيدي شباب أهل الجنة، اللذين سماهما النبي «صلى الله عليه وآله»، ولا أقل من أن لا يكون ذلك مختصاً بهما «عليهما السلام». وفاة عبد الله قولهم: إن عبد الله قد توفي في السنة الرابعة، يقابله قول أبي سعد النيسابوري في كتاب شرف المصطفى: أنه مات قبل أمه بسنة، فيكون قد مات في أول سني الهجرة 4 . وذكر الدولابي: «أنه مات وهو رضيع» 5 . دخول النبي صلى الله عليه وآله قبر ابن عثمان: قولهم: إن النبي «صلى الله عليه وآله» قد دخل قبره ينافيه قولهم: إن عثمان هو الذي دخل قبره 6 . إلا أن يقال: يمكن أن يكون النبي «صلى الله عليه وآله» وعثمان أيضاً قد دخلا حفرته. ولكنه احتمال بعيد، إذ قد كان على ناقل دخول عثمان أن ينبه على دخول النبي أيضاً، لأن ذلك شرف عظيم لا يهمل ذكره ليذكر ما لا شرف فيه، مع توفر الدواعي على تكريس الفضائل والكرامات لعثمان، وكل من يلوذ به. بل قولهم: «صلى عليه رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ونزل في حفرته أبوه عثمان» 7 يأبى عن هذا التوجيه إن لم يكن ظاهراً في ضده ونقيضه. ابن عثمان حقيقة أم خيال؟ وأخيراً، فنحن نشك في أصل وجود هذا الطفل، فضلاً عن كل تلك الادعاءات. قال قتادة: «لم تلد رقية لعثمان» 8 . وعلقوا على ذلك بقولهم: «وهو غلط، والأصح ما تقدم وإنما أختها أم كلثوم لم تلد له» 8 . لكن الحقيقة هي: أن قتادة التابعي القريب العهد من عصر النبوة، والذي يأخذ علمه عن الصحابة الشاهدين للأحداث مباشرة، قتادة هذا لا بد أن يكون أعرف بهذا الأمر من الديار بكري وغيره. ويكفي أن يكون قول قتادة هذا موجباً للشك والشبهة في هذا الأمر الخطير، لا سيما ونحن نعلم: أن هناك من يهتم بصياغة الفضائل والمناقب لعثمان، كما أشرنا إليه غير مرة. التناقض والاختلاف هذا كله، بالإضافة إلى ما تقدم من الاختلاف الفاحش في المدة التي عاشها بين أن تكون ست سنين، ثم مات، أو أنه مات وهو رضيع 9 .

1