منذ سنتين

رد محاولة عثمان الخميس حصر آية التطهير بازواج النبي

قال عثمان الخميس: (حديث الكساء، وقد روته عائشة رضي الله عنها قالت: خرج النبي غداة وعليه مرط مرجل (وهو الكساء) فأدخل علياً وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنه ثم قال: ﴿ ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ ( حقبة من التاريخ: 187.). وقد أورد الحديث وكأن روايته محصورة بعائشة، مع أنه كما يقول متخصص بالحديث وعالم بالجرح والتعديل!


لا يصح حصر رواية حديث الكساء بعائشة أقول: لم تنحصر رواية حديث الكساء من طريق عائشة وليست هي الراوي الوحيد له، بل رواه كثيرون غيرها من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله منهم: أم سلمة روت حديث الكساء فقد روت هذه السيدة الجليلة الموالية لأهل البيت عليهم السلام حادثة تجليل النبي صلى الله عليه وآله بكسائه لعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام بعد نزول آية التطهير ودعائه لهم بقوله: ((اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا))، وقد روى عنها هذه الحادثة جماعة من الصحابة والتابعين وأخرجه عنها العديد من المحدثين السنيين، فروايته عنها مستفيضة إن لم نقل انها متواترة. محتويات   لا يصح حصر رواية حديث الكساء بعائشة رواة حديث الكساء عن أم سلمة 1- عطاء بن يسار 2- شهر بن حوشب 3- أبو سعيد الخدري 4- أبو هريرة الدوسي 5- أبو ليلى 6- حكيم بن سعد 7- عبد الله بن وهب بن زمعة 8- عمرة الهدانية 9- والد عطية الطفاوي الصحابي الثاني من رواة الحديث: سعد بن أبي وقاص الصحابي الثالث: عمر بن أبي سلمة الصحابي الرابع: أبو سعيد الخدري الصحابي الخامس: عبد الله بن عباس الصحابي السادس: واثلة بن الأسقع الصحابي السابع: عبد الله بن جعفر رواة حديث الكساء عن أم سلمة 1- عطاء بن يسار وممن أخرجه عنه الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين 1 قال: (حدثنا أبو بكر أحمد بن سليمان الفقيه، وأبو العباس محمد بن يعقوب قالا: حدثنا الحسن بن مكرم البزار، حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن شريك بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار عن أم سلمة قالت: في بيتي نزلت: ﴿ ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ 2 قالت: فأرسل رسول الله (ص) إلى علي وفاطمة والحسن والحسين فقال: هؤلاء أهل بيتي) ثم قال الحاكم النيسابوري: (هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه). وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 3 ، وابن عساكر في تاريخ مدينة دشق 4 ، وغيرهم. 2- شهر بن حوشب وممن أخرجه عنه الطبراني في المعجم الكبير 5 قال: (حدثنا الحسين بن إسحاق، حدثنا يحيى الحماني، حدثنا أبو إسرائيل، عن زبيد، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة: أن الآية نزلت في بيتها: ﴿ ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ 2 ورسول الله (ص) وعلي وفاطمة والحسن والحسين فأخذ عباءة فجللهم بها ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فقلت وأنا عند عتبة الباب: يا رسول الله وأنا معهم؟ قال: إنك بخير وإلى خير). وأخرجه في المعجم الأوسط 6 ، وكذلك الطبري في تفسيره 7 ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 8 ، وغيرهم. 3- أبو سعيد الخدري أخرج روايته عنها الطبري في تفسيره 7 قال: (حدثني أبو كريب، قال: حدثنا وكيع، عن عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن فضيل بن مرزوق، عن عطية، عن أبي سعيد، عن أم سلمة قالت: لما نزلت هذه الآية: ﴿ ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ 2 ، دعا رسول الله (ص) علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فجلل عليهم كساءً خيبرياً فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، اللهم أذهب عنهم الرّجس وطهرهم تطهيرا، قالت أم سلمة: ألست منهم؟ قال: إنك إلى خير). وفي رواية أخرى أخرجها الطحاوي في " مشكل الآثار " قال: (حدثنا فهد، حدثنا أبو غسان، حدثنا فضيل بن مرزوق، عن عطية عن أبي سعيد، عن أم سلمة، قالت: نزلت هذه الآية في بيتي: ﴿ ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ 2 فقلت: يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ فقال: إنك على خير، إنك من أزواج النبي، وفي البيت علي وفاطمة والحسن والحسين) 9 . وأخرجها الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل 10 وفيه أكثر من رواية رواها بسنده عن أبي سعيد الخدري عنها رضوان الله تعالى عليها. وأخرجها ابن عساكر في تاريخ دمشق 11 ، وغيرهم. 4- أبو هريرة الدوسي ورواه عن أم سلمة أبو هريرة الدوسي، أخرج روايته عنها الطبري في تفسيره 12 قال: (حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا مصعب بن المقدام، قال: (حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا مصعب بن المقدام، قال: حدثنا سعيد بن زربي، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن أم سلمة قالت: جتءت فاطمة إلى رسول الله (ص) ببرمة لها قد صنعت فيها عصيدة تحملها على طبق فوضعته بين يديه فقال: أين ابن عمك وإبناك؟ فقالت: في البيت، فقال: ادعيهم، فجاءت إلى علي فقالت: أجب النبي (ص) أنت وابناك، قالت أم سلمة: فلما رآهم مقبلين مدّ يده إلى كساء كان على المقامة، فمدّه وبسطه وأجلسهم عليه، ثم أخذ بأطراف الكساء الأربعة بشماله، فضمّه فوق رؤوسهم وأومأ بيده اليمنى إلى ربّه فقال: هؤلاء أهل البيت فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا). 5- أبو ليلى وأخرج روايته إمام الحنابلة أحمد بن حنبل في مسنده 13 وفيه: (حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عبد الله بن نمير، قال: حدثنا عبد الملك يعني ابن أبي سليمان، عن عطاء بن رباح قال: حدثني من سمع أم سلمة تذكر أن النبي (ص) كان في بيتها فأتته فاطمة ببرمة فيها خزيرة، فدخلت عليه فقال لها: ادعي زوجك وابنيك، قالت: فجاء علي والحسن والحسين فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة، وهو على منامة على دكان تحته كساء له خيبري، قالت: وأنا أصلي في الحجرة، فأنزل الله عز وجل هذه الآية: ﴿ ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ 2 ، قالت: فأخذ فضل الكساء فغشاهم به ثم أخرج يده فألوى بها إلى السماء، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، قالت: فأدخلت رأسي البيت فقلت: وأنا معكم يا رسول الله، قال: إنك إلى خير، إنك إلى خير. قال: قال عبد الملك: وحدثني أبو ليلى عن أم سلمة مثل حديث عطاء سواء. وقال عبد الملك: وحدثني داود بن أبي الجحاف عن شهر بن حوشب عن أم سلمة بمثله سواء) وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط عن هذا الحديث بسنده الثاني – وهو الذي رواه أبو ليلى عن أم سلمة أنه (صحيح). أقول: وسنده الثالث (حسن). وأخرجه أيضاً الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل 14 . 6- حكيم بن سعد وقد أخرج روايته عنها الطبراني في المعجم الكبير 15 قال: (حدثنا الحسين بن إسحاق، حدثنا عثمان، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن جعفر بن عبد الرحمن، عن حكيم بن سعد، عن أم سلمة قالت: نزلت هذه الآية: ﴿ ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ 2 في رسول الله (ص) وعلي وفاطمة والحسن والحسين). وأخرجها الطحاوي في " مشكل ألاثار " 16 وعلق عليه بقوله: (ففي هذا الحديث مثل الذي في الأول) وقد قال عن الحديث الأول وهو الحديث الذي رواه بسنده عن عامر بن سعد عن أبيه سعد بن أبي وقاص: (ففي هذا الحديث أن المرادين بما في هذه الآية هم رسول الله (ص) وعلي وفاطمة وحسن وحسين). وفي رواية أخرجها محمد بن جرير الطبري في تفسيره عنه عن أم سلمة قال: (حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا عبد الله بن عبد القدوس، عن الأعمش عن حكيم بن سعد قال: ذكرنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه عند أم سلمة، قالت: فيه نزلت: ﴿ ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ 2 ، قالت أم سلمة: جاء النبي (ص) إلى بيتي فقال: لا تأذني لأحد، فجاءت فاطمة فلم أستطع أن أحجبها عن أبيها، ثم جاء الحسن فلم أستطع أن أمنعه أن يدخل على جدّه وأمّه، وجاء الحسين فلم أستطع أن أحجبه فاجتمعوا حول النبي (ص) على بساط فجللهم نبي الله بكساء كان عليه ثم قال: هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فنزلت هذه الآية حين اجتمعوا على البساط، قالت: فقلت: يا رسول الله وأنا؟ قالت: فوالله ما أنعم، وقال: إنك إلى خير) 17 . 7- عبد الله بن وهب بن زمعة أخرج روايته عنها الطبري في تفسيره 18 قال: (حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا موسى بن يعقوب، قال: حدثني هاشم بن عتبة بن أبي وقاص عن عبد الله بن وهب بن زمعة، قال: أخبرتني أم سلمة أن رسول الله (ص) جمع علياً والحسنين ثم أدخلهم تحت ثوبه، ثم جأر إلى الله ثم قال: هؤلاء أهل بيتي، فقالت أم سلمة: يا رسول الله أدخلني معهم، قال: إنك من أهلي). وأخرجها الطبراني في المعجم الكبير 19 وفيها وهب بن عبد الله بن زمعة بدلاً من عبد الله بن وهب بن زمعة، كما أن رواية الطبري لم تذكر السيدة الزهراء عليها السلام، ورواية الطبراني لم تذكر علياً عليه السلام، وهذا الاشتباه إما أن يكون من قبل بعض الرّواة أو من الناسخ، لأن الثابت الصحيح أن النبي صلى الله عليه وآله جلل بالكساء علياً وفاطمة والحسنين عليهم السلام. وأخرجها أيضاً الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل 20 والطحاوي في مشكل الآثار 21 . 8- عمرة الهدانية أخرج روايتها عن أم سلمة الطحاوي في مشكل الآثار 22 قال: (وما قد حدثنا فهد، حدثنا سعيد بن كثير بن عفير، حدثنا ابن لهيعة، عن أبي صخر، عن أبي معاوية البجلي، عن عمرة الهمدانية قالت: أتيت أم سلمة، فسلمت عليها فقالت: من أنت؟ فقلت: عمرة الهمدانية، فقلت: يا أم المؤمنين أخبريني عن هذا الرجل الذي قتل بين أظهرنا فمحب ومبغض، تريد علي بن أبي طالب، قالت أم سلمة: أتحبينه أم تبغضينه؟ قالت: ما أحبه ولا أبغضه!، فقالت: أنزل الله هذه الآية: ﴿ ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ ... ﴾ 2 إلى آخرها، وما في البيت إلا جبريل ورسول الله (ص) وعلي وفاطمة وحسن وحسين، فقلت: يا رسول الله أنا من أهل البيت؟ فقال: إن لك عند الله أجراً، فوددت أنّه قال نعم، فكان أحب إليّ مما تطلع عليه الشمس واغرب). وأخرجها أيضاً الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل 23 . 9- والد عطية الطفاوي وقد أخرج روايته عنها غير واحد من علمائهم منهم أحمد بن حنبل في مسنده 24 وفيه: (حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، حدثنا عوف عن أبي المعدل عطية الطفاوي قال: حدثني أبي عن أم سلمة زوج النبي (ص) قالت: بينما رسول الله (ص) في بيتي إذ قالت الخادم علياً وفاطمة بالسّدة، قال: قومي عن أهل بيتي، قالت: فقمت فتنحيت في ناحية البيت قريباً فدخل علي وفاطمة ومعهم الحسن والحسين صبيان صغيران، فأخذ الصبيين فقبلهما ووضعهما في حجره واعتنق علياً وفاطمة، ثم أغدف عليهما ببردة له وقال: اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي، قالت: فقلت يا رسول الله وأنا؟ فقال: وأنت). فهؤلاء جميعاً رووا حديث الكساء عن السيدة أم سلمة رضي الله تعالى عنها، وقد رواه عنها غير هؤلاء أيضاً، لكني أكتفي بهذا المقدار لأكمل أسماء الرواة الآخرين من الصحابة الذين رووا حديث الكساء. فكيف يصح لعثمان الخميس أن يصوّر الأمر وكأن الحديث محصور برواية عائشة، ولا يوجد من رواه غيرها؟!. الصحابي الثاني من رواة الحديث: سعد بن أبي وقاص وممن روى حديث الكساء من الصحابة سعد بن أبي وقاص، ففي خصائص الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام للنسائي 25 قال: (أخبرنا قتيبة بن سعيد البلخي وهشام بن عمّار الدمشقي قالا: حدثنا حاتم عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: أمر معاوية سعداً 26 فقال: ما منعك أن تسب أبا تراب؟ فقال: إني ذكرت ثلاثاً قالهن رسول الله (ص) فلن أسبّه لأن تكون لي واحدة منها أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول الله (ص) يقول له وخلفه في بعض مغازيه، فقال علي: يا رسول الله أتخلفني مع النساء والصبيان؟ فقال رسول الله (ص): أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي؟ وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فتطاولنا إليها فقال: ادعوا لي علياً، فأتي به أرمد، فبصق في عينه ودفع الراية إليه، ولما نزلت: ﴿ ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ 2 دعا رسول الله (ص) علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي). قال الشيخ أبو إسحاق الحويني ألأثري محقق كتاب الخصائص عن هذا الحديث: (إسناده صحيح)، ورواه النسائي أيضاً بنفس السند في كتابه السنن الكبرى 27 . وفي المستدرك على الصحيحين قال الحاكم: (حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن سنان القزاز، حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، وأخبرني أحمد بن جعفر القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا أبو بكر الحنفي حدثنا بكير بن مسمار قال: سمعت عامر بن سعد يقول: قال معاوية لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: ما يمنعك أن تسبّ ابن أبي طالب؟ قال: فقال: لا أسبّه ما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول الله (ص) لأن تكون لي واحدة منهن أحبّ إليّ من حمر النعم، قال له معاوية: ما هنّ يا أبا إسحاق؟ قال: لا أسبّه ما ذكرت حين نزل عليه الوحي فأخذ علياً وابنيه وفاطمة فأدخلهم تحت ثوبه ثم قال: رب إن هؤلاء أهل بيتي. ولا أسبّه ما ذكرت حين خلّفه في غزوة تبوك غزاها رسول الله (ص) فقال له علي: خلفتني والنساء، قال: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوّة بعدي. ولا أسبّه ما ذكرت يوم خيبر، قال رسول الله (ص): لأعطين هذه الرّاية رجلاً يحب الله ورسوله ويفتح الله على يديه، فتطاولنا لرسول الله (ص) فقال: أين علي؟ قالوا: هو أرمد، فقال: ادعوه، فدعوه فبصق في وجهه ثم أعطاه الراية ففتح الله عليه، قال: فلا والله ما ذكره معاوية بحرف حتى خرج من المدينة). قال الحاكم النيسابوري: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه) 28 . أقول: وهذا الحديث أخرجه النسائي في السنن الكبرى 29 والبزار في مسنده 30 وفي المصدر الأخير لم يذكر اسم معاوية وابدلت عبارة (قال معاوية لسعد) بعبارة (قال رجل لسعد) كما أبدلت عبارة (فلا والله ما ذكره معاوية بحرف حتى...) بعبارة (فلا والله ما ذكره ذلك الرجل بحرف...)!! ولا ندري من ارتكب هذه الخيانة العلمية، هل هو واحد من الرّواة أم البزّار نفسه، أم من طبع كتابه لأنه وجد في هذا الحديث دليلاً قاطعاً على أنّ سيّده الباغي معاوية بن أبي سفيان كان يتناول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ويسبّه! ولذلك لم تطاوعه نفسه أن يذكر اسمه! وفي تفسير الطبري 31 قال ابن جرير: (حدثنا ابن المثنى قال: حدثنا ابو بكر الحنفي قال: حدثنا بكير بن مسمار قال: سمعت عامر بن سعد قال: قال سعد: قال رسول الله (ص) حين نزل الوحي فأخذ علياً وابنيه وفاطمة وأدخلهم تحت ثوبه ثم قال: ربّ هؤلاء أهلي وأهل بيتي). ورواه الطحاوي في مشكل الآثار 32 باختلاف يسير في اللفظ فقال: (حدثنا الربيع المرادي، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا حاتم بن إسماعيل، حدثنا بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال: لما نزلت هذه الآية دعا رسول الله (ص) علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال: اللهم هؤلاء أهلي). قال الطحاوي معلقاً على هذا الحديث: (ففي هذا الحديث أن المرادين بما في هذه الآية هم رسول الله (ص) وعلي وفاطمة وحسن وحسين). الصحابي الثالث: عمر بن أبي سلمة وممن رواه من الصحابة عمر بن أبي سلمة ربيب النبي (ص)، ففي صحيح الترمذي قال: (حدثنا قتيبة، حدثنا محمد بن سليمان بن الأصفهاني، عن يحيى بن عبيد عن عطاء بن أبي رباح عن عمر بن أبي سلمة – ربيب النبي (ص) – قال: لما نزلت هذه الآية على النبي (ص): ﴿ ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ 2 في بيت أم سلمة، فدعا فاطمة وحسناً وحسيناً فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره فجلله بكساء ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، قالت أم سلمة: وأنا معهم يا نبي الله؟ قال: أنت على مكانك، وإنّك على خير). قال الشيخ الألباني (صحيح) 33 ، وأخرجه الطبري في تفسيره 34 ، والطحاوي في مشكل الآثار 35 فقال: (وما حدثناه إبراهيم بن أحمد بن مروان الواسطي أبو إسحاق، حدثنا محمد بن أبان الواسطي، حدثنا محمد بن سليمان بن الأصفهاني عن يحيى بن عبيد المكي، عن عطاء بن أبي رباح، عن عمر بن أبي سلمة قال: نزلت هذه الآية على رسول الله (ص) وهو في بيت أم سلمة: ﴿ ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ 2 ، قالت: فدعا النبي (ص) الحسن والحسين وفاطمة فأجلسهم بين يديه، ودعا علياً فأجلسه خلف ظهره ثم جللهم جميعاً بالكساء ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، قالت أم سلمة: اللهم اجعلني منهم، قال: أنت على مكانك وأنت على خير). الصحابي الرابع: أبو سعيد الخدري ففي تاريخ دمشق 36 قال ابن عساكر: (أنبأنا أبو الفتح أحمد بن محمد بن سعيد الحدّاد، ح، أخبرني أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي عنه، أنبأنا القاضي أبو بكر محمد بن الحسين بن جرير الدمشقي، أنبأنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني بالكوفة، حدثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة، حدثنا أبو نعيم، حدثنا عمران بن أبي مسلم قال: سألت عطية عن هذه الآية: ﴿ ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ 2 ، قال: أخبرك عنها بعلم، أخبرني أبو سعيد أنها نزلت في بيت النبي (ص) وعلي وفاطمة وحسن وحسين فأدار عليهم الكساء قال: وكانت أم سلمة على باب البيت، قالت: وأنا يا نبي الله؟ قال: فإنك بخير وإلى خير). وفي رواية أخرى أخرجها الطبري في تفسيره 37 قال: (حدثني محمد بن المثنى، قال: حدثنا بكر بن يحيى بن زبان العنزي، قال: حدثنا مندل، عن الأعمش عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (ص): نزلت هذه الآية في خمسة: فيّ وفي علي وحسن وحسين وفاطمة: ﴿ ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ 2 ). الصحابي الخامس: عبد الله بن عباس ففي المستدرك على الصحيحين 38 قال الحاكم النيسابوري: (أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ببغداد من أصل كتابة، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا يحيى بن حمّاد، حدثنا أبو عوانة، حدثنا أبو بلج، حدثنا عمرو بن ميمون قال: إني جالس عند ابن عباس إذْ أتاه تسعة رهط فقالوا: يا ابن عباس إما أن تقوم معنا وإما أن تخلوا بنا من بين هؤلاء، قال: فقال ابن عباس: بل أنا أقوم معكم، قال: وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى، قال: فابتدؤا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا، قال: فجاء ينفض ثوبه ويقول: أفٍ وتفِّ! وقعوا في رجل له بضعة عشرة فضائل ليست لأحد غيره! وقعوا في رجل قال له النبي (ص) لأبعثن رجلاً لا يخزيه الله أبداً، يحب الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله، فاستشرف لها من استشرف، فقال: أين علي؟ فقالوا إنه في الرحى يطحن، قال: وما كان أحدهم ليطحن، قال: فجاء وهو أرمد لا يكاد أن يبصر، قال فنفث في عينيه ثم هزّ الراية ثلاثاً فأعطاه إياها. فقال ابن عباس: ثم بعث رسول الله (ص) فلاناً 39 بسورة التوبة فبعث علياً خلفه فأخذها منه وقال: لا يذهب بها إلاّ رجل هو مني وأنا منه!. فقال ابن عباس: وقال النبي (ص) لبني عمه: أيّكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ قال وعلي جالسٌ معهم، فقال رسول الله (ص) وأقبل على رجل منهم فقال: أيكم بواليني في الدنيا والآخرة؟ فأبوا فقال لعلي: أنت وليي في الدنيا والآخرة. قال ابن عباس: وكان علي أول من آمن من الناس بعد خديجة رضي الله عنها، قال: وأخذ رسول الله (ص) ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين وقال: ﴿ ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ 2 ... الخ). قال الحاكم النيسابوري: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه). وقال الذهبي في التلخيص: (صحيح). وهذه الرّواية أخرجها النسائي في السنن الكبرى 40 ، وأيضاً في خصائص الإمام علي 41 ، وأحمد بن حنبل في مسنده 42 ، وفي فضائل الصحابة 43 ، وغيرهم. الصحابي السادس: واثلة بن الأسقع خرجت رواية واثلة بن الأسقع لحديث الكساء في العديد من المصادر منها مصنف ابن أبي شيبة 44 قال: (حدثنا محمد بن مصعب، عن الأوزاعي، عن شداد أبي عمار قال: دخلت على واثلة وعنده قوم فذكروا علياً فشتموه!! فشتمته معهم! فقال: ألا أخبرك بما سمعت من رسول الله (ص)؟ قلت: بلى، قال: أتيت فاطمة أسألها عن علي فقالت: توجه رسول الله (ص) إلى.. الحاصل..، فجاء رسول الله (ص) ومعه علي وحسن وحسين كل واحد منهما آخذ بيده فأدنى علياً وفاطمة فأجلسهما بين يديه وأجلس حسناً وحسيناً كل واحد منهما على فخذه، ثم لفّ عليهم ثوبه أو قال كساءه، ثم تلا هذه الآية: ﴿ ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ... ﴾ 2 ، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحق). وهذه الرواية أخرجها أحمد بن حنبل في مسنده 45 ، وفي فضائل الصحابة أيضاً 46 . وفي رواية أخرى أخرجها ابن حبّان في صحيحه 47 قال: (أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم، حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، حدثنا الوليد بن مسلم وعمر بن عبد الواحد قالا: حدثنا الأوزاعي، عن شداد أبي عمار، عن واثلة بن الأسقع قال: سألت عن علي في منزله فقيل لي ذهب يأتي برسول الله (ص) إذْ جاء، فدخل رسول الله (ص) ودخلت فجلس رسول الله (ص) على الفراش وأجلس فاطمة عن يمينه وعلياً عن يساره وحسناً وحسيناً بين يديه وقال: ﴿ ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ... ﴾ 2 ، اللهم هؤلاء أهلي. قال واثلة: فقلت من ناحية البيت: وأنا يا رسول الله من أهلك؟ قال: وأنت من أهلي، قال واثلة: إنها من أرجى ما أرتجي). وأخرج رواية واثلة هذه الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين.  48 وفي هذه الرواية يدعي واثلة أو يدعون عن لسانه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وآله: (وأنا يا رسول الله من أهلك؟ قال: وأنت من أهلي) انتهى. أقول: من المعلوم قطعاً أن واثلة خارج من مفهوم أهل البيت عليهم السلام في آية التطهير، فلا بد أن تكون هذه زيادة من قبل بعض الرواة لهذا الخبر بهدف توسيع دائرة مفهوم أهل البيت عليهم السلام في آية التطهير، ليشمل واثلة وغيره، وذلك عناداً وبغضاً لأصحاب الكساء عليهم السلام، خصوصاً وأن هذه الزيادة لم ترد في كل روايات واثلة لحديث الكساء بل في بعضها. وقد حاول بعضهم تأويل ما نسبوه إلى واثلة على أنه على المجاز! لكن كيف يستقيم المجاز والنبي صلى الله عليه وآله في مقام التحديد والحصر، ولو صح كون واثلة منهم لناقض النبي صلى الله عليه وآله نفسه بحصره لهم، وبنفيه أن تكون أم سلمة منهم!. وبهذا يتضح ضعف قول الطحاوي في مشكل الآثار: (فكان قوله لواثلة: أنت من أهلي على معنى: لاتباعك إياي وإيمانك بي فدخلت بذلك في جملتي، وقد وجدنا الله قد ذكر في كتابه ما يدل على هذا المعنى بقوله: ﴿ وَنَادَىٰ نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي ... ﴾ 49 ، فأجابه في ذلك بأن قال له: ﴿ ... إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ... ﴾ 50 ، فكما جاز أن يخرجه من أهله – وإن يكون ابنه – لخلافه إياه في دينه، جاز أن يدخل في أهله من يوافقه على دينه وإن لم يكن من ذوي نسبه) 51 . وكذلك يتضح أيضاً ضعف قول (أبو المحاسن الحنفي) الذي هو بمعنى قول الطحاوي هذا. بل الصحيح أنه لا بد من رد هذه الرواية عن واثلة، لأن الحديث يقول إن النبي صلى الله عليه وآله حددهم وحصرهم، وهذه تلغي التحديد. الصحابي السابع: عبد الله بن جعفر أخرج روايته لحديث الكساء الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين 52 قال: (حدثني أبو الحسن إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني، حدثنا جدي، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة الحزامي، حدثنا محمد بن إسماعيل ابن أبي فديك، حدثني عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي، عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن أبيه قال: لما نظر رسول الله (ص) إلى الرحمة هابطة قال: ادعوا لي، ادعوا لي، فقالت صفية: من يا رسول الله؟ قال: أهل بيتي، علياً وفاطمة والحسن والحسين فجيىء بهم، فألقى عليهم النبي (ص) كساءه ثم رفع يديه ثم قال: اللهم هؤلاء آلي، فصل على محمد وعلى آل محمد، وأنزل الله عزّ وجل: ﴿ ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ 2 . قال الحاكم النيسابوري: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه). ونكتفي بهذا العدد من الصحابة الذين رووا حديث الكساء، ففيه كفاية لمن كان منصفاً، ومن مجموع رواياته يتضح معناه وهدف النبي (ص) منه. وبه يتضح أن إيهام عثمان الخميس بأن الحديث مروي عن عائشة فقط تدليس في رواية أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله.

2