عثمان الخميس يتمسك بروايات موضوعة في مقابل حديث الثقلين! 3
الحديث المزعوم: (اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر)
أولا: إن هذه الرواية لم تثبت ولم تصح عن النبي صلى الله عليه وآله وجميع طرقها ضعيفة، فهي مروية عن ابن مسعود وأنس بن مالك وعبد الله بن عمر وحذيفة بن اليمان وأبي الدرداء وجدة عبد الله بن أبي هذيل.
محتويات
وهذا الطريق ضعيف لوجود أكثر من راو ضعيف فيه
علماء السنة يطعنون بالرواية التي استشهد بها الخميس!
بطلان هذا الحديث من طريق دلالته!
قوله: واهتدوا بهدي عمار
قوله: وتمسكوا بعهد ابن مسعود
أما رواية عبد الله بن مسعود فأخرجها الترمذي 5/672 برقم: 3805 والحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين 3/80 برقم: 4456، والطبراني في المعجم الكبير 9/72 برقم: 8426، من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل، حدثني أبي عن أبيه عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (اقتدوا باللذين من بعدي من أصحابي أبي بكر وعمر، واهتدوا بهدي عمار وتمسكوا بعهد ابن مسعود) انتهى.
وهذا الطريق ضعيف لوجود أكثر من راو ضعيف فيه
ففيه:
(إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى) وقد اتهمه أبو زرعة 1 وقال ابن حجر (ضعيف) 2 ، وقال أبو جعفر العقيلي: (حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال: كان ابن نمير لا يرضى إبراهيم بن إسماعيل ويضعفه، قال: روى أحاديث منتكير) 3 ، وقال العقيلي أيضاً: (ولم يكن إبراهيم هذا يقيم الحديث) 4 ، وقال الذهبي: (ليّنه أبو زرعة وتركه أبو حاتم) 5 .
وفيه (إسماعيل بن يحيى بن سلمة) قال فيه الدار قطني: (متروك) 6 وكذلك قال عنه ابن حجر 7 ، وقال الذهبي في الكاشف (واه) 8 .
وفيه يحيى بن سلمة بن كهيل قال عنه البخاري: (في أحاديثه مناكير) 9 ، وقال أيضاً: (منكر الحديث) 10 ، وقال الترمذي: (يضعّف في الحديث) 11 ، وقال أبو حاتم: (منكر الحديث ليس بالقوي) 4 وقال العجلي: (ضعيف الحديث) 12 وبذلك وصفحه يحيى بن معين أيضاً 13 ، وقال أبو داود: (ليس بشيء) 12 ، وكذلك يحيى بن معين 13 وقال النسائي: (متروك الحديث) 12 ، وقال أيضاً: (ليس بثقة) 13 ، وقال الذهبي: (ضعيف) 14 ، وقال ابن حجر: (متروك) 15 .
وفيه (أبو الزعراء) وهو (عبد الله بن هانىء الكندي) وهو وإن وثقه البعض إلاّ أن البخاري قال عنه: (لا يتابع على حديثه) 16 ، وذكره العقيلي في الضعفاء 17 ، وقد حكم الذهبي في تلخيص المستدرك على هذه الرواية بهذا السند بقوله: (قلت: سنده واهٍ) 18 .
ولها طريق آخر أخرجه الطبراني في معجمه الأوسط 19 وقال:
(حدثنا محمد بن أحمد بن الرقام، أنبأنا إبراهيم بن سلم بن رشيد الهجيمي، حدثنا عمرو بن زياد الباهلي، حدثنا عبد الله بن المبارك عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله: اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر).
وهذا الطريق أيضاً ضعيف ففيه: (إبراهيم بن سلم (سالم) بن رشيد الهجيمي) وهو غير معروف، قال الهيثمي في مجمع الزوائد في حكمه على سند وقع فيه: (وفيه إبراهيم بن سلم (سالم) الهجيمي ولم أعرفه) 20 .
وفيه (عمرو بن زياد الباهلي) قال فيه أبو حاتم الرازي: (كان كذاباً أفاكاً يضع الحديث) 21 ، وقال الدارقطني: (يضع الحديث) 22 ، وقال ابن عدي: (يسرق الحديث ويحدث بالبواطل) 23 ، وقال العقيلي في ترجمته: (قال لنا محمد بن يوسف: قدم علينا هذا الشيخ من الري وذكر أنه كان ببغداد وكان يذكر أحمد بن حنبل وأنه يعرفه، وذكر أبا زرعة وأملى علينا أحاديث فأنكرها بعض من كان معنا من أصحابنا فكتبنا إلى أبي زرعة وبعثنا إليه بحديثه، فكتب إلينا أبو زرعة: إن هذه الأحاديث موضوعة، وإن الرجل كذاب) 24 ، وفيه: (أبو الرزعراء) وقد مر الكلام حوله.
وأما رواية أنس بن مالك، فقد ذكرها ابن عدي في الكامل أثناء ترجمته لحماد بن دليل قال: (حدثنا علي بن الحسن بن سليمان، حدثنا أحمد بن محمد بن المعلى الآدمي، حدثنا مسلم بن صالح أبو رجاء، حدثنا حماد بن دليل عن عمر بن نافع عن عمرو بن هرم قال: دخلت أنا وجابر بن زيد على أنس بن مالك فقال: قال رسول الله (ص): اقتدوا باللذين من بعدي أبو بكر وعمر وتمسكوا بعهد ابن أم عبد واهتدوا بهدي عمار).
(حدثنا محمد بن عبد الحميد الفرغاني حدثنا صالح بن حكيم البصري، حدثنا أبو رجاء مسلم بن صالح، حدثنا أبو زيد قاضي المدائن حماد بن دليل عن عمر بن نافع فذكر بإسناده نحوه) (حدثنا محمد بن سعيد الحراني، حدثنا جعفر بن محمد بن الصباح، حدثنا مسلم بن صالح البصري فذكر بإسناده نحوه) 25 .
وفي جميع هذه الأسانيد (مسلم بن صالح) و (حماد بن دليل) و (عمر بن نافع) و (عمرو بن هرم).
أما (مسلم بن صالح) فلم أجد له ترجمة فيما توفر لدي من مصادر الرجال وأما (حماد بن دليل) فقد ضعفه أبو الفتح الأزدي 26 .
وأما (عمر بن نافع) فلا يعرف من هو بالتحديد 27 .
وأما (عمرو بن هرم) فقد ضعفه القطان وغيره 28 .
وأما رواية عبد الله بن عمر، فقد ذكرها العقيلي في الضعفاء عند ترجمته لمحمد بن عبد الله بن عمر بن القاسم العمري قال: (حدثناه أحمد بن الخليل الخريبي حدثنا إبراهيم بن محمد الحلبي، حدثني محمد بن عبد الله بن عمر بن القاسم بن عبد الله بن عبيد الله بن إبراهيم بن عمر بن الخطاب، قال: أخبرنا مالك بن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله (ص): اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر (رض)، ثم قال العقيلي: (حديث منكر لا أصل له من حديث مالك) 29 .
ورواه الذهبي في ميزان الاعتدال عند ترجمته لأحمد بن صليح فقال: (أحمد بن صليح عن ذي النون المصري، عن مالك عن نافع عن ابن عمر بحديث: إقتدوا باللذين من بعدي) ثم قال الذهبي: (وهذا غلط وأحمد لا يعتمد عليه) 30 .
وقال الذهبي وابن حجر العسقلاني أثناء ترجمتهما لمحمد بن عبد الله بن عمر العدوي: (محمد بن عبد الله بن عمر بن القاسم بن عبد الله بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي العمري، ذكره العقيلي فقال: لا يصح حديثه ولا يعرف بنقل الحديث.
حدثنا أحمد بن الخليل، حدثنا إبراهيم بن محمد الحلبي، حدثني محمد بن عبد الله بن عمر بن القاسم، أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً: إقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر، فهذا لا أصل له من حديث مالك، بل هو معروف من حديث حذيفة بن اليمان 31 .
وقال الدار قطني: العمري هذا يحدث عن مالك بأباطيل، وقال ابن منده: له مناكير) 32 .
وأضاف ابن حجر: (وقال العقيلي بعد تخريجه: هذا حديث منكر لا أصل له، وأخرجه الدار قطني من رواية أحمد الخليلي الضمري بسنده وساق بسند كذلك ثم قال: لا يثبت والعمري ضعيف) 33 .
وقال الذهبي وابن حجر في ترجمة (أحمد بن محمد بن غالب الباهلي): (ومن مصائبه قال: حدثنا محمد بن عبد الله العمري، حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله: (إقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر) فهذا ملصق بمالك، وقال أبو بكر النقاش: وهو واهٍ) 34 .
وعليه فرواية ابن عمر أيضاً ضعيفة، وكلام العقيلي والذهبي وابن حجر العسقلاني وغيرهم يفيد أنها موضوعة على ابن عمر، وأنه لم يروها!!.
وأما رواية حذيفة بن اليمان فقد أخرجها أحمد في مسنده 35 وفي فضائل الصحابة 36 وابن أبي شيبة في مصنفه 37 ، والحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين 38 وابن ماجة في سننه 39 والبيهقي في السنن الكبرى 40 ، والطبراني في المعجم الأوسط 41 ، والطحاوي في شمكل الاثار 42 ، من طرق عن سفيان الثوري عن عبد الملك بن عمير عن مولى لربعي بن حراش عن حذيفة