منذ سنتين

ما يجب علينا معرفته بالنسبة إلى الله ، و ما هي الأمور الداعية إلى معرفته سبحانه و تعالى ؟


يمكن تلخيص رسالة الأنبياء في دعوة الناس ـ ابتداءً ـ إلى معرفة الله سبحانه و تعالى ذلك لأن معرفته سبحانه أساس كل خير ، و هي رأس العلم و أعلى المعارف و أوجبها ، فأول العلم معرفة الجبار ، و لأن معرفة الله تستلزم تقيد الإنسان بالوظائف الشرعية ، و الموازين الأخلاقية ، و الحقوق الإجتماعية . أما حدود ما يلزم علينا تحصيله من المعرفة بالنسبة إلى الله تعالى فهي كما بيّنها الرسول المصطفى ( صلَّى الله عليه و آله ) عندما سُئل عن ذلك كما ورد في الحديث : عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ ( صلى الله عليه و آله ) ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ : عَلِّمْنِي مِنْ غَرَائِبِ الْعِلْمِ ؟ قَالَ : " مَا صَنَعْتَ فِي رَأْسِ الْعِلْمِ حَتَّى تَسْأَلَ عَنْ غَرَائِبِهِ " ؟ قَالَ الرَّجُلُ : مَا رَأْسُ الْعِلْمِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " مَعْرِفَةُ اللَّهِ حَقَّ مَعْرِفَتِهِ " . قَالَ الْأَعْرَابِيُّ : وَ مَا مَعْرِفَةُ اللَّهِ حَقَّ مَعْرِفَتِهِ ؟ قَالَ : " تَعْرِفُهُ بِلَا مِثْلٍ ، وَ لَا شِبْهٍ ، وَ لَا نِدٍّ ، وَ أَنَّهُ وَاحِدٌ أَحَدٌ ، ظَاهِرٌ بَاطِنٌ ، أَوَّلُ آخِرُ ، لَا كُفْوَ لَهُ وَ لَا نَظِيرَ ، فَذَلِكَ حَقُّ مَعْرِفَتِه " 1 . الأمور الداعية لمعرفة الله : أما الأمور الداعية لمعرفة الله سبحانه و تعالى فيمكن تلخيصها كما يلي : 1. الاستجابة لهتاف العقل الداعي إلى معرفة البارئ و الخالق للكون و الحياة . 2. محاولة دفع الأضرار المحتملة التي نبّه عليها الأنبياء و الصلحاء . 3. السعي ـ بحكم العقل و الوجدان ـ لشكر المنعم الذي أنعم علينا بكل ما نلمسه و ما لا نلمسه من نعمٍ و خيرات غير قابلة للعدّ و الإحصاء و التي تغمر حياتنا .