منذ سنتين

ما هو المِلاك في تمييز أصول الدين الإسلامي عن فروعه ؟


لمعرفة المِلاك في تقسيم الدين إلى أصول و فروع لابد و أن نتعرَّف أولاً على معاني الألفاظ التالية في المصطلح الاسلامي ، و الألفاظ هي : 1. الدين . 2. أصول الدين . 3. فروع الدين . معنى الدين : إستُعملت كلمة " الدِين " في اللغة العربية و كذلك في المُصطلح الاسلامي في معاني عديدة منها : 1. الجزاء : مثل قول الله عزَّ و جلَّ : ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ 1 أي مالك يوم الجزاء . و قوله تعالى : ﴿ إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ﴾ 2 . و لقد استُعمل " الدين " في الأحاديث الشريفة أيضا بمعنى الجزاء في مواضع ، منها ما رُوي عَنْ الامام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) : " قَالَ مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ ابْنَ آدَمَ كُنْ كَيْفَ شِئْتَ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ ... " 3 أي كما تُجازِي تُجازَى . 2. الطاعة : مثل قول الله عزَّ و جلَّ : ﴿ وَلَهُ مَا فِي الْسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللّهِ تَتَّقُونَ ﴾ 4 . و قوله عزَّ من قائل : ﴿ ... وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ ... ﴾ 5 . و قد استُعمل " الدين " في الأحاديث الشريفة بمعنى الطاعة في مواضع كثيرة ، منها : " العلم دينٌ يُدان به " 6 أي طاعة يُطاع الله به ، و دانَ الرَجُلُ بالإسلام ديناً ، أي تَعبَّد الرجل بالإسلام و تديّن به . الدين في تعاريف العلماء : عَرَّف العلماءُ الدينَ بتعاريفٍ مختلفة نشير إلى أهمها كالتالي : 1. بأنه : " أسم لجميع ما يُعبد به الله " 7 . 2. بأنه : " وضع إلهي لأولي الألباب يتناول الأصول و الفروع " 8 . 3. بأنه : " ما يدان به من الطاعات مع اجتناب المحرمات " 9 . 4. بأنه : " وضع الهي سائق لذوي العقول باختيارهم المحمود إلى ما هو خير بالذات " 10 . 5. بأنه : " وضع الهي سائق لذوي العقول باختيارهم المحمود إلى الخير بالذات قلبياً كان أو قالبياً ، كالاعتقاد و الصلاة " 11 . تعريفنا للدين : و لو أردنا أن نُعرِّف الدين بتعريف جامع و مختصر قلنا : الدين : " معرفة و طاعة حسب النهج الإلهي " . معنى أصول الدين : إن الأصول و الأسس التحتية لفكر الإنسان و سلوكه العقائدي و الفكري تسمى بأصول الدين ، و يراد بها الأمور التي ترتبط بعقيدة الإنسان و سلوكه الفكري و التي تبتنى عليها فروع الدين التي ترتبط بأفعال الإنسان أي سلوكه العملي ، فما يرتبط من أحكام الدين بتوجيه السلوك النظري للإنسان ـ أي المعرفة و العقيدة ـ تُسمى بأصول الدين . معنى فروع الدين : تُسمى الأحكام الدينية التي شُرِّعت لتوجيه سلوك الإنسان العملي و العبادي و تنظيم حياته الفردية و الاجتماعية و إرشاده إلى ما فيه خيره و صلاحه بفروع الدين . صفوة القول : إن الدين مجموعة من الأصول و الأسس و التعاليم و السنن ، فما خصَّ العقيدة عُدَّ من الأصول ، و ما خصَّ الشريعة عُدَّ من الفروع ، و ذلك لأن الاعتقاد بالأسس مقدم على العمل بالأحكام ، لذا فتُعتبر أصلاً ، كما أن قبول الأحكام الشريعة و العمل بها لكونها متوقفة على الاعتقاد بتلك الأصول فتُعتبر فرعاً بالنسبة لها . ثم إن المشهور بين علماء الكلام من الشيعة الإمامية الاثنا عشرية ، هو أن أصول الدين خمسة ، يجب أن يكون الاعتقاد بها عن طريق الدليل و البرهان ، و هي كالتالي : 1. التوحيد . 2. العدل . 3. النبوة . 4. الامامة . 5. المعاد . أما فروع الدين فهي : 1. الصلاة . 2. الصيام . 3. الحج . 4. الزكاة . 5. الخمس . 6. الجهاد . 7. الأمر بالمعروف . 8. النهي عن المنكر ، و غيرها . ٩. موالاة اهل البيت (عليهم السلام) ١٠. البراءة من اعدائهم.    

1