السیاسات و الشروط
عربي
Urdu
Azeri
فارسی
منذ 3 سنوات
حسن الظنّ بالله *
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما معنى حُسن الظنّ بالله؟
الشيخ صالح الكرباسي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته معنى حُسن الظنّ بالله (عزّ وجلّ): هو اعتماد الإنسان المؤمن على ربِّه في أموره كلّها، ويقينه الكامل وثقته التامة بوعد الله ووعيده، واطمئنانه بما عند الله، وعدم الاتّكال المُطلق على تدبير نفسه وما يقوم به من أعمال . والأحاديث التي تؤكّد هذا المعنى كثيرة منها: ما رواه الشيخ الكُليني عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ(عليه السَّلام) يَقُولُ : " حُسْنُ الظَّنِّ بِاللَّهِ: أَنْ لَا تَرْجُوَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا تَخَافَ إِلَّا ذَنْبَكَ ".(الكليني،الكافي:ج٢،ص٧٢). وروى الشيخ الكُليني أيضاً عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السَّلام) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلَّى الله عليه و آله): " قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: لَا يَتَّكِلِ الْعَامِلُونَ عَلَى أَعْمَالِهِمُ الَّتِي يَعْمَلُونَهَا لِثَوَابِي، فَإِنَّهُمْ لَوِ اجْتَهَدُوا وَأَتْعَبُوا أَنْفُسَهُمْ أَعْمَارَهُمْ فِي عِبَادَتِي كَانُوا مُقَصِّرِينَ غَيْرَ بَالِغِينَ فِي عِبَادَتِهِمْ كُنْهَ عِبَادَتِي فِيمَا يَطْلُبُونَ عِنْدِي مِنْ كَرَامَتِي وَالنَّعِيمِ فِي جَنَّاتِي وَرَفِيعِ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى فِي جِوَارِي، وَلَكِنْ بِرَحْمَتِي فَلْيَثِقُوا، وَفَضْلِي فَلْيَرْجُوا، وَإِلَى حُسْنِ الظَّنِّ بِي فَلْيَطْمَئِنُّوا، فَإِنَّ رَحْمَتِي عِنْدَ ذَلِكَ تُدْرِكُهُمْ، وَمَنِّي يُبَلِّغُهُمْ رِضْوَانِي، وَمَغْفِرَتِي تُلْبِسُهُمْ عَفْوِي، فَإِنِّي أَنَا اللَّهُ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ، وَبِذَلِكَ تَسَمَّيْتُ".(الكليني،الكافي:ج٢،ص٧٢). وهنا لا بُدَّ من الإشارة إلى أنّ الإنسان لا يتمكن من بلوغ مرتبة حُسن الظنّ بالله إلّا من خلال معرفته بربه، ومن الواضح أنّ لِحُسن الظنّ بالله ومعرفته درجات ومراتب، فكلّما زادت معرفة الإنسان بالله إزداد حُسن ظنّه به. هذا وأنّ حُسن الظنّ بالله المصحوب بالعمل الصالح هو السبب القوي والركن الوثيق الذي يجب على الإنسان أن يتوجَّه إليه ويجعله وسيلةً للحصول على خير الدنيا والآخرة . فقد رَوى الشيخ الكُليني ( قدَّس الله نفسه الزَّكية )، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السَّلام) قَالَ : "وَجَدْنَا فِي كِتَابِ عَلِيٍّ (عليه السَّلام): أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلَّى الله عليه و آله) قَالَ وَهُوَ عَلَى مِنْبَرِهِ: وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، مَا أُعْطِيَ مُؤْمِنٌ قَطُّ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا بِحُسْنِ ظَنِّهِ بِاللَّهِ وَرَجَائِهِ لَهُ وَحُسْنِ خُلُقِهِ وَالْكَفِّ عَنِ اغْتِيَابِ الْمُؤْمِنِينَ . وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ، لَا يُعَذِّبُ اللَّهُ مُؤْمِناً بَعْدَ التَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ إِلَّا بِسُوءِ ظَنِّهِ بِاللَّهِ وَتَقْصِيرِهِ مِنْ رَجَائِهِ وَسُوءِ خُلُقِهِ وَاغْتِيَابِهِ لِلْمُؤْمِنِينَ . وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، لَا يَحْسُنُ ظَنُّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ بِاللَّهِ إِلَّا كَانَ اللَّهُ عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ؛ لِأَنَّ اللَّهَ كَرِيمٌ بِيَدِهِ الْخَيْرَاتُ يَسْتَحْيِي أَنْ يَكُونَ عَبْدُهُ الْمُؤْمِنُ قَدْ أَحْسَنَ بِهِ الظَّنَّ، ثُمَّ يُخْلِفَ ظَنَّهُ وَرَجَاءَهُ، فَأَحْسِنُوا بِاللَّهِ الظَّنَّ وَارْغَبُوا إِلَيْهِ".(الكليني،الكافي:ج٢،ص٧٢). ثمّ إنّ حُسن الظنّ بالله هو رأس العبادة: فقد رُويَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صلَّى الله عليه و آله) أَنَّهُ قَالَ: "
... المزید
وَ رَأْسُ الْعِبَادَةِ حُسْنُ الظَّنِّ بِاللَّهِ ".(الريشهري، ميزان الحكمة:ج٢،ص١٧٨٨). هذا وأنّ منشأ الخيرات هو حُسن الظنّ بالله، كما وأنّ سوء الظنّ بالله هو منشأ الشرور، فقد جاء في كتاب الإمام أمير المؤمنين (عليه السَّلام) الذي كتبه للأشتر النخعي لمّا ولّاه على مصر: " ... فَإِنَّ الْبُخْلَ وَالْجُبْنَ وَالْحِرْصَ غَرَائِزُ شَتَّى يَجْمَعُهَا سُوءُ الظَّنِّ بِاللَّهِ".( الريشهري، ميزان الحكمة:ج٢،ص١٧٨٦). ودمتم موفقين.
العقائدية
التوحيد
معرفة الله
معرفة الله
التوكل على الله
الله
حسن الظن بالله
5
عذراً؛ لإستخدام هذه الميزة، يرجى تحميل تطبيق المجيب.
×
تثبيت تطبيق المجيب
تثبيت