logo-img
السیاسات و الشروط
منذ 3 سنوات

ما هو مصحف علي ؟


كتابة القران كان القرآن الكريم مكتوباً كله في عهد رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) ، لكنه لم يكن مرتباً و لا مجموعاً في مصحف واحد ، بل كان منثوراً على العسب 1 و اللخاف 2 و الرقاع ، و قطع الأديم 3 ، و عظام الأكتاف ، و الأضلاع ، و بعض الحرير و القراطيس ، و محفوظاً في صدور الرجال أيضاً . وصية رسول الله لعلي في جمع القران رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) قَالَ لِعَلِيٍّ : " يَا عَلِيُّ ، الْقُرْآنُ خَلْفَ فِرَاشِي فِي الْمُصْحَفِ ، وَ الْحَرِيرِ ، وَ الْقَرَاطِيسِ ، فَخُذُوهُ وَ اجْمَعُوهُ ، وَ لَا تُضَيِّعُوهُ كَمَا ضَيَّعَتِ الْيَهُودُ التَّوْرَاةَ " 4 . من جمع القران ؟ كان الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) أول من تصدى لجمع القرآن الكريم بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه و آله ) مباشرة 5 ، و ذلك بناءً على وصيته ( صلى الله عليه و آله ) له بذلك ، فما أن ارتحل رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) حتى التزم علي ( عليه السَّلام ) بيته و لم يخرج منه و آلَى على نفسه ألا يخرج منه حتى ينتهي من جمع القرآن ، قائلاً : " آلَيْتُ عَلَى نَفْسِي يَمِيناً أَنْ لَا أَرْتَدِيَ بِرِدَاءٍ إِلَّا لِلصَّلَاةِ حَتَّى أُؤَلِّفَ الْقُرْآنَ وَ أَجْمَعَه‏ " 6 . و فعلا فقد تمكن علي ( عليه السَّلام ) من القيام بالمهمة التي أوكلها النبي ( صلى الله عليه و آله ) له بكل كفاءة و جدارة ، و كانت النتيجة أنه أخرج إلى القوم المصحف مرتباً حسب ترتيب نزوله ، و بهامشه ما نزل على الرسول ( صلى الله عليه و آله ) من التفسير و التأويل بشأن الآيات . قال سلمان الفارسي ( المحمدي ) ـ و هو يذكر الأحداث التي أعقبت وفاة الرسول ( صلى الله عليه و آله ) ، و التي منها تصدي علي ( عليه السَّلام ) لجمع القرآن الكريم ـ : ... المزید لَزِمَ بَيْتَهُ وَ أَقْبَلَ عَلَى الْقُرْآنِ يُؤَلِّفُهُ 7 وَ يَجْمَعُهُ ، فَلَمْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ حَتَّى جَمَعَهُ وَ كَانَ فِي الصُّحُفِ 8 وَ الشِّظَاظِ 9 وَ الْأَكْتَافِ 10 وَ الرِّقَاعِ 11 ، فَلَمَّا جَمَعَهُ كُلَّهُ وَ كَتَبَهُ بِيَدِهِ تَنْزِيلَهُ وَ تَأْوِيلَهُ 12 ، وَ النَّاسِخَ مِنْهُ وَ الْمَنْسُوخَ ، بَعَثَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ : اخْرُجْ فَبَايِعْ . فَبَعَثَ إِلَيْهِ عَلِيٌّ ( عليه السَّلام ) : " أَنِّي مَشْغُولٌ ، وَ قَدْ آلَيْتُ عَلَى نَفْسِي يَمِيناً أَنْ لَا أَرْتَدِيَ بِرِدَاءٍ إِلَّا لِلصَّلَاةِ حَتَّى أُؤَلِّفَ الْقُرْآنَ وَ أَجْمَعَهُ " . فَسَكَتُوا عَنْهُ أَيَّاماً ، فَجَمَعَهُ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَ خَتَمَهُ . ثُمَّ خَرَجَ إِلَى النَّاسِ وَ هُمْ مُجْتَمِعُونَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) ، فَنَادَى عَلِيٌّ ( عليه السَّلام ) بِأَعْلَا صَوْتِهِ : " أَيُّهَا النَّاسُ أَنِّي لَمْ أَزَلْ مُنْذُ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) مَشْغُولًا بِغُسْلِهِ ، ثُمَّ بِالْقُرْآنِ حَتَّى جَمَعْتُهُ كُلَّهُ فِي هَذَا الثَّوْبِ الْوَاحِدِ ، فَلَمْ يُنْزِلِ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ آيَةً مِنْهُ إِلَّا وَ قَدْ جَمَعْتُهَا ، وَ لَيْسَتْ مِنْهُ آيَةٌ إِلَّا وَ قَدْ أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) وَ عَلَّمَنِي تَأْوِيلَهَا " 6 .

8