logo-img
السیاسات و الشروط
منذ 3 سنوات

ما معنى السحاق او المساحقة و ما حكمها الشرعي ؟


المعنى اللغوي للمساحقة السحاق و السحق و المساحقة في اللغة العربية كلها بمعنى واحد ، يراد بها دَلْكُ فَرج الأنثى بفرج أخرى بدافع الاستمتاع الجنسي . و يرادف كلمة السحاق بالإنجليزية : Lesbianism ، و قيل أن أصل كلمة " Lesbianism " إغريقي يعود إلى جزيرة " Lesbos " اليونانية و هي مسقط رأس الشاعرة اليونانية " Sappho " الشاذة جنسياً و التي كانت تمارس السحاق مع النساء اليونانيات في القرن السادس قبل الميلاد . محتويات   المعنى اللغوي للمساحقة الحكم الشرعي للمساحقة العقاب الدنيوي للمساحقة العقاب الاخروي للمساحقة المساحقة تاريخيا من هم اصحاب الرس ؟ الحكم الشرعي للمساحقة المساحقة معصية كبيرة من أشد الكبائر و من أعظم المحرمات ، و هي من أنواع الإنحراف و الشذوذ الجنسي ، أو الممارسات الجنسية المثلية الخاطئة المخالفة للفطرة الإنسانية السليمة ، فقد رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ( صلى الله عليه و آله ) أنَّهُ قَالَ : " سِحَاقُ النِّسَاءِ بَيْنَهُنَّ زِنًى " 1 . بل عُبِّرَ عن السحاق في بعض الروايات بأنه الزنا الأكبر ، و في رواية أخرى أن السحاقيات ملعونات 2 . العقاب الدنيوي للمساحقة أما عقابها الدنيوي فحدُّها حدَّ الزاني مئة جلدة ، فإذا ساحقت الأنثى غير المتزوجة أنثى غير متزوجة فالحد الشرعي الواجب على كل واحدة منهما مائة جلدة ، و أما إن كانتا متزوجتين و محصنتين 3 كان على كل واحدة منهما الرجم . وَ عَنِ النَّبِيِّ ( صلى الله عليه و آله ) أنَّهُ قَالَ: "السَّحْقُ فِي النِّسَاءِ بِمَنْزِلَةِ اللِّوَاطِ فِي الرِّجَالِ ، فَمَنْ فَعَلَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً فَاقْتُلُوهُمَا ، ثُمَّ اقْتُلُوهُمَا" 4 . و يثبت الحكم في السحاق بقيام البيِّنة ، و هي شهادة أربعة عدول ، أو إقرار المرأة على نفسها أربع مرات دفعة بعد أخرى من غير إكراه ، مع كمال عقلها ، و إذا تكررت المساحقة تقتل الفاعلة و المفعولة ، و يسقط حد السحق بالتوبة قبل إقامة البينة الشرعية . العقاب الاخروي للمساحقة عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ جَرِيرٍ ، قَالَ‏ سَأَلَتْنِي امْرَأَةٌ أَنْ أَسْتَأْذِنَ لَهَا عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ 5 ( عليه السَّلام ) ، فَأَذِنَ لَهَا ، فَدَخَلَتْ ... المزید . فَقَالَتْ : أَخْبِرْنِي عَنِ اللَّوَاتِي مَعَ اللَّوَاتِي ، مَا حَدُّهُنَّ فِيهِ ؟ قَالَ : " حَدُّ الزِّنَا ، إِنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يُؤْتَى بِهِنَّ قَدْ أُلْبِسْنَ مُقَطَّعَاتٍ مِنْ نَارٍ ، وَ قُنِّعْنَ بِمَقَانِعَ مِنْ نَارٍ ، وَ سُرْوِلْنَ مِنَ النَّارِ ، وَ أُدْخِلَ فِي أَجْوَافِهِنَّ إِلَى رُءُوسِهِنَّ أَعْمِدَةٌ مِنْ نَارٍ ، وَ قُذِفَ بِهِنَّ فِي النَّارِ ... " 6 . المساحقة تاريخيا قال الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) لإمرأةٍ سالته عن المساحقة : " ... أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ ، إِنَّ أَوَّلَ مَنْ عَمِلَ هَذَا الْعَمَلَ قَوْمُ لُوطٍ ، فَاسْتَغْنَى الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ ، فَبَقِيَ النِّسَاءُ بِغَيْرِ رِجَالٍ ، فَفَعَلْنَ كَمَا فَعَلَ رِجَالُهُنَّ " 6 . و هي أيضاً من الذنوب التي كانت عليها النساء من أصحاب الرَّس . فقد رُوِيَ عن الإمام جعفر الصادق ( عليه السَّلام ) أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهِ نِسْوَةٌ ، فَسَأَلَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ عَنِ السَّحْقِ ؟ فَقَالَ : " حَدُّهَا حَدُّ الزَّانِي " . فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ : مَا ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذَلِكَ فِي الْقُرْآنِ ؟ فَقَالَ : " بَلَى " . قَالَتْ : وَ أَيْنَ هُوَ ؟ قَالَ : " هُنَّ أَصْحَابُ الرَّسِّ " 7 . من هم اصحاب الرس ؟ قال الله عَزَّ و جَلَّ : ﴿ وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا ﴾ 8 . و قال عَزَّ مِنْ قائل : ﴿ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ ﴾ 9 . أصحاب الرَّس نسبة إلى نهر أو بئر يُعرف بالرَّس بآذربايجان ، و هم قوم كذَّبوا الأنبياء و الرسل ، و اختاروا الممارسات الجنسية الشاذة و المحرمة كاللواط و السحاق ، فاستغنى رجالهم بالرجال و نساؤهم بالنساء فأهلكهم الله . و في تفسير القمي : أَصْحَابُ الرَّسِّ هُمُ الَّذِينَ هَلَكُوا لِأَنَّهُمْ اسْتَغْنَوُا الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ وَ النِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ ، وَ الرَّسُّ نَهَرٌ بِنَاحِيَةِ آذَرْبَايْجَانَ 10 . و جاء في معاني الأخبار في مَعْنَى أَصْحَابِ الرَّسِّ : أَنَّهُمْ نُسِبُوا إِلَى نَهَرٍ يُقَالُ لَهُ الرَّسُّ مِنْ بِلَادِ الْمَشْرِقِ ، وَ قَدْ قِيلَ إِنَّ الرَّسَّ هُوَ الْبِئْرُ ، وَ إِنَّ أَصْحَابَهُ رَسُّوا نَبِيَّهُمْ بَعْدَ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ ( عليهما السلام ) ، وَ كَانُوا قَوْماً يَعْبُدُونَ شَجَرَةَ صَنَوْبَرٍ يُقَالُ لَهَا " شَاهْ دِرَخْتْ " كَانَ غَرَسَهَا يَافِثُ بْنُ نُوحٍ ، فَأَنْبَتَتْ لِنُوحٍ بَعْدَ الطُّوفَانِ ، وَ كَانَ نِسَاؤُهُمْ يَشْتَغِلْنَ بِالنِّسَاءِ عَنِ الرِّجَالِ ، فَعَذَّبَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِرِيحٍ عَاصِفٍ شَدِيدَةِ الْحُمْرَةِ ، وَ جَعَلَ الْأَرْضَ مِنْ تَحْتِهِمْ حَجَرَ كِبْرِيتٍ يَتَوَقَّدُ ، وَ أَظَلَّتْهُمْ سَحَابَةٌ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ ، فَانْكَفَّتْ عَلَيْهِمْ كَالْقُبَّةِ جَمْرَةً تَلْتَهِبُ فَذَابَتْ أَبْدَانُهُمْ كَمَا يَذُوبُ الرَّصَاصُ فِي النَّارِ 11 . و عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أنَّهُ قَالَ : سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَى 12 ( عليه السَّلام ) عَنْ أَصْحَابِ الرَّسِّ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ ، مَنْ هُمْ ، وَ مِمَّنْ هُمْ ، وَ أَيَّ قَوْمٍ كَانُوا ؟ فَقَالَ : " كَانَا رَسَّيْنِ 13 : أَمَّا أَحَدُهُمَا ، فَلَيْسَ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ ، كَانَ أَهْلُهُ أَهْلَ بَدْوٍ وَ أَصْحَابَ شَاةٍ وَ غَنَمٍ ، فَبَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِمْ صَالِحَ النَّبِيِّ ( عليه السَّلام ) رَسُولًا فَقَتَلُوهُ ، وَ بَعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولًا آخَرَ فَقَتَلُوهُ ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولًا آخَرَ وَ عَضَدَهُ بِوَلِيٍّ ، فَقَتَلُوا الرَّسُولَ ، وَ جَاهَدَ الْوَلِيُّ حَتَّى أَفْحَمَهُمْ ، وَ كَانُوا يَقُولُونَ إِلَهُنَا فِي الْبَحْرِ ، وَ كَانُوا عَلَى شَفِيرِهِ ، وَ كَانَ لَهُمْ عِيدٌ فِي السَّنَةِ يَخْرُجُ حُوتٌ عَظِيمٌ مِنَ الْبَحْرِ فِي تِلْكَ الْيَوْمِ فَيَسْجُدُونَ لَهُ . فَقَالَ وَلِيُّ صَالِحٍ لَهُمْ : لَا أُرِيدُ أَنْ تَجْعَلُونِي رَبّاً ، وَ لَكِنْ هَلْ تُجِيبُونِي إِلَى مَا دَعَوْتُكُمْ إِنْ أَطَاعَنِي ذَلِكَ الْحُوتُ ؟ فَقَالُوا : نَعَمْ ، وَ أَعْطَوْهُ عُهُوداً وَ مَوَاثِيقَ . فَخَرَجَ حُوتٌ رَاكِبٌ عَلَى أَرْبَعَةِ أَحْوَاتٍ ، فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَيْهِ خَرُّوا سُجَّداً ، فَخَرَجَ وَلِيُّ صَالِحٍ النَّبِيِّ إِلَيْهِ ، وَ قَالَ لَهُ : ائْتِنِي طَوْعاً أَوْ كَرْهاً بِسْمِ اللَّهِ الْكَرِيمِ ، فَنَزَلَ عَنْ أَحْوَاتِهِ . فَقَالَ الْوَلِيُّ : ايتِنِي عَلَيْهِنَّ لِئَلَّا يَكُونَ مِنَ الْقَوْمِ فِي أَمْرِي شَكٌّ ، فَأَتَى الْحُوتُ إِلَى الْبَرِّ يَجُرُّهَا وَ تَجُرُّهُ إِلَى عِنْدِ وَلِيِّ صَالِحٍ ، فَكَذَّبُوهُ بَعْدَ ذَلِكَ ، فَأَرْسَلَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ رِيحاً فَقَذَفَتْهُمْ فِي الْيَمِّ ـ أَيِ الْبَحْرِ ـ وَ مَوَاشِيَهُمْ ، فَأَتَى الْوَحْيُ إِلَى وَلِيِّ صَالِحٍ بِمَوْضِعِ ذَلِكَ الْبِئْرِ ، وَ فِيهَا الذَّهَبُ وَ الْفِضَّةُ ، فَانْطَلَقَ فَأَخَذَهُ فَفَضَّهُ عَلَى أَصْحَابِهِ بِالسَّوِيَّةِ عَلَى الصَّغِيرِ وَ الْكَبِيرِ . وَ أَمَّا الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ ، فَهُمْ قَوْمٌ كَانَ لَهُمْ نَهَرٌ يُدْعَى الرَّسَّ ، وَ كَانَ فِيهِمْ أَنْبِيَاءُ كَثِيرَةٌ " . فَسَأَلَهُ رَجُلٌ : وَ أَيْنَ الرَّسُّ ؟ فَقَالَ : " هُوَ نَهَرٌ بِمُنْقَطَعِ آذَرْبِيجَانَ ، وَ هُوَ بَيْنَ حَدِّ إِرْمِينِيَةَ وَ آذَرْبِيجَانَ ، وَ كَانُوا يَعْبُدُونَ الصُّلْبَانَ ، فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ ثَلَاثِينَ نَبِيّاً فِي مَشْهَدٍ وَاحِدٍ ، فَقَتَلُوهُمْ جَمِيعا ،ً فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ نَبِيّاً وَ بَعَثَ مَعَهُ وَلِيّاً فَجَاهَدَهُمْ ، وَ بَعَثَ اللَّهُ مِيكَائِيلَ فِي أَوَانِ وُقُوعِ الْحَبِّ وَ الزَّرْعِ فَأَنْضَبَ مَاءَهُمْ ، فَلَمْ يَدَعْ عَيْناً وَ لَا نَهَراً وَ لَا مَاءً لَهُمْ إِلَّا أَيْبَسَهُ ، وَ أَمَرَ مَلَكَ الْمَوْتِ فَأَمَاتَ مَوَاشِيَهُمْ ، وَ أَمَرَ اللَّهُ الْأَرْضَ فَابْتَلَعَتْ مَا كَانَ لَهُمْ مِنْ تِبْرٍ أَوْ فِضَّةٍ أَوْ آنِيَةٍ ـ فَهُوَ لِقَائِمِنَا ( عليه السَّلام ) إِذَا قَامَ ـ فَمَاتُوا كُلُّهُمْ جُوعاً وَ عَطَشاً ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ بَاقِيَةٌ ، وَ بَقِيَ مِنْهُمْ قَوْمٌ مُخْلِصُونَ فَدَعَوُا اللَّهَ أَنْ يُنْجِيَهُمْ بِزَرْعٍ وَ مَاشِيَةٍ وَ مَاءٍ ، وَ يَجْعَلَهُ قَلِيلًا لِئَلَّا يَطْغَوْا ، فَأَجَابَهُمُ اللَّهُ إِلَى ذَلِكَ لِمَا عَلِمَ مِنْ صِدْقِ نِيَّاتِهِمْ . ثُمَّ عَادَ الْقَوْمُ إِلَى مَنَازِلِهِمْ فَوَجَدُوهَا قَدْ صَارَتْ أَعْلَاهَا أَسْفَلَهَا ، وَ أَطْلَقَ اللَّهُ لَهُمْ نَهَرَهُمْ وَ زَادَهُمْ فِيهِ عَلَى مَا سَأَلُوا ، فَقَامُوا عَلَى الظَّاهِرِ وَ الْبَاطِنِ فِي طَاعَةِ اللَّهِ ، حَتَّى مَضَى أُولَئِكَ الْقَوْمُ وَ حَدَثَ بَعْدَ ذَلِكَ نَسْلٌ أَطَاعُوا اللَّهَ فِي الظَّاهِرِ وَ نَافَقُوهُ فِي الْبَاطِنِ ، وَ عَصَوْا بِأَشْيَاءَ شَتَّى ، فَبَعَثَ اللَّهُ مَنْ أَسْرَعَ فِيهِمُ الْقَتْلَ فَبَقِيَتْ شِرْذِمَةٌ مِنْهُمْ ، فَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الطَّاعُونَ فَلَمْ يُبْقِ مِنْهُمْ أَحَداً ، وَ بَقِيَ نَهَرُهُمْ وَ مَنَازِلُهُمْ مِائَتَيْ عَامٍ لَا يَسْكُنُهَا أَحَدٌ . ثُمَّ أَتَى اللَّهُ تَعَالَى بِقَوْمٍ بَعْدَ ذَلِكَ فَنَزَلُوهَا وَ كَانُوا صَالِحِينَ ، ثُمَّ أَحْدَثَ قَوْمٌ مِنْهُمْ فَاحِشَةً ، وَ اشْتَغَلَ الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ وَ النِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ ، فَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ صَاعِقَةً فَلَمْ يُبْقِ مِنْهُمْ بَاقِيَةً " 11 . وللمزيد من المعلومات يمكنك مراجعة: الشذوذ الجنسي و طرق معالجته .

3