منذ سنتين

ما هي خطبة فاطمة الزهراء في نساء المهاجرين و الانصار ؟


حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَطَّانُ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحُسَيْنِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حُمَيْدٍ اللَّخْمِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُهَلَّبِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ (عليه السَّلام)، قَالَ: لَمَّا اشْتَدَّتْ عِلَّةُ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه و آله) اجْتَمَعَ عِنْدَهَا نِسَاءُ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ، فَقُلْنَ لَهَا يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ كَيْفَ أَصْبَحْتِ مِنْ عِلَّتِكِ؟ فَقَالَتْ: "أَصْبَحْتُ وَ اللَّهِ عَائِفَةً لِدُنْيَاكُمْ 1 ، قَالِيَةً 2 لِرِجَالِكُمْ‏ 3 ، لَفَظْتُهُمْ قَبْلَ أَنْ عَجَمْتُهُمْ 4 ، وَ شَنَأْتُهُمْ بَعْدَ أَنْ سَبَرْتُهُمْ 5 ، فَقُبْحاً لِفُلُولِ الْحَدِّ 6 وَ خَوَرِ الْقَنَاةِ 7 وَ خَطَلِ الرَّأْيِ 8 ، وَ ﴿ ... لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ﴾ 9 ، لَا جَرَمَ لَقَدْ قَلَّدْتُهُمْ رِبْقَتَهَا 10 ، وَ شَنَنْتُ عَلَيْهِمْ عَارَهَا 11 فَجَدْعاً وَ عَقْراً وَ سُحْقاً 12 لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ. وَيْحَهُمْ أَنَّى زَحْزَحُوهَا عَنْ رَوَاسِي الرِّسَالَةِ 13 وَ قَوَاعِدِ النُّبُوَّةِ 14 وَ مَهْبِطِ الْوَحْيِ الْأَمِينِ 15 وَ الطَّبِينِ بِأَمْرِ الدُّنْيَا وَ الدِّينِ 16 - ﴿ ... أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ 17 ‏، وَ مَا نَقَمُوا مِنْ‏ أَبِي‏ حَسَنٍ‏ 18 نَقَمُوا وَ اللَّهِ مِنْهُ نَكِيرَ سَيْفِهِ 19 وَ شِدَّةَ وَطْأَتِهِ وَ نَكَالَ وَقْعَتِهِ 20 وَ تَنَمُّرَهُ فِي ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ 21 ، وَ اللَّهِ لَوْ تَكَافُّوا عَنْ زِمَامٍ نَبَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه و آله) لَاعْتَلَقَهُ 22 وَ لَسَارَ بِهِمْ سَيْراً سُجُحاً 23 لَا يَكْلُمُ خِشَاشُهُ 24 وَ لَا يُتَعْتَعُ رَاكِبُهُ 25 ، وَ لَأَوْرَدَهُمْ مَنْهَلًا نَمِيراً فَضْفَاضاً تَطْفَحُ ضِفَّتَاهُ 26 ، وَ لَأَصْدَرَهُمْ بِطَاناً 27 قَدْ تَخَيَّرَ لَهُمُ الرَّيَ‏ غَيْرَ مُتَحَلٍّ مِنْهُ بِطَائِلٍ 28 إِلَّا بِغَمْرِ الْمَاءِ وَ رَدْعِهِ سَوْرَةَ السَّاغِبِ، وَ لَفُتِحَتْ عَلَيْهِمْ بَرَكَاتُ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ، وَ سَيَأْخُذُهُمُ اللَّهُ‏ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ،‏ أَلَا هَلُمَّ فَاسْمَعْ‏ وَ مَا عِشْتَ أَرَاكَ الدَّهْرُ الْعَجَبَ، وَ إِنْ تَعْجَبْ وَ قَدْ أَعْجَبَكَ الْحَادِثُ، إِلَى أَيِّ سِنَادٍ اسْتَنَدُوا وَ بِأَيَّةِ عُرْوَةٍ تَمَسَّكُوا 29 ، اسْتَبْدَلُوا الذُّنَابَى وَ اللَّهِ بِالْقَوَادِمِ 30 ، وَ الْعَجُزَ بِالْكَاهِلِ 31 ، فَرَغْماً لِمَعَاطِسِ 32 قَوْمٍ‏ ﴿ ... يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾ 33 - ﴿  أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِنْ لَا يَشْعُرُونَ  ﴾ 34 - ﴿ ... أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَىٰ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾ 35 - أَمَا لَعَمْرُ إِلَهِكَ لَقَدْ لَقِحَتْ 36 فَنَظِرَةٌ رَيْثَمَا تُنْتَجُ 37 ثُمَّ احْتَلَبُوا طِلَاعَ الْقَعْبِ دَماً عَبِيطاً 38 وَ زُعَافاً مُمْقِراً، هُنَالِكَ‏ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ‏ وَ يَعْرِفُ التَّالُونَ غِبَّ  مَا أَسَّسَ الْأَوَّلُونَ 39 ، ثُمَّ طِيبُوا عَنْ أَنْفُسِكُمْ أَنْفُساً 40 وَ اطْمَئِنُّوا لِلْفِتْنَةِ جَأْشاً 41 وَ أَبْشِرُوا بِسَيْفٍ صَارِمٍ وَ هَرْجٍ شَامِلٍ 42 وَ اسْتِبْدَادٍ مِنَ الظَّالِمِينَ 43 يَدَعُ فَيْئَكُمْ زَهِيداً 44 وَ زَرْعَكُمْ حَصِيداً 45 ، فَيَا حَسْرَتَى لَكُمْ 46 وَ أَنَّى بِكُمْ وَ قَدْ عُمِّيَتْ 47 عَلَيْكُمْ‏ ﴿ ... أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ ﴾ 48 "  49 . قال سويد بن غفلة 50 : فأعادت النساء قولها على رجالهن. فجاء إليها قوم من وجوه المهاجرين و الأنصار معتذرين، و قالوا: يا سيدة النساء.، لو كان أبو الحسن ذكر لنا هذا الأمر من قبل أن نبرم العهد 51 ، و نُحْكِم العقد لما عَدَلنا إلى غيره! فقالت: إليكم عني!، فلا عذر بعد تعذيركم، و لا أمر بعد تقصيركم 52 .