الأصل في التبتل هو الانقطاع الى الله عزوجل و إخلاص النية له، قال تعالى: ﴿ وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا ﴾ 1 .
أما التبتل المكروه و الممنوع فهو الرهبانية و الانقطاع عن الدنيا و ترك الحلال منها و تعطيل الغرائز الطبيعية التي أودعها عزوجل في الانسان و ترك النكاح من دون مبرر خلافاً للفطرة التي فطر الناس عليها.
و في الحديث المروي عن النبي المصطفى صلى الله عليه و آله: "لَا رَهْبَانِيَّةَ وَ لَا تَبَتُّلَ فِي الْإِسْلَامِ" 2 .
و رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنَّهُ قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله النِّسَاءَ أَنْ يَتَبَتَّلْنَ وَ يُعَطِّلْنَ أَنْفُسَهُنَّ مِنَ الْأَزْوَاجِ" 3 .
و عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ 4 عليه السلام أنَّهُ قَالَ: "لَا يَنْبَغِي لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَطِّلَ نَفْسَهَا وَ لَوْ تُعَلِّقُ فِي عُنُقِهَا قِلَادَةً، وَ لَا يَنْبَغِي أَنْ تَدَعَ يَدَهَا مِنَ الْخِضَابِ وَ لَوْ تَمْسَحُهَا مَسْحاً بِالْحِنَّاءِ وَ إِنْ كَانَتْ مُسِنَّةً" 5 .
و عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: دَخَلَتْ امْرَأَةٌ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ 6 عليه السلام، فَقَالَتْ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، إِنِّي امْرَأَةٌ مُتَبَتِّلَةٌ.
فَقَالَ: "وَ مَا التَّبَتُّلُ عِنْدَكِ"؟
قَالَتْ: لَا أَتَزَوَّجُ.
قَالَ: "وَ لِمَ"؟
قَالَتْ: أَلْتَمِسُ بِذَلِكَ الْفَضْلَ.
فَقَالَ: "انْصَرِفِي، فَلَوْ كَانَ ذَلِكِ فَضْلًا لَكَانَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام أَحَقَّ بِهِ مِنْكِ، إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَسْبِقُهَا إِلَى الْفَضْلِ" 5 .