ذكر الله (عَزَّ و جَلَّ) يشمل أنواع الثناء والحمد والتسبيح والتهليل والتكبير والدعاء والتضرع والابتهال إليه سبحانه وتعالى وتلاوة القرآن، كما أنّ العبادة بأنواعها هي من مصاديق ذكر الله.
تسبيح فاطمة الزهراء(عليها السلام)
من أبرز مصاديق الذكر الكثير الذي دعا له القرآن الكريم هو تسبيح فاطمة الزهراء (عليها السلام).
رُوِيَ عَنِ الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ (عَزَّ وَ جَلَّ): "﴿ ... المزید اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾، مَا هَذَا الذِّكْرُ الْكَثِيرُ؟ فَقَالَ: مَنْ سَبَّحَ تَسْبِيحَ فَاطِمَةَ (عليها السلام) فَقَدْ ذَكَرَ اللَّهَ الذِّكْرَ الْكَثِيرَ".(الحر العاملي،وسائل الشيعة:ج٦،ص٤٤٣).
و عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْقَمَّاطِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) يَقُولُ: "تَسْبِيحُ فَاطِمَةَ (عليها السلام) فِي كُلِّ يَوْمٍ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ صَلَاةِ أَلْفِ رَكْعَةٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ". (الطوسي،تهذيب الأحكام:ج٢،ص١٠٥).
الصلاة على النبي ذكر لله
إنّ الصلاة على النبي المصطفى وعلى آله (صلوات الله عليه وعليهم) هي من أبرز مصاديق ذكر الله (عَزَّ و جَلَّ) ومن أكثر الأذكار ثواباً، بل وأكثر ثواباً من الصلوات المستحبة.
فعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدِّهْقَانِ، قَالَ: "دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا (عليه السلام)، فَقَالَ لِي: مَا مَعْنَى قَوْلِهِ: ﴿وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ ﴾؟ قُلْتُ: كُلَّمَا ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ قَامَ فَصَلَّى. فَقَالَ لِي: لَقَدْ كَلَّفَ اللَّهُ (عَزَّ وَجَلَّ) هَذَا شَطَطاً! فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَكَيْفَ هُوَ؟
فَقَالَ: كُلَّمَا ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ".(الكليني،الكافي:ج٢،ص٤٩٤).