السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أختي الكريمة النظرة التي تفضلتم بها إلى الذكور والإناث ليست نظرة واقعية: 1- فليس كل الذكور لا يحبون إعطاء حقوق النساء، بل كثير منهم يحرصون جدا على إعطاء حقوقهن بل فوق حقوقهن. وإنما بعض المجتمعات فيها تغليب للجانب الذكوري، ولا يصح تعميم ذلك على جميع الذكور. 2- وبالجانب المقابل أغلب النساء لا تريد أن تعطي حقوق الذكور؛ فنادرا ما تجدون امرأة ترضى بأن يتزوج زوجها امرأة أخرى حتى لو كانت في حاجة شديدة إلى الزواج، بل حتى إذا لم يكن له أطفال؛ فيبقى الزوج يعاني في حياته بسبب عدم إعطاء الزوجة حقه. فلماذا لا تركز النساء على هذا الجانب الشائع عندهن، ولماذا دائما تنظر المرأة إلى نفسها بأنها هي المظلومة فقط وأن الذكور هم المسيطرين عليها؟! أما ما تفضلتم به من أن كل شيء يجعله المجتمع فرضا على المرأة، فليس واقعيا كذلك، وفيه نظرة سوداوية مبالغ فيها؛ فإن المرأة لو نظرت إلى ما حولها لوجدت أن أغلب الأمور ليست واجبة عليها اجتماعيا، فلم يوجب المجتمع العمل عليه، ولم يوجب الاسترزاق، ولا الصرف على العيال، ولا الدخول في حل المشاكل، ولا القتال ضد الأعداء، ولا دفن الموتى، ولا تشييع الجنائز، ولا عمارة المساجد.. إلى غير ذلك من الأمور الكثيرة التي أعفيت منها المرأة. وفي نفس الآن نرى كثيرا من النساء توجب أمورا كثيرة على الرجال وهي غير واجبة عليهم، ويكفي في ذلك غلاء المهور، والشروط التعجيزية للزواج، وطلب الطلاق على أدنى مسألة لا قيمة لها. ولا تفهموا منا أننا ندافع عن الذكور ضد الإناث، بل بالعكس، الإسلام دائما يوصي بالمرأة، لكن كان كلامنا تصحيحا لنظرتكم الكريمة. والحاصل: أن المجتمع فيه سلبيات وإيجابيات، سواء من المرأة أو من الرجل، ولا يصح أن يقع التركيز دائما على أن المرأة مظلومة وأن الرجل هو الظالم، بل لابد من النظرة الموضوعية في ذلك وإعطاء كل ذي حق حقه. أما حل هذه المشكلة الاجتماعية فهو -باختصار- الالتزام بما أمر الله تعالى به الناس، وفهم الدين بشكل صحيح، وترك العادات والتقاليد الجاهلية التي لا زال البعض يتبجح بها ويفتخر! أما مسألة حقوق المرأة في الإسلام فالكلام فيها طويل فنرجو منكم أن تجعلوها في سؤال مستقل. وفقكم الله لكل خير..