( 51 سنة ) - العراق
منذ 5 سنوات

ما الغاية من خلق الإنسان


عليكم السلام ... المزید.  إنّ الإنسان منذ أن خُلق وعرف نفسه، فإنّه يسأل عن علّة وجوده وحكمة خلقه وفلسفة حياته، ومن ثمّ ما هو الهدف والغاية من خلقة هذا الكون العظيم الدقيق بكلّ ما فيه من ذرّاته، وإلى مجرّاته وحركة المجموعة الشمسيّة؟ ولماذا هذه الدنيا التي شُحنت بألوان الشقاء والعذاب والأهوال والأحداث كالزلازل والفيضانات والحروب، وكثير من الناس يشعر بالتعاسة والبؤس والحرمان؟! وقد اختلف الجواب عن ذلك، فمن كان متوغّلا في الملاذّ والشهوات وتغلّبت عليه القوّة البهيميّة، وجذبته المادّة وزخارف العيش، يجيب عن السؤال: بأنّه خُلقنا للأكل والشرب والتزوّد من الملذّات الدنيويّة، وأنّ السعيد من حاز على نصيب أوفر منها. ومنهم من يجيب أنّه خُلقنا للشقاء، فإنّ الحياة كلّها شقاء ونصب وتعب، ومنهم من يقول: خُلِق بعضنا للسعادة والبعض الآخر للشقاء، وقال بعضهم: خلق الله الخلق لأنّ الأمر أمره، والملك ملكه، ولا ينفعهم ولا يضرّهم، ولا لوجه يخرج به عن كونه عبثاً. وقال آخر: خلق الله الخلق لإظهار قدرته وقوّته، فبعض الخلق للنار، وبعض للجنّة.  والرأي الصائب كما هو معتقد مدرسة اهل البيت(ع): إنّما خلق الله الأشياء من أجل الإنسان: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ جَمِيعاً}. وخُلق الإنسان من أجل تكامله، فخلقنا لنتكامل ونتزوّد بالعلم والمعرفة والتقوى لنيل النعيم الأبدي، وليكون الإنسان خليفة الله في ظهور أسمائه الحسنى وصفاته العليا، فخلقنا من الرحمة الإلهيّة ونشأنا بالرحمة، ونرجع بالعلم والعبادة إلى رحمة الله تعالى، كما عليه الآيات الكريمة والروايات الشريفة، وزبدة المخاض أنّ فلسفة الحياة هو التكامل، وذلك بالرحمة والعلم والعبادة، فالعلم من الله في قوس نزولي، والعبادة من الإنسان في قوس صعودي، وظاهر القوس الدائري وباطنه الرحمة الرحمانيّة والرحيميّة.

9