سرمد ( 23 سنة ) - استراليا
منذ سنتين

انجاب كثير من الاطفال

هل ينصح في دين الاسلام الانجاب كثير من الاطفال، اذا كان الجواب نعم ف كم طفل؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا إنّ الذكر الحكيم والسنّة النبوية والأحاديث المروية عن أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) كلّها تحثّ الإنسان على النكاح، وبالتالي على الإنجاب بلا تحديد: فمن النصوص القرآنية التي تحث على الإنجاب: 1. أنّه سبحانه يعدّ من صفات عباد الله قولهم:(وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُن وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)، فشعار عباد الله هو قولهم: (هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُن). 3. هذا هو نوح شيخ الأنبياء يرى بنور الوحي أنّ ثمرة الاستغفار والاجتناب عن معاصي الله تعالى، إمداد الله سبحانه المستغفرين بالبنين، يقول:(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَال وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّات وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا). والآية تدلّ بالدلالة الالتزامية على أنّ كثرة البنين من نعم الله سبحانه وإمداداته. ولقد تضافرت النصوص بطرق الفريقين عن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) في الحث على تكثير النسل وزيادة الإنجاب. فعن الصادق (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ((أكثروا الولد اكاثر بكم الأمم غداً)). وفي خبر آخر عنه أنه قال: ((تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم)). إلى غير ذلك من النصوص الكثيرة. والمستفاد من بعض الروايات أن الشارع المقدس لم يندب إلى الإكثار من الأولاد إلاّ مقيداً بما يترقب من ذلك من المصالح الخاصة والعامة. وتتمثل المصالح الخاصة في كون الولد عوناً لأبويه في تحمل أعباء الحياة ويبقى ذكراً جميلاً لهما بعد الوفاة وينفعهما بدعائه ويلحقهما ثواب ما يأتي به من الأعمال الصالحة من الصدقة والحج وغيرهما. ففي الخبر عن علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) أنه قال: ((من سعادة الرجل أن يكون له وُلدٌ يستعين بهم)). وفي رواية عن الصادق (عليه السلام) أنه ذكر في عداد ما يلحق الرجل بعد موته: ((الولد الصالح يدعو لوالديه بعد موتهما ويحج ويتصدق عنهما ويعتق ويصوم ويصلي عنهما)). 🔹وأما إذا كان الإكثار من الأولاد يُرهق الأبوين مادياً ويتسبب لهما في المزيد من الجهد والعناء فلم يثبت كونه مندوباً عندئذٍ، وقد ورد في بعض النصوص أن: ((قلة العيال أحد اليسارين)). كما أنه لو كان يعرقل قيامهما برعاية الأولاد وإعطاءهم حقهم في التربية والتعليم فليس هو مما ندب إليه الشارع المقدس. وأما المصالح العامة في تكثير النسل فتتمثل في ازدياد المسلمين عزّة ومنعة ليتوسعوا في إعمار الأرض ونشر كلمة الحق والدين القويم في مختلف أرجاء المعمورة، ولو لم تكن الكثرة سبيلاً لما ذُكر تكون كثرة واهية متداعية لا تستطيع أن تقف أمام مخططات الأعداء ومطامعهم ولا خير فيها عندئذٍ. وفي الخبر عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ((يوشك الأُمم أن تتداعى عليكم كما تتداعى على القصعة أكلتُها، قيل: أو من قلةٍ نحن يومئذٍ؟ قال: لا، بل أنتم أكثر ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن)). والحاصل إن الإكثار من الأولاد وإن كان أمراً مندوباً إليه في الشرع الحنيف ولكن ذلك بالنظر إلى ما يُترقب منه من المصالح الخاصة والعامة، ويتقيد الندب إليه بحدود. نعم قد تحيط بالأُسرة ظروف قاهرة تجبر الزوجين على اللجوء إلى تحديد النسل، ومنع الحمل ومن هذه الظروف النماذج التالية: 1. إنّ توالي الحمل بلا فترة استراحة أمر شاق على الأُمّ، فلا بأس من تنظيم الحمل بأن يجعل بين حمل وحمل آخر فترة استراحة. 2. أن يحصل ضرر على الزوجة في الحمل والولادة ويُخشى عليها من ذلك، فصحّتها وبقاؤها مقدّمان على أن تحمل. 3. أن يكون الزوجان في سفر بعيد وفي مكان يخشيان فيه من حدوث الحمل أثناء السفر ثم الولادة، فلا يجدان فيه الإمكانات اللازمة لرعاية الحمل قبل وبعد الولادة. 4. إذا كانت الزوجة لها طفل رضيع ترضعه من لبنها وتعوله وترعاه، وتخشى أن يتأثر لبنها نتيجة الحمل، أو يقل لبنها، فأرادت منع الحمل حينئذ. 5. ربّما يكون الداعي هو بقاء جمال المرأة لدوام التمتع بها. إلى غير ذلك من العوامل التي يترجّح عند الزوج أو الزوجة تحديد النسل ومنع الحمل. دمتم في رعاية الله

6