الأموال للخطباء والرواديد
السلام عليكم ايام المجالس الحسينيه الرادود ياخذ أجره والشاعر ياخذ أجره و الخطيب ياخذ أجره لاشك هذا الأمر غير محرم لكن هل هنالك روايه عنه في زمن الائمه الذين عاشو بعد الامام الحسين امرووو اوب هذا الشيء كما يقال ؟
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي العزيز تعبيركم بأنهم يأخذون أجرهم ليس دقيقا بشكل عام؛ فإن كثيرا من خَدَمة أهل البيت (عليهم السلام) لا يطلبون أجرا، نعم أهل المجلس يعطونهم المال بعد انتهاء المجلس، وإذا لم يعطوهم لم يطالبوهم بشيء، بل بعضهم يرفض أخذ المال أصلا. وقد جاء عن الرواة والمؤرخين عدة موارد من إعطاء أهل البيت (عليهم السلام) المال للشعراء: 1- فالإمام زين العابدين عليه السلام، عندما تجاهله هشام بن عبد الملك في الطواف، وجرى بين هشام وبين الفرزدق من أجل ذلك ما جرى، يقولون: إن الإمام (عليه السلام) قد أعطى الفرزدق ألف دينار، أو إثنى عشر ألف درهم على اختلاف النقل، على قوله الأبيات التي أولها: هذا الذي تعرف البطحاء وطـأتـه *** والبيت يـعـرفـه والحل والحرم فرفض الفرزدق قبولها، لأنه إنما قال ذلك غضباً لله ولرسوله، لكنه عليه السلام أصر عليه بالقبول، فقبلها.. 2 ـ وعندما أنشد الكميت للباقر عليه السلام قصيدته: " من لقلب متيم مستهام.. " قال له: يا كميت، هذه مئة ألف جمعتها لك من أهل بيتي. فقال: لا والله، لا يعلم أحد أني آخذ منها، حتى يكون الله عز وجل هو الذي يكافيني، ولكن تكرمني بقميص من قمصك. فأعطاه.. 3 ـ وأمر الباقر عليه السلام للكميت مرة بثلاثين أو بخمسين ألف درهم على اختلاف النقل، لكن الكميت رفض قبولها.. 4 ـ وأمر له مرة أخرى بألف دينار وكسوة، فرفض قبول الدنانير، لكنه قبل الكسوة لبركاتها.. رفض ذلك معلناً بأنه يحبهم، ويقول فيهم ما يقول رغبة في الآخرة لا طمعاً بالدنيا.. 5 ـ وأعطى الإمام الرضا عليه السلام دعبلاً الخزاعي ستمائة دينار، أو أقل، على تائيته المشهورة، التي يقول فيها: أرى فيئهم في غيرهمه متقسماً *** وأيـديـهـم مـن فيئهم صفرات فرفض المال، وطلب ثوباً من ثيابه عليه السلام يتبرك به، ولكنه عليه السلام أصر عليه بقبول المال أيضاً فقبله.. وقال ياقوت في معجم أدبائه، إنه أعطاه عليها عشرة آلاف درهم، وخلع عليه بردة من ثبابه، فأخذها منه أهل قم بثلاثين ألفاً، ما عدا كماً واحداً منها جعله في أكفانه والقصة أيضاً مشهورة ومعروفة.. وعند ما طلب منه المأمون: أن ينشد هذه التائية جحدها، فلما أمره الإمام الرضا عليه السلام أنشدها، فأعطاه المأمون خمسين ألف درهم، وأعطاه الرضا عليه السلام مثلها، أو قريباً منها.. 6 ـ وأبو نواس أيضاً قد أعطاه الإمام الرضا عليه السلام أربعمأة دينار، أو أقل على اختلاف النقل وبغلة، على أبياته المعدودة. مطهـرون نقيات ثيابهـم *** تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا 7 ـ بل يقولون: إن الإمام زين العابدين عليه السلام قد: قسط على نفسه وأهله أربعمائة ألف درهم للكميت، فقال له: خذ هذه يا أبا المستهل، فقال: لو وصلتني بدانق لكان شرفاً ولكن إن أحببت أن تحسن إلي، فادفع لي بعض ثيابك التي تلي جسدك أتبرك بها الخ.. إلى غير ذلك مما لا مجال لتتبعه واستقصائه.. دمتم في رعاية الله..