( 30 سنة ) - العراق
منذ سنتين

علم المنطق

السلام عليكم نحن نعرف دور علم المنطق في الكثير من العلوم__فهل يوجد علماء مسلمين جددو هذا العلم؟؟ ومن هم ؟؟ولما لا يُدرس علمهم بدل من منطق ارسطو؟؟ واذا لا يوجد فلما لا يجددوه علماؤنا ما دام فيه الكثير من القواعد الاساسيه للعلوم المفيده؟؟ جزاكم الله خيرا


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا إنّ أشهر من أوْلَى المنطق العناية الفائقة من فلاسفة العرب وأعلامهم أبونصر الفارابي (ت 950 م) ، قال عنه القاضي صاعد الأندلسي في كتابه (طبقات الأمم) : انه (بذ ّجميع الفلاسفة في صنعة المنطق وأربى عليهم في التحقيق بها ، فشرح فامضها ، وكشف سرها وقرب تناولها ، وجمع ما يحتاج إليه منها في كتب صحيحة العبارة ، لطيفة الإشارة ، منبهة على ما أغفله الكندي وغيره من صناعة التحليل وأنحاء التعليم ، وأوضح القول فيها عن مواد المنطق الخمس ، وأفاد وجوه الإنتفاع بها ، وعرف طرق استعمالها ، وكيف تعرف صورة القياس في كل مادة ، فجاءت كتبه في ذلك الغاية الكافية ، والنهاية الفاصلة) . ولقب الفارابي لذلك بـ (المعلم الثاني) وسمى أرسطو هذا العلم بـ (علم التحليل) ، وبقي على هذا الاسم حتى أطلق عليه شرّاح كتب أرسطو اسم (علم المنطق) ، وعرف عند العرب بهذا الاسم ، كما أنه عرف عندهم أيضاً بـ (علم الميزان) . وأطلق عليه أبو حامد الغزالي (ت 505 هـ = 1111 م) عنوان (معيار العلم) ، وعنون كتابه في فن المنطق به . وسمي عند فلاسفة بور رويال بـ (فن التفكير) . وتبعه في ذلك الشيخ الرئيس ابن سينا (980 ــ7 103 م) فوصفه بأنه (خادم العلوم لأنه آله لها ووسيلة إليها ) ونعته أبو نصر الفارابي بـ (رئيس العلوم) لأنه الجذر الأساسي لشجرة المعرفة ، من حيث أنه المنهج العام في البحث عن تحصيل المعرفة . وأطلق عليه الشيخ الرئيس في كتابه (منطق المشرقيين) اسم : العلم الآلي ، لأنه آلة العلوم أي منهجها العام في كل بحث . ولكنه اشتهر وعرف من بين هذه الأسماء بـ (علم المنطق) ، ولفظ (المنطق) مأخوذ من ( النطق ) ، والنطق كما يطلق في اللغة العربية على التكلم يطلق كذلك على الفهم وإدراك الكليات ، ومنه عبّر الفلاسفة القدماء عن النفس الإنسانية بالنفس الناطقة أي المدركة للمعقولات . فعبارة (علم المنطق) تعني (علم التفكير) أو (فن التفكير) كما سماه به فلاسفة بور رويال استخلاصاً للتسمية من واقعه وطبيعته . ويقسم (المعجم الفلسفي) المنطق إلى قسمين : - المنطق الصوري . - والمنطق العام . ويعرف المنطق الصوري بأنه(( النظر في التصورات والقضايا والقياسات من حيث صورتها لا من حيث مادتها ))، ويقول عنه بأنه (( يطلق - في العادة - على منطق أرسطو ، أو على المنطق القياسي بوجه عام )). أما المنطق العام فهو البحث عن طرق الانتقال الفكري لمعرفة أي طريق منها يوصل إلى الحقيقة وأيّها يوصل إلى الخطأ، وهو لا يقتصر على دراسة الصور التي تتألف منها البراهين ، بل يدرس المواد التي يتم بها تأليفها ، وأوضح طرق هذا المنطق المادي طرق الملاحظة والفرضية والتجربة والاستقراء ، وغيرها من طرق البحث العلمي. إلا انه قد يلاحظ على هذا التقسيم بأن المنطق الصوري أيضاً يدرس مواد القضايا وذلك في ما يعرف بـ (مبحث الصناعات) وكذلك يدرس الاستقراء ، ويعتبره طريقاً من طرق الاستدلال . نعم الملاحظة والتجربة قد لا نجد لهما - بمعناهما المعروف حديثاً - ذكراً في المنطق الصوري القديم لأنهما من مواليد الفكر الحديث . ومع هذا أدخلا في الدراسات المنطقية الحديثة للمنطق الصوري في أكثر من مؤلَف . ووصف هذا المنطق بـ (الصوري) نسبة إلى الصورة في مقابلة المادة لأنه يُعنى بصور وأشكال وقوالب نظم التفكير الإنساني فيما اشتهر منه وهو مبحث التصورات ومبحث التصديقات . وكان للسيد محمد باقر الصدر رؤية جديدة قد طرحها في كتابه (الأسس المنطقية للإستقراء). ولمزيد من التفاصيل في بيان دور علماء العرب في علم المنطق ، يمكن لكم مراجعة كتاب جدل الإبداع والإتباع، المنطق اليوناني في السياق الفكري العربي الإسلامي لمؤلفه دكتور خنصر حمية. دمتم في رعاية الله

1