( 22 سنة ) - العراق
منذ سنتين

لامام الحجة عليه السلام غائب عن الناس

اذا كان الامام الحجة عليه السلام يعيش وهو غائب عن الناس فكيف كان يدبر الأمور وكيف كان يتصل بالناس؟


اولاً : لا تنحصر الغيبة بالامام المهدي(ع) بل شملت العديد من الأنبياء كما ورد في آية: ﴿وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُ‌ونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ﴾ (الاعراف: ۱۴٢) ثانياً: كيف تفسرون ايمان العديد من المسلمين على الرغم من عدم رؤيتهم للنبي(ص). ثالثاً: لقد كان اتصال الامام بالناس بعدة طرق، منها: عن طريق السفراء، ثم الوكلاء، او يباشر بعض الامور بنفسه عليه السلام، او كان بتوسط بعض الناس غير معروفين، ونحن نشير هنا الى سفراءه ونوابه في غيبته الصغرى الذين كانوا وسائط لاتصاله مع الناس: ونذكر نبذة عنهم كما ذكر استاذنا المفدى المؤلف دام ظله، حيث قال: اعلم؛ ان وكلاءه ونوابه عليه السلام في زمان الغيبة الصغرى كما يظهر من مراجعة الكتب المعتبرة كانوا عدة من الثقات الممدوحين بالوثاقة و الامانة و الصداقة وكان يخرج من عندهم توقيعاته و اوامره و نواهيه عليه السلام ويظهر منهم الكرامات و الاخبار عن المغيبات من جهته، و اقتصر على ذكر اسماء الاربعة المعروفين منهم الذين اجمع الشيعة على امانتهم و عدالتهم و رفعة مقامهم و علوّ درجتهم فنقول: الاول: الشيخ ابو عمرو عثمان بن سعيد العمري(رض) و قد نصّبه ابو الحسن علي بن محمد العسكري و ابو محمد الحسن بن علي (ع)، وكان اسدياً ويقال له العسكري و السمّان، لانه كان يتجر في السمن تغطية على الامر، و قد ورد النص عليه من الامامين المذكورين ومن مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه، وقد ذكره الشيخ؛ في رجال تارة، في ذكر اصحاب الهادي عليه السلام فقال: (عثمان بن سعيد العمري، يكنى ابا عمرو السمّان ، ويقال له: الزيات، خدمه وله احدى عشرة سنة، وله اليه عهد معروف)، وتارة في اصحاب ابي محمد الحسن عليه السلام فقال: (جليل القدر ثقة وكيله عليه السلام) وقال ايضا في رجاله: (محمد بن عثمان بن سعيد العمري يكنى؛ ابا جعفر و ابوه يكنى ابا عمرو جميعاً وكيلان من جهة صاحب الزمان عليه السلام ولهما منزلة جليلة عند الطائفة، انتهى) ولقد اجاد المولى الوحيد، حيث قال، كما في تنقيح المقال: هو اجل و اشهر من أن يُذكر. الثاني: ابو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري (رض) فانه لما مضى ابوه ابو عمرو قام مقامه بنص ابي محمد عليه السلام، ونص ابيه عثمان عليه، بامر القائم عليه السلام ، وقد نقل الشيخ في غيبته ، عن ابي العباس عن هبة الله بن محمد عن شيوخه: اجماع الشيعة على عدالته و وثاقته و امانته، لما ورد عليه من النص بالعدالة والامر بالرجوع اليه في حياة الحسن(ع) وبعد موته في حياة ابيه قال: (وقد نقلت عنه دلائل كثيرة ومعجزات الامام ظهرت على يده... الخ) . قال في تنقيح المقال: (جلالة شان الرجل وعلو قدره ومنزلته في الامامية اشهر من ان يحتاج الى بيان... الخ) وكان له كتب مصنفه مما سمعها من ابي محمد الحسن ومن الصاحب(ع) ومن ابيه عثمان بن سعيد عن ابي محمد وعن الحسن الهادي(ع) قال الشيخ في كتاب (الغيبة)؛ قال ابو نصر هبة الله: وجدت بخط ابي الزراري (رحمه الله وغفر له) ان ابا جعفر محمد بن عثمان العمري ـ رحمه الله عليه ـ مات في آخر جمادى الاولي سنة خمس وثلاثمائة وذكر ابو نصر هبة الله بن محمد بن احمد؛ ان ابا جعفر العمري مات في سنة اربع وثلاثمائة، وانه كان يتولى هذا الامر نحوا من خمسين سنة يحمل الناس اليه اموالهم ويخرج اليهم التوقيعات بالخط الذي كان يخرج في حياة الحسن(ع) اليهم بالمهمات في امر الدين والدنيا وفيما يسألونه من المسائل بالاجوبة العجيبة، رضي الله عنه و ارضاه. الثالث: من السفراء؛ الشيخ ابو القاسم الحسين بن روح بن ابي بحر النوبختي ـ رحمة الله عليه ـ المتولي لمقام النيابة الخاصة بعد محمد بن عثمان، رحمهما الله، والقائم مقامه بنص منه بامر الامام(ع) وهو من اعقل الناس عند الموافق والمخالف، وكان له مكانة عظيمة عند العامة ايضاً، وقد كان لمحمد بن عثمان نحوا من عشرة انفس و ابو القاسم بن روح فيهم وكانوا كلهم اخص به من الشيخ ابي القاسم وبلغ جعفر بن احمد بن متيل منه من الخصوصية به وكثرة كينونته في منزله بمرتبة؛ كان اصحابنا لا يشكون؛ ان كانت حادثة لم تكن الوصية الا اليه، ولكن لما وقع الاختيار بامر الامام علي؛ ابي القاسم، لم ينكروا وسلموا، ولم يزل جعفر بن احمد بن متيل في جملة ابي القاسم وبين يديه كتصرفه بين يدي ابي جعفر العمري الى ان مات، وتوفي الشيخ ابو القاسم(رض) في شعبان سنة ست وعشرين وثلاثمائة فكانت مدة سفارته احدى او اثنتان وعشرون سنة. الرابع: من الوكلاء في عصر الغيبة الصغرى؛ الشيخ ابو الحسن علي بن محمد السمري(ره) القائم مقام الشيخ ابي القاسم بنص منه وهو آخر الوكلاء وبموته وقعت الغيبة التامة وصار الامر الى الفقهاء وحملة الاحاديث وعلوم اهل البيت (ع)، فيجب على العوام الرجوع اليهم، ودلت على ذلك روايات كثيرة ومات ابو الحسن علي بن محمد السمري في سنة تسع و عشرين و ثلاثمائة. (غيبة المنتظر في منتخب الاثر ـ عبد السلام الترابي السندي ص۱۵۶)

1