سيد حسين الجزائري ( 27 سنة ) - العراق
منذ سنتين

مواعظ أخلاقية

سلام عليكم أرجو منكم شرح الحديث السابع من كتاب أمالي الصدوق المجلس الأول (حوارية بين يوسف ع وزليخا) شرحاً وافياً،، معنى الكلمة مع المراد من النص وشكراً جزيلاً


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا جاء في بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٢٥٤-٢٥٥: 18- أمالي الصدوق: محمد بن هارون الزنجاني، عن معاذ بن المثنى العنبري، عن عبد الله بن أسماء، عن جويرية، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن أبي وائل، عن وهب بن منبه قال: وجدت في بعض كتب الله عز وجل أن يوسف عليه السلام مر في موكبه على امرأة العزيز وهي جالسة على مزبلة، فقالت: الحمد لله الذي جعل الملوك بمعصيتهم عبيدا، وجعل العبيد بطاعتهم ملوكا، أصابتنا فاقة فتصدق علينا، فقال يوسف عليه السلام: غموط النعم سقم دوامها، فراجعي ما يمحص عنك دنس الخطيئة، فإن محل الاستجابة قدس القلوب وطهارة الاعمال، فقالت: ما اشتملت بعد على هيئة التأثم وإني لأستحيي أن يرى الله لي موقف استعطاف ولها تهريق العين عبرتها ويؤدى الحسد ندامة، فقال لها يوسف: فجدي، فالسبيل هدف الامكان قبل مزاحمة العدة ونفاد المدة، فقالت: هو عقيدتي وسيبلغك إن بقيت بعدي، فأمر لها بقنطار من ذهب فقالت: القوت بتة، ما كنت لأرجع إلى الخفض وأنا مأسورة في السخط، فقال بعض ولد يوسف ليوسف: يا أبه من هذه التي قد تفتت لها كبدي، ورق لها قلبي؟ قال: هذه دابة الترح في حبال الانتقام، فتزوجها يوسف عليه السلام فوجدها بكرا فقال: أنى وقد كان لك بعل؟! فقالت كان محصورا بفقد الحركة وصرد المجاري. (3) بيان: غمط النعمة: تحقيرها والبطر بها وترك شكرها، أي لما كفرت بأنعم الله وقابلتها بالمعاصي قطعها الله عنك، فارجعي إلى ما يزيل عنك دنس الخطيئة، أي التوبة و الندم والاستغفار وتدارك ما قد مضى حتى يرد الله نعمه عليك، فإنه لا يستجاب الدعاء بالمغفرة أو برجوع النعمة إلا بعد قدس القلوب من دنس الخطايا وآثارها، وطهارة الاعمال وخلوصها عما يشوبها من الاغراض الفاسدة والسيئات الماحية فأجابته بما يؤيد ما أفاده عليه السلام حيث قالت: ما اشتملت بعد على هيئة التأثم، أي لما لم أقم بعد بما يوجب تدارك ما فات لم أطلب من الله المغفرة حياء مما صنعت. قال الفيروزآبادي: يقال: تأثم فلان: إذا فعل فعلا خرج به عن الاثم. انتهى. فأجابها عليه السلام بالامر بالاجتهاد والسعي في العمل، وبالحث على الرجاء من رحمة الله، وعلل بأن سبيل الطاعة والقرب هدف لسهام إمكان حصول المقاصد (قبل مزاحمة العدة) بالكسر أي قبل انتهاء الأجل وعدد أيام العمر وساعاته، ويحتمل الضم أيضا من الاستعداد أي قبل نفاد القوى والجوارح والأدوات التي بها يتيسر العمل. قولها: " إن بقيت بعدي " بصيغة التكلم أي إن بقيت أنا بعد زماني هذا، أو بصيغة الخطاب أي إن بقيت أنت بعد هذا الزمان أو بعد وفاتي لتطلع على جميع أحوال عمري، ثم لما أمر عليه السلام لها بالقنطار لم تقبل واعتذرت بأن الرزق المقدر على قدر الحاجة لابد منه، والله تعالى يبعثه إلي، وأما التوسع فيه فإنما هو للخفض والراحة وطيب العيش، وأنا ما أرجع إلى تلك الأحوال ما دمت مأسورة في إسار سخط الله وغضبه. والتفتت: التكسر. والترح: ضد الفرح والهلاك والانقطاع، أي هذه دابة قد وقعت في الحزن و الهلاك بسبب انتقامه تعالى منها. والصرد: البرد، أي كان عنينا بسبب البرودة المستولية على مزاجه، وكان لا يتأتى منه تلك الحركة المعهودة. دمتم في رعاية الله