logo-img
السیاسات و الشروط
( 19 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

التعامل مع المدح

السلام عليكم ورحمة الله كيف اتعامل مع مديح اهلي والثناء عليه كوني ملتزمة دينيا وخلوقة مع انني مقصرة في اداء واجباتي وعندي ذنوب وانا مقهورة لذلك المديح غير المستحق؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا إنّ ما يحزنك من مدح الناس لك ِلعدم علمهم بما ستر الله عليكِ، فلا حرج عليك ِفيه، وهو من عظيم مِنَن الله -تعالى- عليكِ، ومن كمال ستره لك أن لم يطلع الناس على بواطن أحوالكِ، لكن لا ينبغي لك ِأن تغتري بذلك المدح، وذلك الثناء من الناس، فالاغترار بذلك من القواطع التي تعوق القلب عن تمام سيره إلى الله -تعالى-، فعليك أن تصدقي في طلب مرضاته -جل وعلا- المطلع على سرائرك، وجميع أحوالك، ولا تغتر بثناء الناس عليك؛ ليستقيم لك ِسيرك ِإلى ربك. وورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (مَن مَدَحَك؛ فقد ذَبَحك).. أي: احذر المدح؛ فإنه في حكم الذبح!.. فلو عملنا بهذه الروايات؛ لكنا على خير!.. هناك من يدفع المال ليُمدح كأيام الانتخابات وغيره، بينما المؤمن إذا مُدح أخذته القشعريرة، يخاف من المدح؛ لأنه يخاف أن يُصدق ما يُقال فيه!.. فمثلاً: لو أن هناك إنساناً ذهب إلى السوق، فارتكب معصية، ثم بعد ذلك ذهب إلى الحمام واغتسل وترطب وتطيب بالبخور، فيراه أحدهم فيقول له: ما أشد النور في وجهك!.. أو أنك أصبحت نورانياً!.. هذا النور هو نور الحمام والنظافة، ولكن ذاك الشخص يتعدى من نظافة الظاهر إلى نظافة الباطن.. رغم أن هذا المؤمن قد ارتكب معصية في ذلك اليوم، ولكن ذاك الشخص لا علم له بالأمر.. وإذا بالممدوح كأنه يصدق ما يُقال عنه. وورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): (لا يصير العبد عبداً خالصاً لله عز وجل؛ حتى يصير المدح والذم عنده سواء!.. لأن الممدوح عند الله عز وجل لا يصير مذموماً بذمهم، وكذلك المذموم.. فلا تفرح بمدح أحد؛ فإنه لا يزيد في منزلتك عند الله، ولا يغنيك عن المحكوم لك والمقدور عليك.. ولا تحزن أيضاً بذم أحد؛ فإنه لا ينقص عنك به ذره).. يا له من حديث!.. إذا أراد الإنسان أن يعلم إخلاصه من عدمه، فإن هناك ضابطة ومعادلة، هي أن يصبح المدح والذم عنده سواء، ولكن قلّ من وصل إلى هذه الدرجة!.. فالمدح إن كشف عن واقع؛ هذا أمر طيب.. والذم إن كشف عن عيب؛ فإنه يتابعه ويصلحه.. وإلا فإن الذم والمدح عنده سواء!. دمتم في رعاية الله

7