بيت الإمام علي (عليه السلام)
هل بيت الإمام علي (عليه السلام) الموجود في الكوفة حقاً يعود للإمام علي (عليه السلام)، حيث أنَّ البعض يقول بأن بيته كان صغيراً وليس هكذا؟
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا تذكر بعض المصادر التأريخية أن الآثار الباقية هو البيت الماثل الآن وسط الكوفة قرب المسجد أمام قصر الإمارة، فان الإمام (عليه السلام) لما دخل الكوفة قيل له: يا أمير المؤمنين، أتنزل القصر؟ قال: لا حاجة لي في نزوله، ولكني نازل الرحبة. ثم أقبل حتّى دخل المسجد الأعظم، فصلى ركعتين، ثم نزل الرحبة، ثم إنه (عليه السلام) مكث بالكوفة ولم ينزل في قصر الإمارة بل نزل في دار جعدة بن عبيرة. وعن الأصبغ بن نباته، أن علياً لما دخل الكوفة قيل له: أي القصرين ننزلك؟ قال: قصر الخبال لا تنزلونيه فنزل على جعدة بن هبيرة المخزومي. وعن عون بن عبد الله بن عتبة، قال: لما قدم علي الكوفة نزل على باب المسجد فدخل وصلى، ثم تحول فجلس إليه الناس، فسأل عن رجل من أصحابه كان ينزل الكوفة، فقال قائل: استأثر الله به. فقال: إن الله لا يستأثر بأحد من خلقه، وقرأ: (وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ). قال: فلما لحق الثقل قالوا: أي القصرين تنزل ؟ فقال: قصر الخبال لا تنزلونيه. فرغم وجود قصر الإمارة فيها شيد مع بنائها إلا أن الإمام علي (عليه السلام) المعروف بزهده وتواضعه، أختار أن ينزل في بيت أخته أم هاني (زوجة هبيرة المخزومي) والذي يقع في رحبة مسجد الكوفة والتي سميت فيما بعد برحبة علي، وكان البيت الذي اشتراه الإمام فيما بعد بسبعين ديناراً يقع قبالة باب السدة من مسجد الكوفة. ويقع هذا البيت إلى جانب مسجد الكوفة قرب قصر الإمارة على مسافة حوالي (100) متر تقريباً من الركن الجنوبي الغربي من مسجد الكوفة، وهو دار متواضعة ذات بناء بسيط جداً عهدناه من طريقة حياة الإمام وزهده (عليه السلام) بعيداً عن حياة القصور والملوك وزخرف الدينا، إذ استقر في هذه الدار وهي لأخته (أم هانئ) زوجة هبيرة المخزومي لقربها من المسجد، بعد أن رفض البقاء في دار الإمارة حين قدومه إلى الكوفة في شهر رمضان سنة (36 هـ)، أو حتّى بناء دار جديدة له. وذكر ابن بطوطة الرحالة في رحلته التي هي في حدود السبع مائة من الهجرة، وقد ساح في البلدان إلى أن وصل مدينة الكوفة فقال في ذكر المحراب ما نصه: وفي ظهره خارج المسجد بيت يزعمون أنه بيت نوح، وبإزائه بيت يزعمون أنه متعبد إدريس، ويتصل بذلك فضاء متصل بالجدار القبلي من المسجد يقال: إنه موضع إنشاء سفينة نوح (عليه السلام) وفي آخر هذا الفضاء دار علي بن أبي طالب والبيت الذي غسل فيه، ويتصل به بيت يقال أيضاً أنه بيت نوح (عليه السلام). دمتم في رعاية الله