logo-img
السیاسات و الشروط
( 29 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

مقام المهدي في كربلاء

ما هو اصل مقام الامام المهدي في كربلاء هل هو حقيقي ام مجرد روايات لا صحه لها


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم ، نشكر تواصلك معنا قبل الحديث عن المقام كصرح تاريخي، علينا أن نعرف أن العلاقة بين الإمام الحجة المنتظر عجل الله فرجه، وبين كربلاء الحسين عليه السلام، تتميز بخصائص القضية الحسينية، فهو «الطالب بدم المقتول بكربلاء»، وله بصمات غائرة في (الوجدان الكربلائي)، وهو الذي من المؤمل أن يحضر إلى مرقد جده الحسين الشهيد عليهما السلام، ويستخرج الطفل الرضيع المذبوح عطشاناً، ويعيد التساؤل المدوي عبر التاريخ والاجيال: «بأي ذنب قُتلت» ... المزید؟ وبذلك يحيي اهداف الثورة الحسينية بإحياء النفوس وإيقاظ الضمائر وإنارة الفكر والعقيدة. ولذا فهو متفاعل وحاضر مع أي حركة صادقة في هذا الطريق، منها حضوره في (موكب عزاء طويريج)، كمًا ينقل عن المرجع الديني الكبير والراحل السيد مهدي بحر العلوم الذي رآه بأم عينه، فالقى عصاه ارضاً وسارع للحاق به، وايضا ينقل حضوره أمام الخطيب الشهيد عبد الزهراء الكعبي في داخل حرم الامام الحسين عليهم السلام، فيما كان الشيخ الكعبي يقرأ قصيدة رثاء معروفة للمرحوم السيد صالح العرندس الحلّي: «أيقتل عطشاناً حسينٌ بكربلاء وفي كل عضو من أنامله بحر». هذه العلاقة العميقة والخاصة، هي التي جعلت المؤمنين والموالين لأهل البيت يعتزون ويهتمون بشكل خاص بهذا المقام رغم عمقه التاريخي القليل، فقد تشرفت هذه البقعة من الارض بحضوره المقدس وصلاته، واستنارت بوجوده، حيث تحول الى مهبط لملائكة الرحمة، ومهوى قلوب المؤمنين ومنتظري إشراقة مَحياه الوضّاء. يطلّ المقام حالياً على الضفة اليسرى من نهر الحسينية، بجوار القنطرة التي تؤدي إلى مقام الإمام جعفر الصادق عليه السلام الذي يبعد عنه بنحو 200م شمالاً، كما يبعد المقام عن حرم الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ بنحو 800 م جنوباً. وحسب مركز الدراسات الخاص بالامام المهدي عجل الله فرجه، فان تاريخ البناء لا يتجاوز قرناً واحداً، بدليل عدم ورود أي ذكر للمقام وتاريخه في الكتب المختصة بسيرة الإمام المهدي عجل الله فرجه أسوةً بذكر غيره من المقامات المنسوبة إليه كمسجد السهلة ومقاماته في الحلة و وادي السلام والسرداب المقدس، وغيرها من الأماكن المنسوبة إليه. وايضاً عدم ورود أي ذكر للمقام في ديوان السيد نصر الله الحائري المتوفّى سنة 1168هـ، بينما ذكر مقاما الإمام المهدي -عليه السلام- القائمان في الحلة و وادي السلام، وهذا الديوان كتبه تلميذه السيد حسين بن مير رشيد التقوي سنة 1155هـ. والدليل الآخر والاقوى، عدم ورود أي ذكر للمقام في واقعة (علي هدلة) سنة 1294هـ، وهي واقعة تمرّد فيها بعض أهالي كربلاء على الدولة العثمانية وفروا فيها إلى مقام الإمام جعفر الصادق عليه السلام، ومقام الإمام المهدي عليه السلام، كائن في طريقهم، فإن كان في تلك الفترة، كان من المؤكد ان يرد ذكره في تلك الحادثة. وبمعنى أن المقام لم يكن مشيّداً في القرن الثالث عشر الهجري. وإلا من غير الممكن ان يتغافل عنه المؤرخون والعلماء في كتبهم .… دمتم في رعاية الله

2