( 18 سنة ) - العراق
منذ سنتين

حرمان الأطفال

ماهي آثار الحرمان على الأطفال؟


إن للحرمان آثاراً عديدة على الأطفال ذوي الاحساس المرهف، وقدرة التحمل الضعيفة، وخصوصاً الحرمان من العطف الابوي والحرمان من رؤية الاب الذي يترافق بدروه مع الشعور بعدم الامان والاستقرار، فالحرمان له آثار وإعراض متعددة على النواحي المختلفة لشخصية الطفل، ومن جملتها: 1ـ على الذهن والذكاء: دلّت الأبحاث على أن الحرمان والاحساس بالفشل والنقص، وخصوصاً الاحزان لها تأثير بالغ على الذكاء والذاكرة، ويسبب للطفل إعراضاً ذهنية وعقلية، ومن جملتها التخلف العقلي، وكذلك أشارات تلك الأبحاث إلى انه مع مرور الزمن وبسبب الاستغراق في الحزن والاسى سيضعف نمو دماغ هؤلاء الأفراد، وسيقلل من مستوى ذكائهم عن اقرانهم من الأفراد الذين هم في العمر نفسه. 2ـ فيما تعلق بالتحصيل والتعليم: أن موت الاب أو استشهاده سيسبب للأطفال خللاً كبيراً في مجالي التربية والتعليم، لما له من إيلام وثقل عليهم. ليس لديهم فكرة عن الزمان والظروف لا في الصف ولا في المدرسة، وغير قادرين على تفعيل تجارب الماضي مع الحاضر، وكذلك يبدو لهم أمر تذكر الماضي والربط بين الأفكار امراً في نهاية الصعوبة، فقضية التعلم عند الأطفال اليائسين والمحزونين أمر صعب للغاية، فهؤلاء غير قادرين على التدقيق والتركيز في الامور، والتعمق في الدرس وعاجزين عن استخلاص المعاني والنتائج الضرورية لدرس ما في الصف. وبناءً على إحدى الاحصاءات، ذكر بأن 33% من هؤلاء الأطفال لديهم صعوبات في التعلم والدراسة، أو أن حالتهم لم تكن طبيعية في أثناء ذلك. 3ـ في المقاصد والأهداف: أن اغلب هؤلاء الأطفال منشغلون بالمشاكل والصعوبات الشخصية، وبالتالي فإن فكرهم وخيالهم مشغول بشكل كامل، وليس لديهم القدرة على التخطيط لأهدافهم وغاياتهم المستقبلية والبعيدة، وفي الوقت نفسه عاجزون عن توظيف تجارب الماضي في خدمة الأهداف المستقبلية. 4ـ التوقعات والآمال: في بعض الاحيان وبسبب الصدمات النفسية يغض الأطفال انظارهم عن ابسط الرغبات، وحتى لو كانوا جياعاً أو عطاشى فإنهم يمتنعون عن طلب الخبز والماء، ولو تعرضوا لظلم أو اعتداء لم يدافعوا عن حقوقهم. وفي بعض الاحيان نرى أن العكس هو الصحيح، وتظهر عكس الحالة السابقة تماماً، هذا الأمر يظهر جلياً عند الأطفال المعتادين على الدلال بشكل كبير، والذين تربوا في رغد وعناية فائقة في الأسرة، حيث يعتبر مثل هؤلاء الأطفال أن الجميع مدين لهم بالفضل، ومن الناحية النفسية فإن التوقعات والآمال لتعويض الحرمان والنقائص (واحياناً كبت الرغبات وحبسها) أمر يعذبهم كثيراً، فهؤلاء الأطفال يسعون دوماً لإلهاء انفسهم حيث يقومون بالإكثار من الطعام، على عكس الأطفال الباقين الذين دمر فقدان الشهية حياتهم. 5ـ في الشخصية والسلوك: تشير الأبحاث التي أجريت على الأطفال المحرومين، والفاقدين للأب، بأن نمو شخصياتهم ورشدها ناقص، وسلوكياتهم أيضاً ليست على ما يرام، وذلك عندما لا يعتني بهم أحد، وفي هذه الحالة تبدوا أبعادهم الحياتية والوجودية فاقدة للتوازن والانسجام، وليس لديهم القدرة على فهم المحبة وإظهارها، أي أن حالتهم ليست عادية ولا طبيعية. وأظهرت التحقيقات التي قام بها الدكتور (جان بالبي) بأن الانفصالات الطويلة، خصوصاً في السنوات الثلاثة الاولى من عمر الطفل لها تأثير خاص وسلبي على شخصية الطفل، ومن الممكن أن تجره إلى انحراف السلوك، والى التمرد، والى حالة عدم الاكتراث والشعور بالخسة والدناءة والخبث وسوء الخلق 6ـ الاضطراب النفسي: في الحالات الشديدة تتهيأ الظروف لظهور الاختلالات النفسية والعقدة والأمراض النفسية أيضاً، وهذا الأمر ليس خاصاً بالأطفال، بل ربما تعدى ذلك إلى الكبار أيضاً، فمن الممكن أن يصابوا بالفرحة، أو أن يتعرض نموهم النفسي للاختلال والاضطراب، فالبعض يصاب بجنون نسج الاساطير، وهناك أفراد وقعوا فريسة الأوهام والخيالات، كما أن عدم وجود القدرة النفسية على تحمل المصيبة يؤدي إلى ظهور حالات التمرد وعقدة الحقارة عند بعض الأشخاص. 7ـ الآثار الاخرى: من الإعراض والآثار التي تظهر على هذا القبيل من الأطفال نستطيع هنا أن نذكر اموراً كثيرة، مثل قرض الاظافر بالأسنان، ومص الأصابع. والبول في سرير النوم، وحسد الأطفال الآخرين، والخوف، والخجل، وعقدة الحقارة، والكذب، والثرثرة، والشعور بالقلق، والغضب، وارتكاب الجرائم، والأعمال الشريرة.

2