عليكم السلام ... المزید.
ان هناك جملة من الأخبار فرقت بين الشيعي والموالي او المحب،
فالوقوف على الفرق يتضح لكم جواب سؤالكم ،فالذي نستظهره من الاخبار ان مرتبة الشيعي الحقيقي عالية وشريفة لا ينالها الا من جد واجتهد في اتباع اهل البيت عليه السلام ولم يخالفهم بقول او عمل مثل سلمان وابي ذر وعمار وغيرهم.
وأما الموالي والمحب فهم من وآلوا اهل البيت واحبهم واتبعهم ولكن تغلب عليهم في الحين والآخر النفس الإمارة بالسوء فيقعون في مخالفة تعليمهم (ع) ، ولكن هؤلاء أيضا حالهم طيب يوم الاخرة ولكن يوقفون ويسؤلون ويصيبهم أهوال القيامة وفزعها وربما يدخلون النار حتى يطهروا ثم يخرجوا منها بحبهم لمحمد وآله الطاهرين.
ومن الاخبار ما روي انه قيل للإمام الكاظم (ع) : مررنا برجل في السوق وهو ينادي : أنا من شيعة محمّد وآل محمّد الخُلّص ، وهو ينادي على ثياب يبيعها : مَن يزيد ؟.. فقال موسى (ع) :
ما جهل ولا ضاع امرؤ عرف قدر نفسه ، أتدرون ما مَثَل هذا ؟.. هذا شخص قال : أنا مثْل سلمان وأبي ذرّ والمقداد وعمّار ، وهو مع ذلك يباخس في بيعه ، ويدلّس عيوب المبيع على مشتريه ، ويشتري الشيء بثمنٍ فيزايد الغريب يطلبه فيوجب له ، ثمّ إذا غاب المشتري قال :
لا أُريده إلاّ بكذا بدون ما كان طلبه منه .
أيكون هذا كسلمان وأبي ذرّ والمقداد وعمّار ؟.. حاش لله أن يكون هذا كَهُم ، ولكن ما يمنعه من أن يقول : إنّي من محبّي محمّد وآل محمّد ، ومَن يوالي أولياءهم ويُعادي أعداءهم ؟..
وروى ان رجلاً قال لامرأته : اذهبي إلى فاطمة بنت رسول الله (ص) فاسأليها عنّي أنّي من شيعتكم أم ليس من شيعتكم ؟..
فسألتها فقالت : قولي له :
إن كنتَ تعمل بما أمرناك ، وتنتهي عمّا زجرناك عنه ، فأنت من شيعتنا وإلاّ فلا.. فرجعت فأخبرته فقال :
يا ويلي !. ومَن ينفكّ من الذنوب والخطايا ؟.. فأنا إذاً خالدٌ في النار ، فإنّ مَن ليس من شيعتهم فهو خالدٌ في النار .. فرجعت المرأة فقالت لفاطمة ما قال زوجها .. فقالت فاطمة (ع) قولي له :
ليس هكذا ، شيعتنا من خيار أهل الجنّة ، وكلّ محبيّنا وموالي أوليائنا ومعادي أعداءنا والمسلّم بقلبه ولسانه لنا ، ليسوا من شيعتنا إذا خالفوا أوامرنا ونواهينا في سائر الموبقات ، وهم مع ذلك في الجنّة ، ولكن بعد ما يُطَهّرون من ذنوبهم بالبلايا والرزايا ، أو في عرصات القيامة بأنواع شدائدها ، أو في الطبق الأعلى من جهنّم بعذابها ، إلى أن نستنقذهم بحبّنا منها وننقلهم إلى حضرتنا.