عبد مُقصر ( 14 سنة ) - البحرين
منذ 3 سنوات

إتباع الصحابة

كيف لا نتبع الصحابة والله يقول : وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ فلماذا لا توجد آية تأمر بإتباع آل البيت عليهم الصلاة والسلام ولماذا نحن نتبعهم ؟


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب اما ما يخص الاية الشريفة فما ذكره السيد الطباطبائي فيه الكفاية في كتابه تفسير الميزان تفسير الميزان- ج 9 - ص 374 - 376 ) : ان الحكم بالفضل ورضى الله سبحانه في الآية مقيد بالايمان والعمل الصالح على ما يعطيه السياق فإن الآية تمدح المؤمنين في سياق تذم فيه المنافقين بكفرهم وسيئات أعمالهم ويدل على ذلك سائر المواضع التي مدحهم الله فيها أو ذكرهم بخير ووعدهم وعدا جميلا فقد قيد جميع ذلك بالايمان والعمل الصالح كقوله تعالى: (( لِلفُقَرَاء المُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخرِجُوا مِن دِيارِهِم وَأَموَالِهِم يَبتَغُونَ فَضلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ )) إلى آخر الآيات الثلاث(الحشر:8). وقوله فيما حكاه من دعاء الملائكة لهم: (( وَيَستَغفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعتَ كُلَّ شَيءٍ رَّحمَةً وَعِلماً فَاغفِر لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِم عَذَابَ الجَحِيمِ *‏ رَبَّنَا وَأَدخِلهُم جَنَّاتِ عَدنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِن آبَائِهِم وَأَزوَاجِهِم وَذُرِّيَّاتِهِم )) . وقوله: (( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاء بَينَهُم )) - إلى أن قال - ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنهُم مَّغفِرَةً وَأَجراً عَظِيماً )) (الفتح:29). وقوله: (( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتهُم ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلحَقنَا بِهِم ذُرِّيَّتَهُم وَمَا أَلَتنَاهُم مِّن عَمَلِهِم مِّن شَيءٍ كُلُّ امرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ )) (الطور:21) انظر إلى موضع قوله: (بإيمان) وقوله: كل امرء (الخ). ولو كان الحكم في الآية غير مقيد بقيد الايمان والعمل الصالح وكانوا مرضيين عند الله مغفورا لهم أحسنوا أو أساءوا واتقوا أو فسقوا كان ذلك تكذيبا صريحا لقوله تعالى: (( فَإِنَّ اللّهَ لاَ يَرضَى عَنِ القَومِ الفَاسِقِينَ )) (التوبة:96)، وقوله: (( والله لا يهدى القوم الفاسقين )) (التوبة:80)، وقوله: (( وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ )) (آل عمران:57). إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة الدالة مطابقة أو التزاما ان الله لا يرضى عن الظالم والفاسق وكل من لا يطيعه في أمر أو نهى، وليست الآيات مما يقبل التقييد أو النسخ وكذا أمثال قوله تعالى خطابا للمؤمنين: (( لَّيسَ بِأَمَانِيِّكُم وَلا أَمَانِيِّ أَهلِ الكِتَابِ مَن يَعمَل سُوءاً يُجزَ بِهِ )) (النساء:123). على أن لازم عدم تقييد الحكم في هذه الآية تقييد جميع الآيات الدالة على الجزاء والمشتملة على الوعيد والتهديد، وهى آيات جمة في تقييدها اختلال نظام الوعد والوعيد وإلغاء معظم الاحكام والشرائع، وبطلان الحكمة، ولا فرق في ذلك بين ان نقول بكون (من) تبعيضية والفضل لبعض المهاجرين والأنصار أو بيانية والفضل للجميع والرضى الإلهي للكل، وهو ظاهر. وقوله تعالى: (( رَّضِيَ اللّهُ عَنهُم وَرَضُوا عَنهُ )) (المائدة :120) الرضى منا موافقة النفس لفعل من الافعال من غير تضاد وتدافع يقال: رضى بكذا أي وافقه ولم يمتنع منه، ويتحقق بعدم كراهته إياه سواء أحبه أو لم يحبه ولم يكرهه فرضى العبد عن الله هو ان لا يكره بعض ما يريده الله ولا يحب بعض ما يبغضه ولا يتحقق إلا إذا رضى بقضائه تعالى وما يظهر من أفعاله التكوينية، وكذا بحكمه وما أراده منه تشريعا، وبعبارة أخرى إذا سلم له في التكوين والتشريع وهو الاسلام والتسليم لله سبحانه. وهذا بعينه شاهد آخر على ما تقدم ان الحكم في الآية مقيد بالايمان والعمل الصالح بمعنى ان الله سبحانه إنما يمدح من المهاجرين والأنصار والتابعين من آمن به وعمل صالحا، ويخبر عن رضاه عنه وإعداده له جنات تجرى تحتها الأنهار. وليس مدلول الآية ان من صدق عليه أنه مهاجر أو أنصاري أو تابع فإن الله قد رضى عنه رضا لا سخط بعده أبدا وأوجب في حقه المغفرة والجنة سواء أحسن بعد ذلك أو أساء، اتقى أو فسق. وأما رضاه تعالى فإنما هو من أوصافه الفعلية دون الذاتية فإنه تعالى لا يوصف لذاته بما يصير معه معرضا للتغيير والتبدل كأن يعرضه حال السخط إذا عصاه ثم الرضى إذا تاب إليه، وإنما يرضى ويسخط بمعنى انه يعامل عبده معاملة الراضي من إنزال الرحمة وإيتاء النعمة أو معاملة الساخط من منع الرحمة وتسليط النقمة والعقوبة. ولذلك كان من الممكن ان يحدث له الرضى ثم يتبدل إلى السخط أو بالعكس. ولو أردنا أن نتنزل معكم ونقبل ما تقولونه من أن رضاه عن المهاجرين والأنصار لا يلحقه سخط فيمكن أن نقول إن الآية يمكن أن تشمل شهداء معارك الرسول ففي بدر استشهد من الأنصار ثمانية شهداء وفي أحد سبعين شهيداً وفي غزوة بني المصطلق عشورن وهكذا. ولا يمكن أن ينكر أحد فضل بعض الصحابة من الأنصار الذين عاشوا بعد وفاة رسول الله كسعد بن عبادة وابن التيهان وابو أيوب الأنصاري وخزيمة بن ثابت.))(انتهى) فاتضح اان الاية الشريفة لا تمدح جميع الصحابة وعليه فلا يمكن ان نتبع جميع الصحابة فان فيهم المنافقون وفيهم مرضى القلوب وفيهم المرجفون في المدينة وهذا بنص القران الكريم ((لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلاَّ قَلِيلاً (*) مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً ))(الاحزاب:60-61) وهؤلاء ليسوا مشركين بل هم من الصحابة اما ما يرتبط بلزوم طاعة اهل البيت عليهم السلام فالقران امرنا بطاعتهم وبين فضلهم كقوله تعالى : ((إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ)) (المائدة:55) فان الاية نزلت في امير المؤمنين عليه السلام فولاية امير المؤمنين من ولاية رسول الله صلى الله عليه واله وولايته من ولاية الله تعالى وقوله تعالى : (( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ)) (النساء: 59) فالاية نزلة تامرنا باطاعة الله تعالى والرسول والولي الامر وبما ان طاعة الله مطلقة وطاعة الرسول مطلقة فلابد ان تكون طاعة اولي الامر مطلقة ايضا وهذا لا يمكن ان يكون الا اذا كان اولوا الامر معصومون عن الخطا وهذا انما يكون في اهل البيت عليهم السلام وقد وردت الروايات وان هذه الاية تامر بطاعتهم عليهم السلام فهم المعصومون. وغير ذلك من الايات الكثيرة التي نزلت في اهل البيت عليهم السلام والتي تبين فضلهم وتبين لزوم اتباعهم وان الحق معهم وبامكانك مراجعة الاسئلة الكثيرة في هذا الباب وما يرتبط بامامة اهل البيت من القران الكريم . فاين هذه الايات من الايات التي ادعي انها تمدح الصحابة فلا تكاد تذكر تلك الايات ازاء الايات الواردة في اهل البيت عليهم السلام. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

3