اسماء ( 21 سنة ) - العراق
منذ سنتين

الحجاب في القران

السلام عليكم البعض يقول ان الاحكام القرانية التي نزلت فيه من ضمنها (شرط ارتداء النساء للحجاب وعدم وضع المكياج واظهار الزينة) هي احكام نزلت على فترة محددة وعلى فئة معينة مثل فئة نساء النبي صل الله عليه وآله وسلم و فئة النساء اللاتي يتعرضن للتحرش في تلك الحقبة فقط والان وبانتهاء زمن رسول الله ص انتهت هذه الاحكام والشروط سؤالي كيف ارد على هذه الفئة من الناس؟


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب بالتاكيد من لا يعرف صفات الله تعالى بشكل جيد فان امثال هذه الشبهات تاتي عليه وتشوش فكره واجمالا اقول لكم ان الله تعالى عالم بكل تفاصيل الانسان وعالم بكل الازمان التي يمر بها الانسان الى يوم القيامة وعالم بما يسمى بالتطور العلمي اكثر من علمنا نحن بهذا التطور فاذا كان علمه شامل لكل هذه التفاصيل نسال سؤالا وهو: عندما شرع الله تعالى الاحكام الشرعية هل قيدها بزمن معين ام انها مطلقة فان حصرها بزمن معين فهذا الكلام من المستشكل في محله وان كانت هذه الاحكام مطلقة لكل الازمان فنسال سؤالا ثانيا هذه الاحكام التي كانت مطلقة هل ورد لها نسخ او تخصيص بحالة معينة ام هي مطلقة ايضا فان كانت منسوخة فلا كلام لنا معها فقد انتهى امدها بنسخها وان ورد لها مخصص او مقيد فالعمل على وفق هذا المخصص والمقيد واما اذا لم يرد من الشارع المقدس اي تحديد لتلك الاحكام فظاهر القران الكريم انها مستمرة الى ما شاء الله تعالى وعندها لا معنى ان ناتي اليها ونقيدها نحن بدعوى انها لذلك الزمان لا لهذا الزمان فان الذي يحدد انها لزمان دون زمان هو نفسه المشرع لا نحن من يملي على الله تعالى ونقول ان القران الذي انزله الله تعالى على نبيه الخاتم صلى الله عليه واله هو خاص بزمن النبي او ما يقرب من زمن النبي فهذا كلام غير علمي وغير منطقي هذا اولا. ثانيا: ان هذه القضية اذ فتحت ليس يمكن وقفها فاي حكم من الاحكام لا نجده يتناسب مع ملذاتنا واهوائنا نحكم بانه لم يشرع الى هذا الزمان وانما شرع للزمن السابق بحجة اننا لا نرى ضرورة الى هذه الاحكام ومن نحن حتى نرى ولا نرى فكلنا عباد ضعفاء لا حول ولا قوة لنا الا ما علمنا الله تعالى من علمه ((وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً)) (الاسراء:85). ثالثا: انه من المعلوم ان نبوة النبي محمد صلى الله عليه واله هي نبوة خاتمة فلا نبي بعده وبالتالي ما شرعه الله تعالى في هذه الشريعة هو مستمر الى يوم القيامة فحلال محمد حلال الى يوم القيامة وحراامه حرام الى يوم القيامة الا ما ثبت تقييده وتخصيصه من قبل المولى عز وجل وباقي الاحكام هي احكام مستمرة واي دعوى بانها لذاك الزمان دون هذا الزمان فهي تعني ان هذه الشريعة غير صالحة ان تطبق في هذا الزمان وهذا خلاف كون هذه الشريعة هي خاتمة الشرائع وهي صالحة لكل زمان ومكان في ضمن الضوابط الشرعية فيها. رابعا: ان الحافظ للدين بعد النبي صلى الله عليه واله هم العترة الطاهرة بنص حديث الثقلين المتواتر بين المسلمين والائمة بعد النبي بينوا واكدوا شمول الشريعة لجميع الازمان الا ما ورد تخصيصه او تقييده عن اهل البيت عليهم السلام وهذه المصادر الروائية التي تروي تراث اهل البيت عليهم السلام لم تذكر ان الحجاب هو خاص في زمن السابقين دون زمننا وزمن اللاحقين وهذا يعني بوضوح شمول هذه الاحكام للجميع. خامسا: ان القضية على العكس ادل منها على ما ذكر جنابكم الكريم وذلك ان الزمان السابق كانت النسوة في اقصى حالاتهن لا يكادن يتجاوزن اظهار شعرهن وشيء بسيط من بدنهن كالرقبة والكفين وكان الحجاب على قولكم واجب عليهن فكيف بهذه الازمان المتاخرة التي تكون المراة فيها نصف عارية وتظهر مفاتنها ومحاسنها بحيث تثير الصغير والكبير فالحجاب في حقهن لابد ان يكون اشد وآكد لا ان نتنازل عن الحجاب فان امثال هذه الحالات المتمرة والتي تسبب ضياع المجتمع وجعله يلهث وراء شهوته وغير ذلك من مساوئ التعري بالتاكيد هذه تدعو الى شدة في تطبيق الحجاب وتاكيد الى الالتزام بالحجاب لعل هكذا نسوة يرتدعن عن حالة التعري المفرط فيهن فنحن والعقل والتفكير نحكم بلزوم الحجاب في هذا الزمان. سادسا: ان انتشار الفساد في هذا الزمان وتمرد المجتمع على المراة يدعو الى الحجاب بشكل اكبر منه في الازمان السابقة فلاجل الحفاظ على المراة وهي التي يرغب فيها الرجال من تنمر الرجال عليها في حالة التعري والسفور بشكل واضح جدا بخلاف لو تحجبت وابعدت مفاتنها عن مرمى سهام الرجال فانها بالتاكيد تكون اكثر امانا مما لو تعرت فان المراة المتعرية تعطي الضوء الاخضر للجميع ان ينظروا الى محاسنها ومن ثم وبلا شك تثار شهواتهم وتتاجج نيران الشهوة عندهم فاذا لم يمسك الرجل نفسه وتعدى عليها فان احد اهم الاسباب هي نفس المراة فهي من ألهبت نار الشهوة في نفسه وبالتاكيد لاجل الحد من هذه الحالة وتقليلها واضعافها في المجتمع كان لزاما ان نبعد مصادر التاثير التي تجعل الشهوة هي الطاغية في المجتمع ويكون الحجاب هو الحل الامثل لمثل هكذا حالات. وواكتفي بهذه الملاحظات مع ان هذا الملف ملف كبير وهناك من يحاول تحجيم من القران الكريم ويعمد الى زمكانية القران الكريم كي يفرغوا الدين من محتواه وبالتالي لا يبقى من الدين الا اسمه ومن القران الا رسمه وهذه احدى الوسائل لتضييع الدين وتفريغ الناس من كل القيم الانسانية والاخلاقية وبالتالي الضياع الحتمي والعودة الى الجاهلية الاولى. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

3