درس في الاخلاص للامام السجاد (ع) قدم الامام السجاد عليه السلام دروس في الاخلاص لينال مرتبة الرضا الالهية وقد قدم الامام مشهداً حياً وبياناً بليغاً فيما رواه عنه طاووس اليماني حينما راى الامام السجاد يطوف من العشاء الى السحر ويتعبد فأذا بالامام يرمق السماء بطرفه ويقول : إلهي غارت نجوم سمواتك، وهجعت عيون انامك ،وابوابك مفتحاتٌ لسائلين ،جئتك لتغفر لي وترحمني وتريني وجه جدي محمد(ص) في عرصات القيامة ثم بكى ... فأطال الدعاء والبكاء فدنا منه طاووس وقال له.. ماهذا الجزع والفزع؟ ونحن يلزمنا ان نفعل مثل هذا ونحن عاصون جانون فانك ابوك الحسين ابن علي (ع) وامك فاطمة الزهراء (ع) وجدك رسول الله (ص) فألتفت اليه الامام وقال: (هيهات هيهات ياطاووس!! دع عني حديث ابي وامي وجدي خلق الله الجنة لمن اطاعه واحسن ولو كان عبداً حبشياً وخلق النار لمن عصاه ولو كان ولداً قرشياً) اما سمعت قوله تعالى ( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ﴿101﴾سورة المؤمنون ولله لاينفعك غداً الا تقدمتٌ تقدمها من عمل صالح. اِذاً مايرتفع الى الله تعالى هو العمل الخالص لوجه سبحانه ((وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ )) البينة /5 . نقل العلامة المجلسي في البحار قال : عن الثمالي، وعن الباقر (عليه السلام) : " إنه كان علي بن الحسين (عليه السلام) يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل فيتصدق به " قال أبو حمزة الثمالي وسيفان الثوري كان (عليه السلام يقول): " إن صدقة السرّ تطفئ غضب الرب " وعن محمد بن إسحاق إنه كان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين معاشهم، فلما مات علي بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به بالليل. وعن الحلية قال: إن عائشة سمعت أهل المدينة يقولون: ما فقدنا صدقة السر حتى مات علي بن الحسين عليهما السلام. وفي رواية محمد بن إسحاق إنه كان في المدينة كذا وكذا بيتا يأتيهم رزقهم وما يحتاجون إليه لا يدرون من أين يأتيهم، فلما مات زين العابدين عليه السلام فقدوا ذلك فصرخوا صرخة واحدة. بحار الأنوار - (46 / 88)