علي ( 18 سنة ) - العراق
منذ سنتين

محمد وال محمد الواسطه بين الله والخلق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل الله لا يتدخل في رزق الخلق جميعا مباشره بل جعل واسطه للرزق وهم أهل البيت فإذا الأمر كذلك هل هذا يعني أن محمد وال محمد هم فعل الله فإذا أراد أن يرزق رزق بأهل البيت؟هل هذا يعني أن كل مخلوق خُلِق خلقوه محمد وال محمد بإذن الله اليس هذا يعني أنهم الخالقين بإذن الله الرازقين بإذن الله اليس معنى هذا أن من أراد من الخلق أن يرى الله ورحمته وقدرته والخ أن ينظر إلى أهل البيت اليس كل الذي يفعله الله يكون فاعله محمد وال محمد (رحمته وسعت كل شيء)اليس يعني أن رحمة محمد وال محمد وسعت كل شيء أم ماهو المعنى؟.اليسوا رحمة الله الواسعه أليسوا اول مخلوقات الله أليسوا علّة الخلق أليس المهدي هو الآن الرازق سؤال ثاني ارجو الاجابه عليه هل الله لايستطيع أن يرزق جميع الخلق مباشره لوجود خلل في الخلق؟لذلك فإن رزق الله يرزقه محمد وال محمد بإذنه جل جلاله؟ ارجو الاجابه بشكل مفصل


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب لا يوجد شيء اسمه ان الله تعالى لا يتدخل فكل شيء في عالم الوجود قائم بالله تعالى ولو انحسر الباري عن الوجود لذاب كل من عليه فكل شيء مفتقر الى الله تعالى وقوام الوجود في كل الكون هو قدرة الله تعالى فهو الذي يمد الوجود بالوجود ولولاه ماكان وجود وكل ما يرتبط بخلقه فهو راجع اليه نعم الله تعالى اعطى صلاحيات لعباده في الرزق في الخلق في الاماتة في الاحياء في كل تفاصيل الخلق اعطاها لبعض مخلوقاته ممن لهم الاهلية ان يتحملوا هذه المسؤولية العظيمة وهم يقتدرون على هذه المهام بالله تعالى فلا يوجد انقطاع منه تعالى عنهم فهو فيما اقدرهم عليه اقدر ولو انقطع الباري عنهم لحظة واحدة لساخت كل قدراتهم فكل ما يقتدرون به هو من قدرة الله تعالى حدوثا وبقاءا وكلمة اخيرة ان كل ما قاله جنابكم الكريم يثبت لعباد الله لكن بشرط انهم فقراء في كل شؤونهم وان الحي القيوم هو الله تعالى فمهما بلغ ما بلغ العباد محمد واله الطاهرين فانهم يفتقرون بكل معنى الكلمة الى الله تعالى وكلما كانت منزلتهم عظيمة كلما كان فقرهم الى الله تعالى اشد اذ عظمتهم من عظمة ما يرزقهم الله تعالى به. يبقى شيء اخير انه لماذا لا يكون الله تعالى هو المتكفل بكل هذه الاعمال من الخلق والرزق والاحياء والاماتة بدل ان يتكفل بها عباده وجوابه اولا: ان الله تعالى لا يمكن ان يوصف بالعجز وهذه من الثوابت والمحكمات العقائدية العقلية والنقلية فهو على كل شيء قدير وما امره الا ان يقول له كن فيكون ثانيا: ان الله منزه عن الجسمانية والمادية وكل ما يرتبط بالجسم من الصفات والاحوال وهذه الامور تحتاج الى شائبة الجسمية فالاماتة مثلا تحتاج ان ياتي القابض للروح للجسم المادي ويتعامل معه معاملة خاصة حتى يخرج منه الروح وهذا المعنى المادي الله منزه عنه فتكفل بهذه الجهة المادية خلق مادي ايضا ولكن نفس القدرة على نزع الروح هي من قدرة الله تعالى وكذا الاحياء والاماتة وغير ذلك ومن هنا يقول نبي الله عيسى على نبينا واله وعليه السلام : ((أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللهِ وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتى بِإِذْنِ اللهِ))(آل عمران:49) فلاحظ ان عملية الخلق المادية من صنع عيسى عليه السلام ولكن الحياة هي باذن الله تعالى وكذلك الشفاء والاحياء فان المقدمات مادية لكن النتائج لا تكون الا باذن الله تعالى فلو لم يمكنه الله تعالى وياذن له وللمادة وكل عالم الوجود ان يخضع له ما امكنه ان يحي ولا امكنه ان يشفي ومن كل هذا يتضح جليا لكم ان الله تعالى هو المحيط بكل عالم الوجود وان ما من شيء الا هو مفتقر لله تعالى بلغ ما بلغ من العظمة. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

3