الفرق بين الذين آمنوا والذين عملوا الصالحات

بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب س1 بالتاكيد هناك فرق بين الايمان وبين العمل الايمان من خواص القلب والعمل من خواص الجوارح كما في الصلاة والصوم وغير ذلك. س2 انقل لكم من تفسير الامثل ما ينفعكم ان شاء الله بخصوص علاقة الايمان بالعمل. (( " الإيمان " و " العمل " : في كثير من الآيات القرآنية يقترن ذكر الإيمان بذكر العمل الصالح ، حتى كان الاثنين متلازمان دونما افتراق . والحق كذلك ، لأن الإيمان والعمل يكمل بعضها الآخر . لو نفذ الإيمان إلى أعماق النفس لتجلت آثاره في الأعمال حتما ، مثله كمثل مصباح لو أضاء في غرفة لشع نوره من كل نوافذ الغرقة. ومصباح الإيمان كذلك لو شع في قلب إنسان ، لسطع شعاعه من عين ذلك الإنسان وأذنه ولسانه ويده ورجله . يقول تعالى في الآية الحادية عشرة من سورة الطلاق : ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ويقول في الآية الخامسة والخمسين من سورة النور : وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض . فالإيمان بمثابة جذر شجرة والعمل الصالح ثمرتها . ووجود الثمر السليم دليل على سلامة الجذر . ووجود الجذر السليم يؤدي إلى نمو الثمر الطيب . من الممكن أن يصدر عمل صالح أحيانا عن أفراد ليس لهم إيمان ، ولكن ذلك لا يحدث باستمرار حتما . فالذي يضمن بقاء العمل الصالح هو الإيمان المتغلغل في أعماق وجود الإنسان ، الإيمان الذي يضع الإنسان دوما أمام مسؤولياته))(الامثل في تفسير كتاب الله المنزل الشيخ ناصر مكارم الشيرازي : ج1/ص131) . س3 لم يتضح سؤالكم هل تقصد الايمان بامير المؤمنين عليه السلام دون الايمان ببقية الائمة فهذا على العقيدة الحقة لا يكفي بل لابد من الايمان بهم عليهم السلام بنحو المجموع وان كان مقصودكم هو الايمان باهل البيت بشكل عام لا امير المؤمنين عليه السلام فقط هل يكفي هذا الايمان بلا عمل صالح فهذا اتضح من جواب السؤال السابق واضيف لكم ايضا: انه من الصعب ان يكون هناك ايمان بلا عمل فان من يؤمن بالله تعالى ويؤمن بانبيائه وان هنك شريعة يجب العمل بها كيف يمكن ان نفترضه يؤمن بكل هذا ولا يمتثل للاعمال المطلوبة منه كالصلاة والصياام وغير ذلك من الواجبات والمستحبات والتي هي من اعاظم الاعمال الصالحة الله الا على فرض المعصية اي انه يؤمن ولكنه لا يمتثل لاوامر الله تعالى فهذا مجرد الايمان لا يكفي في نجاته يوم القيامة وقد وردت بعض الروايات تبين ذلك كما في رواية عن الامام الصادق عليه السلام وهو في اخر ساعات حياته قال لكل من تربطه به قرابة ان شفاعتنا لا ينالها مستخف بصلاته . وان كان مقصودكم من العمل الصالح هو الاعمال المستحبة فان الايمان وعمل الواجبات والابتعاد عن المحرمات يكفي في النجاة يوم القايمة وليست المستحبات ترتبط باصل النجاة وانما ترتبط بالكمال الذي يناله الانسان يوم القيامة. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته